هذه رسالتكم يا أئمّة المنابر

<img src=http://www.babnet.net/images/5/mosquee.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم منجي باكير

باعتبار أنّ البلاد كانت ترزح تحت وطأة الدكتاتوريّة الإقصائيّة للحرّيات الفرديّة و الحجْر على الأنشطة الفكريّة و تهميش الدّين الإسلامي طيلة ما يناهز الستّة عقود من الزّمن و تغريب النّاس عن عقيدتهم و هويّتهم ،،، فإنّ التصحّر الفكري و انعدام المفاهيم الصحيحة للدّين أصبحت هي السّمة الكبرى في الشعب التونسي حتّى أنّ أحد مشائخ الشّرق الصّالحين نصح بفتح جديد للبلاد التونسيّة ،،،

أصبح السّواد الأكبر من الشّعب يتعاطى مع الدين الإسلامي كموروث فلكلوري تنحصر مفاهيمه في القيام بالطقوس الموسميّة و لا يعي من الفقه إلاّ بعضا من فقه العبادات في إطاره الضيّق ، حتّى بعضًا من الشّعائر ( لغياب العلم الشرعي ) حادت عن مقاصدها و لفّتها تهميشات العرف الجاري أو بدعِه و ذلك لعدم وضوحٍ لدى العامّة للمفاهيم الصحيحة للتشريعات و التكاليف الشرعيّة ....



و تمّ الفصل القسري للدين الإسلامي على الحياة العامّة ، فأُغلقت المساجد و مُنعت الدّروس الفقهيّة و الدّعويّة ،و صودرت ومنعت الكتب التي تتناول فقه المعاملات و السياسة الشرعيّة و العلاقات العامّة و غُيّب أهل العلم و الإختصاص
وللأسف قد ساهم كثير من الأئمّة المنصَّبين طيلة العهدين السّابقين في ترسيخ هذا المنهج بخُطب منبريّة عجفاء ، صمّاء كليالي الشتاء حتّى مجّ النّاس كلامهم ، وحادت هذه الخُطب عن أهدافها و أفرغت من محتواياتها و صارت في أيدي الجهلة الذين انخرطوا في تمجيد الظّالمين و الدّعاء لهم و حشوا كلامهم بالحديث عن عيد المرأة و عيد الشّجرة و التنظيم العائلي و العودة المدرسيّة ، أمّا غلاتهم فكانوا يسوّقون لسياسة الحاكم و يتوسّعون في مدح انجازاته للدّين ( فهو حامي الحمى و الدين ) و لم ينسوا الدّعوة الإشهارية كلّ مرّة لصندوق 26/26 و الإحتفال بالسّابع من نوفمبر حتّى كادوا يلحقونه للواجبات و التكاليف الشرعيّة !
أمّا وقد أنعم الله علينا بالنصر المبين و انزاح الظّلم و تيسّر التوجّه إلى عامّة المسلمين بواضح الخطاب و نافعه فإنّ من واجبكم يا أئمّتنا أن تأخذوا بزمام الأمور و أن تنقذوا النّاس من هذا الجهل و الزّيغ فتفرغوهم من خاطيء ما حملوا لتملؤهم بصحيح العلم الشرعي و أن تتداركوا في اجتهادٍ
ما أفسده الأوّلون ،،،لاشكّ أن ّ الوِزر كبير و المسؤولية عظمى لكن هذا لا ينفي وجوب اضطلاعكم بما آل إليكم و أن تولوا الأمر همّة و اهتماما و اجتهادا في تبشير بلا تنفير و تحفيز بلا إحباط و تيسير بلا تضييع .و نرى أنّ مدخل هذا هو التركيز على يسر الدّين و تسامح العلماء و سماحتهم في العمل على المتّفق و إرجاء المختلف بُغية التوحيد و الخروج من الفُرقة و التشكيك و ربما أحيانا التكفير .ثمّ تنبيه العامّة على ضرورة و واجب تحصيل الضروري من علوم الدّين و تلقينه للأقربين و المنظورين .كذلك جلْيُ الدّين ممّا علق به جرّاء تجهيل العقود السّابقة من بدع و مفاهيم مغلوطة ومما رسات خاطئة .
و بذلك تسعوا إلى الدّفع نحو إحياء علوم الدّين من فقه بجميع أبوابه و علوم القرآن و سنّة و سيرة و لغة عربيّة باعتبار أنّها الوسيلة الي يُفهم بها الدين فهما صحيحا .
وهذا لايتمّ إلاّ بالإرتقاء بالخطب المنبريّة ( الإيجاز + البلاغة و التنويع )
مواكبة و تحيين الخطب لما يجري في حياة الواقع و إرجاع ما يطرأ إلى الأحكام الشرعيّة حتى يستأنس العامّة بأهميّة وضرورة الإحتكام إلى شرع الله في كلّ مناحى الحياة الخاصّة و العامّة ويتأهّلوا لفهْم المقاصد الشرعيّة للأحكام ...
في أساليب بعيدة عن التكرار و القوْلبة الجاهزة و تطعيم الخطاب بما يقتضي الحال ليُسرّع بتوصيل المعلومة و استيعابها و من ثمّة حصول الفائدة ..




Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 54713

Clubiste97  (Tunisia)  |Mercredi 3 Octobre 2012 à 10:49           
Lorsque les occidentaux ont laissé la religion dans les églises, ils sont arrivés à ce niveau économique, sociale et scientifique, alors allez assister aux directives d'abou iyyadh, bechir bel hassen et gannouchi pour atteindre le niveau de la somalie, ha.ha.ha.

AlHawa  (Germany)  |Mercredi 26 Septembre 2012 à 10:14 | Par           
أخي Mshben إعلم قول رسول اللله في ما معناه من قال أن الناس قد هلكوا فهو أهلكهم و قس على هذا الحديث! و مع ترفيعك عن ذلك المستوى 

Ettttounsi  (Saudi Arabia)  |Mercredi 26 Septembre 2012 à 10:11           
لا يصلح حال المجتمع الا اذا صلح أمر الأسرة والأسرة بدورها تكون صالحة اذا صلح أفرادها والفرد لن يستقيم الا اذا وضعنا عليه رقيب.ليس بوليس يتبعه اينما ذهب لاكن أخلاق تراقب تصرفاته وأقواله وعقل مستنير بالعلم وغير مغيب بمسكرات .ولعل المنبع الذي لا ينضب للأخلاق الحميدة هو الدين لذلك كان للدين في حياة الناس مكانة مهمة منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها..

Toonsie  (Tunisia)  |Mercredi 26 Septembre 2012 à 09:51           
للأسف هناك الكثير من الأئمة بعد الثورة يقومون بواجبهم الدعوي لترسيخ القيم و الأخلاق الطيبة و الإبتعاد عن المحرمات و لكن ما يرمي هذه الجهود في الماء هو تصرفات نخبنا السياسية و مثقفينا و مفكرينا و إعلاميينا فهناك من حلل الخمر و هناك من حلل اللواط و من يدعوا الفوضى و من يطلب بمنع آذان الصبح و من يريد منع الحجاب و من يعتبر القرآن غير مقدس و لم ينزل على الرسول محمد و هناك من يعتبر الاسلام إحتلال فكيف تريدون من الإمة القيام بدورهم و الإعلام بيد مجموعة
لا تحترم مشاعر الناس لا لشيء لأنهم إختاروا حزب ذات مرجعية دينية فأصبحوا أشد حقدا و يهاجمون الإسلام و يشوهونه و يشككون فيه بإستعمال حزب للفوز في الإنتخابات المقبلة

MSHben1  (Tunisia)  |Mercredi 26 Septembre 2012 à 09:43           
L'intelligence est un dont de dieu qui peut etre perfectionné par un climat familial sain et par le niveau de vie modeste qui sont tout les deux le moteur de l'acquisition de l'intelligence extrème . moi , l'intelligent des intelligents j'ai toujours utilisé cette qualité dans les techniques et dans les stratégies sociales et politiques pour participer à la correction de la société tunisienne dont la quasi totalité sont des menteurs , des
voleurs et corrompus sans oublier les criminels et les barreurs des routes , les stoppeurs des usines et les mafieurs en drogue et zatla . les " imam " doivent participer en tout ceci et surtout contribuer à rapprocher les salafistes à la nahdha et vice versa . ce rapprochement stratégique a pour fruits certainement la naissance d'un pole islamique tunisien unique qui lui meme arrivera avec toute facilité à l'application intégrale de la loi
islamique et dans quelques annés vous allez avoir une société aussi meilleure que le japon .
je suis l'intelligent des intelligents et le leader des stratège
je suis mshben1
je tais en général mais quand je parle les autres écoutent .

AlHawa  (Germany)  |Mercredi 26 Septembre 2012 à 03:46 | Par           
يقع في أغلب الأحيان رمي المسؤولية الكاملة على عاتق الدولة في تكوين الخطاب الديني و أحيانا أخرى على الخطيب و الواعظ! و في الحقيقة يجب معاملة هذا المجال كغيره من العلوم كإختصاص! يجب تكوين جيد للوعاظ و لا يقع الإكتفاء بدورات التكوين الصيفية التي حصلت مؤخرا بل توين لجان دائمة تهتم بهم فإلى جانب مراقبتهم تساعدهم بالأفكار و لما لا تكون لها دورية مختصة! يجب مراجعة الوعاظ بصفة دائمة و يجب على الوعاظ أنفسهم أن يكونوا دائما في البحث عن الجديد! وفق الله الجميع

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 25 Septembre 2012 à 22:35           
الانسان أكثر الآلات تطورا والأبلغ تعقيدا على ظهر الكوكب . وكل آلة تستوجب دليلا من الصانع بشرح كيفية الاستعمال والصيانة ودليل الانسان للاستعمال والصيانة هو القرآن والسنة . والفقه هو الشرح التفصيلي لهما .ومشائخنا غير مأهلين لتقديم الشرح بلغة الشباب -وخاطب القوم بما يفهمون -وهم مطالبون برسكلة جد معمقة لمواكبة التقنيات الحديثة وشد الشباب اليهم والمتابع لما يبث من خطب الجمعة يتأكد من صعوبة المهمة ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female