دويلة قطر.. معزتين وخيمة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/qatar-emir.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم د. صلاح عودة الله



أبدأ مقالي بما قاله المندوب الروسي لـ'بن جاسم': احترم نفسك عندما تتحدث مع 'العظمى' وإلا فلا 'قطر' بعد اليوم.




لم يكن يتوقع رئيس الوزراء القطري بأن حديثه مع المندوب الروسي بشأن الموقف الروسي المناصر لنظام بشار الأسد-'وهذا لا يعني أنني أؤيد ما يجري في سوريا, فموقفي واضح ولا مجال للخوض فيه الان'-، سيقلب طاولة الحوار على قطر، ففي حوار دار بين مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم، حيث وجه بن جاسم الكلام لمندوب روسيا قائلا: أحذرك من اتخاذ أي فيتو بخصوص الأزمة في سوريا، فعلى روسيا أن توافق القرار وإلا فإنها ستخسر كل الدول العربية, فرد الروسي بكل هدوء أعصاب: إذا عدت لتتكلم معي بهذه النبرة مرة أخرى، لن يكون هناك شيء اسمه قطر بعد اليوم.
وخاطب تشوركين رئيس وزراء قطر قائلا:'أنت ضيف ِعلى مجلس الأمن، فاحترم نفسك وعد لحجمك وأنا أساسا لا أتحدث معك, أنا أتحدث باسم روسيا العظمى مع الكبار فقط', وهكذا انتهى الحوار دون أية ردة فعل من جانت بن جاسم, لأنه يعلم بأن الكبار فعلا لا يتحدثون الا مع أمثالهم, فمن هي قطر مقارنة مع روسيا..انها أصغر من أصغر أحد أحياء موسكو.
لوقت قريب لم تكن قطر سوى امارة خليجية لا يعرفها أحد على المستوى العالمي وحتى العربي سوى أنها ذكرت في خطاب الرئيس المصري الراحل أنور السادات عندما قاطعته الدول العربية بسبب توقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع الصهاينة'والتي أنا شخصيا ضدها', مع أنه حصل بموجبها على ما يستجديه العرب الان من الكيان الصهيوني..'قطر بتحتج ..ايه قطر؟, معزتين وخيمة', هذا ما قاله السادات عن قطر انذاك, وكم كان صادقا في مقولته هذه.
وبالرغم من ذلك وبقدرة قادر أصبح أسم دويلة قطر أشهر من نار على علم ليس في منطقة الشرق الأوسط وحدها, بل في كثير من المحافل الدولية..والسؤال الذي يطرح نفسه:كيف حدث هذا ؟.
في منتصف تسعينيات القرن المنصرم قام أمير قطر الحالي حمد بن خليفة آل ثانى بانقلاب على والده وعزله عن الامارة وتنصيب نفسه حاكما على البلاد,وقد تلقت دول الخليج وباقي الدول العربية هذا الأمر بتردد ولم تقم مباشرة بالاعتراف بالأمير الشاب الجديد, ولكن الأخير فهم أوراق اللعبة فتوجه مباشرة الى أمريكا والكيان الصهيوني وكان له ما أراد, حيث تم الاعتراف به ومن ثم اعترفت به باقي البلاد العربية.
ومنذ ذلك الوقت بدأت عملية التطبيع بين هذه الدويلة والكيان الصهيوني تسير على قدم وساق الى أن وصل الأمر لفتح مكاتب للتنسيق المتبادل والزيارات الرسمية أيضا, وان أراد الجانب القطري أن تكون سرية, الا أن وسائل الاعلام الصهيونية نشرتها بالصوت والصورة, وخاصة تلك الزيارة التي قامت بها تسيبي ليفني وزيرة خارجية الكيان الصهيوني وزعيمة حزب'كاديما' سابقا.
