هل يقود حمّة الهمامي المعارضة في الإنتخابات القادمة ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/6/hamma.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ أبولبابة سالم

حدثين بارزين شدّا اهتمام المتابعين للشأن السياسي الوطني في المدّة الأخيرة و الخاص بتقييم عمل و نشاط الأحزاب : الأوّل هو تقدّم السيد حمّة الهمامي وفق آخر استطلاعات الرأي على أغلب أحزاب المعارضة الليبرالية و من تسمّي نفسها بيسار الوسط , و الثاني هو حذف كلمة الشيوعي من اسم الحزب فصارت التسمية الرسمية حزب العمال . للحدثين علاقة وثيقة ببعضهما بل قد يكون الثاني هو نتيجة للحدث الأول , ذكرت سابقا أنّ حمّة الهمامي قد تفوّق في الخطاب السياسي على أغلب قوى المعارضة بفضل وضوح مواقفه و رفضه الإلتفاف على أهداف الثورة و انحيازه للكادحين و المستضعفين و قد نأى الحزب بنفسه عن الصراعات العقائدية رغم محاولة عديد الأطراف العلمانية المتطرّفة اللعب على استفزاز المشاعر الدينية لخلق حالة من الفوضى و هذه الأطراف كما يعلم الجميع باتت ألعوبة لدى بعض السفارات و المخابرات الأجنبية و تتغذى من المال الفاسد وهي جزء من الثورة المضادّة. و رغم كل محاولات الإستقطاب الإيديولوجي التي سقطت فيها بعض قوى المعارضة الأخرى بدعوى حرية التعبير و الدفاع عن الحريات و كأنها لم تستوعب الدرس القاسي الذي تلقّته في الإنتخابات الفارطة عندما ساندت التعدّي على مقدّسات الشعب . و للأمانة فقد صرّح لي صديق من حزب العمال في أوج الإحتجاجات التي شهدتها المدن التونسية بعد عرض فيلم برسيبوليس على قناة نسمة و عند تقييمهم لنتائج الإنتخابات بأنهم قد ندموا لعدم سماع نصيحة بعض الرفاق في الحزب للقيام بمسيرة تنديد بالفيلم قبل مسيرات يوم الجمعة المهيبة لسحب البساط من عدّة أطراف أحسنت استثمار الحدث . لطالما حصر حمّة الهمامي الصراع في تونس بين طرفين هما : قوى الثورة و قوى الثورة المضادّة . و حتّى في موقفه ممّا حصل في معرض العبدلية فقد حذّر زعيم حزب العمال السلفيين من أنّهم قد باتوا مخترقين من التجمعيين و القوى الأجنبية لتنفيذ أجندة هدّامة, و رفض التعدّي على مقدّسات التونسيين لا كما فعل بعض المعارضين الذين هرولوا و صفّقوا لحرية التعدّي على المقدّسات , فتعسا لهذا النوع من الحرية . هذا التراكم من المواقف المبدئية جلب للسيد حمّة الهمامي تقدير فئات واسعة من الشعب التونسي و رأوا فيه المناضل الذي خبروه زمن الإستبداد ولم يتغيّر ولم يتاجر بتاريخه كما فعل آخرون من أجل الكراسي و لم يتحالف مع المال الفاسد و لم يرتمي في أحضان التجمعيين الذين أجرموا في البلاد و اتخذ موقفا واضحا من مبادرة الباجي قايد السبسي على عكس قوى أخرى مستعدّة للتحالف حتّى مع الشيطان لمواجهة حركة النهضة في الإنتخابات القادمة و تلعب على تغذية الإستقطاب الثنائي الذي مازال التونسيون لم ينسوا بعد آثاره المدمّرة على البلاد و العباد .





