هل البذاءة و الوقاحة من الفنّ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/8/maznietabdelli.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

للفنّ دور هام في الإرتقاء بالذوق العام و ووعي الناس , لقد قال شكسبير قديما : إعطني مسرحا أعطيك شعبا عظيما . ما نشاهده خلال هذه الأيام على قنواتنا التونسية يثير القرف و الإشمئزاز , طارئون على الفن من الذين جاؤوا في غفلة من الزمن فاحتلوا مساحات هامة من البرمجة التلفزية حتى صاروا من أركانها القارّة يلقون عرض الحائط بكل الثوابت الأخلاقية و القيمية التي تربّى عليها شعبنا و يسوّقون للانحطاط الخلقي , يتصرّفون أمام ملايين الناس كما يتصرّفون في الملاهي الليلية أو في جلساتهم الخاصة غير مدركين لاختلاف نوعية المتلقّي . بعضهم صار أشبه بالمهرّجين الذين يستعطفون ضحك الجمهور الحاضر { و أغلبه من المراهقين أو من المصابين بالمراهقة المتأخّرة } . عندما يشير ممثل معروف بإصبعه إشارة وقحة في برنامج تلفزي فهو لا يعني تيارا سياسيا بل هو يستزئ بكل المشاهدين و لا يحترم خصوصيات العلاقات الأسرية و الروابط الإجتماعية لأنّه متحلّل من القيم الدينية و الأخلاقية. هذه ليست من الحرية بل هي انحطاط خلقي و بذاءة تعكس مستوى صاحبها . و أظن أن من تابع ذلك البرنامج أو شاهد اللقطة على صفحات التواصل الإجتماعي قد تأسّف للمستوى الهابط و المنحط الذي بلغه بعض الذين ينسبون لأنفسهم صفة فنان و الفن منهم بريء براءة الذئب من دم يوسف كما تأسّف لحال بعض برامجنا و إعلامنا , و من المضحكات المبكيات في تلك اللقطة المقززة أن نرى منشط البرنامج يضحك و يوزع الكلمة دون أدنى تعليق أو تصويب أو تدخّل صارم و لكن يبدو أن الطيور على أمثالها تقع, فغابت الحرفية و المهنية و حضر الإرتجال و السطحية و العلاقات الشخصية لنفهم مدى ما وصله إعلامنا من تردّي حتّى وصفه البعض بإعلام العار . إن تدخلا حاسما من منشط البرنامج بإقصاء من أساء لكل المشاهدين كان سيثلج صدور المتابعين و يعيد ثقتهم في اعلامهم المهتزّة أصلا , و لكن لا حياة لمن تنادي و من شبّ على شيء شاب عليه فإرضاء الوقحين أولى من إرضاء المشاهدين , إنّه فعلا إعلام العار.







كذلك تطالعنا بعض البرامج ببعض السكاتشات التي يغلب عليها السياسي أكثر من الإجتماعي , طبعا , صارت السياسية في متناول الجميع بعد الثورة فالكل أصبح ثوريا و ينادي بتحقيق أهداف الثورة و ينتقد الحكومة بشدّة و بأسلوب قاس أحيانا بل شاهدنا بعضهم لا يتورّع من السخرية من رئيس الجمهورية في الوقت الذي كان لا يستطيع نقد عمدة في بلدته. وصل الأمر في المدّة الأخيرة من وقاحة الإشارة إلى بذاءة اللسان . كثيرون غاضبون مما يحدث و لكن إذا عرف السبب بطل العجب , فأغلب هؤلاء من روّاد العلب الليلية بما تحمله هذه الأماكن من ثقافة و سلوك يجعل ما يقولوه في أعمالهم غيض من فيض و ما خفي كان أعظم .
لا يجب أن يفهم البعض أنّي ضدّ نقد الحكومة أو رئيس الجمهورية فذلك مما يجب فعله بل لابد من كشف كل مواطن الضعف و الخلل و الفشل لأن الفنان الحقيقي هو ضمير الشعب و صوته , لكن تلك الرسالة العظيمة لا تتمّ إلا بأسلوب راق , و ذلك هو الإبداع الفني .
لقد كشفت فرقة مسرح الجنوب بقفصة مثلا في عصرها الذهبي و خاصة في عهد بورقيبة عن حرفية عالية في كشف علل الواقع و فضحت الواقع السياسي المتردّي كما أظهرت حجم معاناة عملة المناجم في مسرحية فئران الداموس و مارست نقدا سياسيا لاذعا في مسرحية الشابي .
المؤسف أن بعض ممثلينا صاروا يبحثون عن بطولات وهمية بعد أن فاتتهم الشجاعة قبل 14 جانفي عندما افتقدنا مجرّد كلمة , و على الجميع أن يعلم أن الرجولة لا معنى لها يوم 15 جانفي . أما التحلّل من القيم الأخلاقية و الدينية فلا تليق بفنان يحترم نفسه و جمهوره.
كاتب و محلل سياسي


Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 56058

Arianacentre  (Tunisia)  |Vendredi 2 Novembre 2012 à 20:26           

ce type qui figure à cette image donne l'impression de première vue a un clown clochard ...!
c'est une espèce rare un clown clochard, car d'habitude on a soit un clown soit un clochard ...

pour 3ebdelli on a affaire a un clochard illettré ( niveau 1 er cycle lycée libre) qui cherche a changer de statut de petit danseur dans un ballet à un comédien de n'importe quel catégorie même pseudo-comédien ...!

malheureusement ça se dégrade trop en tunisie.. , et c'est a cause des médias disqualifiés qui nous passent ces espèces et ces types..!


MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 18:35           
الانسان هو بناء هرمي بمدارات متنوعة تنطلق من القاع الغريزي والمطلبي صعودا الى قمة الهرم حيث أرقى درجات المعارف المشفرة والعصية على المدارات الأدنى ومدار الفنون يكون في وسط الهرم حيث انفعال القلب ولكن عند غياب الطبقة الفنية تستولي الطبقة بأسفل الهرم على الركح ويكون تعبيرا عن العالم السفلي لأدنى الجسد والهرم ...

Nadhirgh  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 18:07           
بربى هذاك أش عندنا...الصحافة التونسية غارقة فى الطبعة...كان جاو صحفيين بارعين ...راهم طلعوا أشكون ألى يحب يقتل السبسي...أو يحاوروا اللغز كمال اللطيف......ما زعام كان فى الكرة و الفنانين و الاشهار

AbdelRahim  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 17:54           
Aucun sens de l'humour ! vous ne voulez que des sheckspeare partout. quelle tristesse ! un peu d'humour, un peu de légèreté et même un peu de banalité, surtout par les temps qui courent, ne feront de mal a personne. a moins qu'il n'y ait un peu de jalousie et de règlement de comptes surtout !

Bourced  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 13:19           
توصيف جيد وتحليل متماسك من بولبابة حول الوضع الاعلامي والفني في الساحة التونسية وبروز ادعياء ومرتزقة الثقافة والفن تحركهم اجندات الفساد واصحابها المتخفين وراء التعبيرات الفنية والجمعيات المدنية. كما تحرك هؤلاء الفنانين الفاشلين الازمة المستفحلة التي يعرفها الانتاج الثقافي والفني عموما وهي وليدة عقود تقريبا اي من الوقت الذي قررت سياسات العهد البورقيبي الانقضاض والتدجين لكل ابداع مما حكم بالقتل البطئ والتهميش لرجال الثقافة والفن.من هنا فظهور فنانين
من نمط لطفي العبدلي والعربي المازني وغيرهما هو مؤشر خطير ودليل قاطع أن الساحة والمشهد الاعلامي والثقافي يعرف اكبر ازماته ويستوجب اعادة النظر والمراجعة والتاسيس للمنظومة الثقافية برمتها وذلك بجهود رجال الثقافة الحقيقيين الذين تخلوا عن دورهم وفسحوا المجال امام الحثالة والرعاع .والاكيد ان الامور ستعرف انفراجا لان الكفاءات في تونس موجودة ولكنها معطلة او مغمورة وستنقشع سحابة الانتهازية والتسييس للابداع وسيطرد الدخلاء والفاشلون وسينسى الجمهور التونسي
هذا التشويش والشذوذ على مسارحنا وفي وسائل اعلامنا عندما يعود اهل هذه القطاعات المتروكة لابتزاز الساسة الى حلبة الخلق والانتاج.

Honest  (Netherlands)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 12:50           
هـذهِ تخـمــةْ طـيمـقـراطيـهْ ،حتــىَ أأصبحـتْ فـوضــىَ وقـلــةْ تــربيــهْ

Kamelsaidi  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 12:24           
من العار ان نسمي هؤلاء اعلاميين او فنانين.....بل هم ليسوا سوى مصاصي دماء الشعب وهم على استعداد لكي يبيعوا امهاتهم لمن يدفع اكثر

Mortaucons  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 11:30           
Les enfants de zaba ont été éduquer à la manière des voyous et autres dégénérés (el goor goor hatta ken yehseb rouhou mouthakaf)

Deeply  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 10:28           
هانو سي بولبابة يحب يكفَر على ذنبو عللرتيكل إلَي ساند فيه سامي الفهري ياخي جماعتو كلاولوا قلبو

Yatounsi  (Tunisia)  |Mercredi 31 Octobre 2012 à 09:50           
صحيح , بعض المشاهد صارت مقرفة , ما قام به لطفي العبدلي غير مستغرب من أحد روّاد الكباريهات و السهرات الماجنة وهو من الذين يسخرون من الدين بسبب جهله


babnet
*.*.*
All Radio in One