نقول بأن الحديث قد عاد عن دويلة قطر بعد أن بدأت تبذل قصارى جهدها لتكون ذات شأن كبيرفي العالم العربي مستغلة أحداث ما يسمى بالربيع العربي, ومن هنا عمدت إلى تكثيف جهودها لملء الفراغ القيادي الذي كانت تملكه بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر.
المشروع الامبريالي الأمريكي لم يعد يراهن على حصان واحد في المنطقة، ولذلك بات يدعم دور قطري ينحاز الى قوى المعارضة في الأقطار العربية لمحاولة احتواءها وتطويعها لصالح المشروع الأمريكي وتحديدا قوى الاسلام السياسي، وبهذا الانحياز الى قوى المعارضة يحاول ايهام الشعوب بأنه ينحاز إليها, ويدعم المشروع الامبريالي في الوقت ذاته دور سعودي ينحاز الى الانظمة الرجعية.
لذلك فان أمريكا تعتقد بانها لن تخسر في كلا الحالتين سواء نجحت الأنظمة في قمع شعوبها أو نجحت الشعوب في خلع أنظمتها، ولكنها واهمة لأن الشعوب ستنتصر في النهاية ودور قطر لن ينجح في احتواء التغيير لأن الشعوب باتت أوعى من ذي قبل، وهذا هو الشعب الليبي يرفض التدخل القطري رغم ما أظهره اميرها من دعم للثورة الليبية..الدور السعودي والدور القطري وجهان لمشروع واحد وسيفشل هذا المشروع وكل ما يلزمنا هو الانتظار فالزمن هو سيد الموقف.
هنالك مثل بحريني يقول' العورة تعيب على البلكة' ، بمعنى المصاب بالحول يعيب على مثيله, وهذا المثل ينطبق على حال السعودية وقطر, فلو كانت هذه الدول ديمقراطية وشعوبها راضية عنها, لقلنا انه من حقها مطالبة صديقاتها العربيات بمنح الحريات والديمقراطية لشعوبها, ولكن فاقد الشيء لا يعطيه.
وهنالك مثل مغربي يقول 'يأكل مع الذيب ويبكي مع الراعي', فأمير قطر يتامر مع الأمريكان والصهاينة ضد العرب فيزور كيانهم المصطنع ويمون مشاريع فيه, وفي نفس الوقت يتظاهر بأنه يريد أن يقود مبادرة المصالحة بين حركتي فتح وحماس لاقصاء مصر وتهميش دورها في هذا الشأن, مستغلا انشغالها بمشاكلها الداخلية في الفترة الأخيرة, وهو من الذين لا يؤتمنون لأنه قام بالانقلاب على أبيه وهو أقرب الناس اليه, ومن هنا فانه بامكانه أن يفعل ما يريد بلا رحمة بشعبه بل بالعروبة كلها, مع أنها منه براء.
مهما وصلت قطر الى ما وصلت اليه اليوم, الا أنها ستعود الى حجمها الطبيعي..حجم دويلة صغيرة مهمشة لا دور لها محليا واقليميا ودوليا, وسيأتي اليوم الذي سيقوم فيه القطريون الشرفاء بالانتفاض على من أصابه داء الغرور وابعاده أو ارغامه على الفرار من بلاده كما فعل زين'الفارين' بن علي..ونذكر من تولى امارة قطر بالقوة بالمثل الشعبي: ما طار طائر وارتفع الا على رأسه وقع .
وفي النهاية نقول لقطر وجيرانها:يا معشر الأعراب هيا عودوا إلى خيامكم وإبلكم واِنكحوا ما لذ وطاب من جواريكم وغلمانكم واِبتعدوا عن أرضنا وشمسنا وبحرنا فأوطاننا أطهر من أن يدنسها أمثالكم.
وقفة جيدة للتأمل:دول الخليج التي تعتبر 'ذخرا استراتيجيا للاقتصاد الدولي' ليست بمحصنة من الثورات التي تجتاح المنطقة العربية.