هذا التقدّم في استطلاعات الرّأي و حسن تشخيص الواقع مازالت تنقصه خطوة مفصلية وهامّة و هي عبارة عن مصطلح يراه العديد من التونسيين من عامّة الشعب فيه عداء لدينه و هويّته وهذا المصطلح هو الشيوعية . كان الأمر مطروحا منذ المؤتمر السابق للحزب و لكن بعض المتشدّدين داخله وقتها رفضوا التنازل عنه , ولكن لعبة السياسة بما تقتضيه من تفاعل مع الواقع دفع الجميع لحذف هذه العبارة { وهو خبر سعيد كما قال السيد العجمي الوريمي} لسحب البساط من بعض المتشدّدين الدينيين الذين قال عنهم حمّة الهمامي في السابق : عندما كنا ندافع عنهم في عهد بن علي كنا أبطالا و اليوم صرنا كفّارا . و انحياز الحزب لطبقة العمال و المستضعفين و قيادته لعديد النقابات تجعله قريبا من عموم الناس , وهموم الناس اليوم هي التشغيل و مكافحة الفقر و العدالة الإجتماعية . لقد بدأت جبهة تقدّمية في التشكّل و تضمّ عديد القوى المناضلة و بعض الأحزاب التي عزمت على التحالف مع التجمعيين و الإنتهازيين في الإنتخابات القادمة و التضحية بتاريخها النضالي عليها ألا تفوّت الفرصة التاريخية لتشكيل جبهة معارضة قوية لها مصداقية و ألا تخجل و تترك حرب الزعامات و المناصب التي دمّرتها و أن تتأمل و تسأل هذا السؤال الذين يهربون منه لماذا استطاع حمّة الهمامي أن يكون أكثر إقناعا في خطابه و ينال احترام عديد التونسيين رغم كل الإختلافات الإيديولوجية ؟ أقول ذلك لأني أرى هذا الأمر في مصلحة تونس وهل من مصلحة تونس أن تكون المعارضة ضعيفة كما هي اليوم؟
كاتب و محلل سياسي


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 51742

Hombre  (United States)  |Jeudi 12 Juillet 2012 à 21:57           
Picoter ou pt er c'est kifkif !

Yatounsi  (Tunisia)  |Mercredi 11 Juillet 2012 à 18:26           
أحترم كثيرا حزب العمال و زعيمه حمة الهمامي رغم مساندتي لحركة النهضة فهو الحزب الوحيد من أحزاب المعارضة الذي بقي محافظا على ثوريته و ليس كشكري بلعيد الذي تشمئز من خطابه .

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 11 Juillet 2012 à 11:47           
لا حمة ولا غير حمة يملك مواصفات قيادة المعارضة لأن الفارس المفقود يجب ان يكون من ساموراي اليابان في ولوج باب ما بعد الحداثة بأسلحته لا أسلحة غيره ما بعد الحداثة قادته اليابان بدينها الأسطوري وثقافتها وأدمغتها المعرفية المدهشة ونحن سلاحنا ثقافتنا وديننا الحامل في خفاياه التأسيس لدولة المعرفة ما بعد الحداثة نحن نسقط فهمنا للاسلام من خلال الحواس ومشاهدة الجبة ولا نهتم بما داخل الجبة .فالاسلام في فترته الانتقالية أزاح قوتي الاقصاء -الفرس والروم
-لاستبدالهما بالحرية والتعددية والعدالة الاجتماعية .القطب الحداثي المزاحم والمنافس للنهضة عليه أن يكون استنساخا لعمر ابن الخطاب للقرن الثاني والعشرون ...

Nasser  (Tunisia)  |Mercredi 11 Juillet 2012 à 09:37           
قبل ان يقود على حمة ان يتحرر من تبعيته لكمال اللطيف اللذي يوفر له منابر الاعلام
و المال عن طريق راضية
خطة النهضة معروفة تنفخ في اليسار لتسهل الانتصار عليه
انه تكتيك مفضوح ان تجعل من اقصى اليسار غريما مهما ثم تنتصر عليه
بسهولة