Comments


14 de 14 commentaires pour l'article 51108

Hosni  (Canada)  |Jeudi 3 Decembre 2015 à 00:22           
Bravo pour l'auteur de l'article!
Ceux qui défendent le Qatar sont les islamistes qui ont profité de l'ingérence du Qatar en Tunisie, Lybie, en Syrie et ailleurs.
Le Qatar est l'allié des américanosionistes dont le but de leur plan satanique, celui du Grand Moyen-Orient, est de diviser les pays arabes comme ce qui se produit aujourd'hui en Syrie, en Irak et en Lybie.

Nassim  (France)  |Dimanche 1 Juillet 2012 à 19:31           
à qatar le peuple est en révolte contre ben jasem mais on parle pas,les prisons sont pleinent,

CARLOS  (Tunisia)  |Mardi 26 Juin 2012 à 14:36           
Mon message est a guesmi

CARLOS  (Tunisia)  |Mardi 26 Juin 2012 à 14:34           
الدول تفتخر بتاريخها و علمائها و صناعتها و علمها و تقدّم شعبها و تحضره و ديمقراطيتها و حرية شعبها
و أنت تفتخر بقطر من أجل قناة عميلة ....

Rabbymaanaa  (United Arab Emirates)  |Mardi 26 Juin 2012 à 10:32           
Il n'y a que des jaloux dans ces commentaire , je paris que si l'un des commentateurs aurais reçu une offre d'emploi de 100dinars (ce qui n'est pas grand chose a qatar) il irait se roulait dans le tapis du cheikh hamed , mais illi ma yakhlatch arrya ykoul mantenha , et concernant la russie tout le monde sait que c'est un grand pays oui mais un régime aussi arrogant et sanguinaire que celui de bashar el far que dieu les mettent dans un même
fourneau les dirigeants de russie et bashar qu'il supportent pour leurs crime contre nos frères syriens, innocents (femmes et enfants surtout)

Norchane  (Tunisia)  |Lundi 25 Juin 2012 à 10:49           
Imaginez un bouldog avec un foular sur la tete ca donne quoi

je m'excuse pour les bouldogs

Saalih  (Canada)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 23:08           
Si qatar est une tente et deux chèvres pourquoi tu en parles??? et surtout pourquoi parler avec un ton plein de haine et d’arrogance? si qatar n'est pas important pourquoi a-t-on peur de son influence? en plus tous les pays arabe avant le pétrole étaient une tente et deux chèvres alors il est normal qu'un pays change suite à la découverte de richesses naturelles abondantes ou bien tout le monde doit rester où il est!? pourquoi on tolère une
bonne relation avec usa et on n'accepte pas qatar? pourtant usa n'ont pas juste des relations avec israël mais ils le supportent politiquement, économiquement et militairement. c'est ridicule et c'est une perte de temps!

Tunisia  (France)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 22:26           
مقال tv التجمع

Tunisienn  (Tunisia)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 19:12           
Un bon article mais s'il est écrit avec un style noble et surtout au timing adéquat et non pas de nos jours!!! donc c'est de la bonne parole qui n'a que semer l'état de discorde entre les pays arabes!!!

Vieux960  (France)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 17:11           
Très bon article bravo.


Lotfi  (Netherlands)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 15:59           
C est bien de confirmer les faits

vive la liberter d'expression .

Hemida  (Tunisia)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 15:10           
لا يجوز ان نتحدث عن الاصدقاء بهذا الشكل مهما كانت علاقاتهم مع الصهاينة و الامريكان فقطر دولة غنية و قد مدت يدها الى تونس في الوقت الذي قامت فرنسا بتجهيز طائرات محملة بالعصي و القنابل المسيلة للدموع لقمع الشعب التونسي ... فكاتب هذا المقال تافه و لا ينظر الى مكان قدميه.... و قد تعودنا بمثل هذه المقالات من طرف صحافيين بدورو

GUESMI  (Tunisia)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 13:56           
مقال تافه ويدلل على مستوى صاحبه فمن يحتقر اخاه فهو احقر منه -ولاتغفل يامعقد ان منجزات دولة قطر هامة جدا ويكفيها فخرا انها صاحبةقناة الجزيرة -ولتشرب البحر يا هذا

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 24 Juin 2012 à 12:59           


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female