David  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 20:18           
خلي كل شي على جنب...كي تسهلني شكون الحزب المعارض الصحيح في تونس...نقلك بدون تلكؤ...حزب العمال التونسي...كي تقلي شكون المعارضين المثقفين الي عندهم ما يقولو في رواحهم...نقلك بدون تلكؤ ...حزب العمال التونسي...كي تسهلني شكون الناس النظاف الي يحبو تونس وعمرهم ما يسرقوها...نجاوبك اللوالى النهضاويين بحكم انتمائي ومن بعدهم ناس حزب العمال التونسي...وفي الحقيقة الربانية الزوز كيف كيف في ها المجال...حزب العمال وراني في السبعينات كنت منهم...ما ينرفزوني كان
في مغالاتهم في حقر الاسس الدينية...اما الباقي ما كيفهم حد...التونسي راهو يفهم...راهو يعرف شكونو حمة الهمامي وشكونو نجيب الشابي وشكونو الهاشمي الحامدي...وانا نتشرف باش تكون النهضة في المعارضة والعمالي في الحكم او العكس...بشرط كيما جنقلت النهضة في اعطاء دروس الديمقراطية واحترام الاخر...يجنقل العمالي في احترام المعتقد بدون قيد ولا شرط...ويحترم حرية الراي خاصة لدى السلفيين...والتمشي السليم في ها الامر...وقتها بالحق نقولو تونس الحمد لله على
خلاصها...نهضة قوية وعمالي قوي وقسم على الشرف بعدم التصادم

Yatounsi  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 18:26           
إلي قال الجمهوري معارض قوي نقلو إلي نجيب الشابي ورقة محروقة و أفسد تاريخه النضالي و تحالف مع رؤوس الأموال الفاسدة و هربوا عليه المناضلين الصحاح الي قاوموا بن علي و الشعب ما يحبوش عكس غلي يقولولو فيه القفافة متاعو كيما قالولو في الإنتخابات السابقة. نداء تونس تحالف بين التجمعيين و اليسار الفرنكفوني و الي يفهم التوانسة ما عملوش ثورة باش يرجعو الدساترة. الوحيد الي عندو مصداقية هو حمة الهمامي و توا تشوف الإنتخابات الجاية

Catalouni  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 18:14           
هذا المقال يعيد إجترار إستراتيجية نهضة فلأنتخبات اسابق عندما دعت تونسيين عبر مواقع تواصل الاجتماعي لتصويت لثلاثة احزاب وهم نهضة (طبيعي) المؤتمر(نهضة 2 ) حزب العمال شيوعي : لأنها تعرف سلفاً انهوا لن يتحصل على أكثر من 1% . على أرض الواقع إليوم هناك 3 احزاب معارضة لنهضة و هم: نداء تونس، الجمهوري، العريضة و من يرى عكس ذلك هو يريد حجب الحقيقة وتشتيت الأصوات ونعلم من المستفيد من تشتيت الأصوات.

CitoyenS  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 17:32           
Mr boulbaba, hamma hammami est une personne propre, patriote et honnête.beaucoup de tunisiens, comme moi, qui ne partagent pas les projets et l'idéologie de son parti mais ont beaucoup de considération et d'estime pour cet homme eu égard de sa transparence et son intégrité.
il ne va pas tomber dans les filets, il n'est ni marzouki et encore moins ben jafaar. vous ne pouvez pas le tromper telle que vous avez fait avec les deux marionnettes qui ont trahi leur électeurs et tous les autres tunisiens soucieux de voir une tunisie civile, démocrate et libre après une révolution chèrement payée.
le tour est encore jouable avec marzouki et ben jafaar malgré les humiliations et les revers qu'ils ont subi. ils sont près à tout vendre rien que pour des illusions et des mensonges. continuez avec eux vous n'avez pas le choix.
hamma hammami est tout simplement un homme, il ne peut pas être acheté.

Yatounsi  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 17:22           
حمة الهمامي و حزبه هو المعارضة الثورية الوحيدة التي بقيت و بقي خطابه قريبا من نبض الشعب . و ترفّع عن الصراعات الإيديولوجية .

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 16:03           
من يقود المعارضة..مشكلة المشاكل .فالأحزاب غير قادرة حتى على قيادة أحزابها الصغيرة .الرهان من ينافس النهضة من يطيح بالنهضة من يزيح النهضة .هل هو حمة الهمامي ..هل هو القائد السبسي هل الهاشمي والقصاص .ثم هل يمكن فعلا الاطاحة بالنهضة وكيف.. لنؤجل كل المشاكل في كل الولايات حتى نجد حلا لمشكلة المشاكل ...

Safari  (Tunisia)  |Mardi 10 Juillet 2012 à 15:46           
Au moins il danse pas le stambali comme les autres...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female