بعد موجة الاعترافات بدولة فلسطين.. المعترفون يعدون خطة لإجهاض الحلم العربي !!

بقلم ريم بالخذيري
بعد سيل الاعترافات الأخيرة من عدد من الدول الأوروبية و بعد الكلمات النارية من رؤساء الدول و الحكومات في الأمم المتحدة منتقدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أصبح الإجماع الدولي حول إنهائه شبه كامل، بات من المؤكّد أن شهر أكتوبر (الذكرى الثالثة لعملية الأقصى) سيكون عنوانه الأبرز في الديبلوماسية الدولية هو غزة.
بعد سيل الاعترافات الأخيرة من عدد من الدول الأوروبية و بعد الكلمات النارية من رؤساء الدول و الحكومات في الأمم المتحدة منتقدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي أصبح الإجماع الدولي حول إنهائه شبه كامل، بات من المؤكّد أن شهر أكتوبر (الذكرى الثالثة لعملية الأقصى) سيكون عنوانه الأبرز في الديبلوماسية الدولية هو غزة.
فهو يمثل الفرصة الأخيرة أمام إسرائيل للقبول بالأمر الواقع، ولـحماس لتتحلى بالواقعية وتغلّب مصلحة الغزّاويين على مصالحها الشخصية وحساباتها الإستراتيجية.
خطة ترامب: ثلاثة محاور رئيسية
وسائل إعلام غربية و عبرية، أهمها صحيفة هآرتس، أكدت أن حركة حماس أعطت موافقة مبدئية على خطة ترامب، والتي تقوم على 3 محاور رئيسية:1. الإفراج الفوري عن جميع الأسرى، وهو ما يمثل أبرز بند تفاوضي.
2. انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بما يفتح الطريق أمام إعادة توزيع السيطرة الميدانية.
3. إطلاق سراح مئات الأسرى إضافيًا في مراحل لاحقة، مع تطبيق برنامج دولي لإعادة التأهيل بتمويل عربي.
تحالف دولي لدعم السلطة الفلسطينية
وبالتوازي مع ذلك أعلنت 12 دولة، من بينها فرنسا والمملكة المتحدة واليابان والسعودية وإسبانيا، إنشاء تحالف يهدف إلى دعم السلطة الفلسطينية ماليا في وقت تحتجز فيه إسرائيل عائدات الضرائب المخصصة.إدارة انتقالية بقيادة توني بلير
مع تفعيل هذه الأبعاد، يبرز مسار جديد وصف بأنه "الخطوة التالية"، ويتمثل في تسليم إدارة قطاع غزة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير بصفته شخصية دولية تحظى بدعم من بعض القوى الغربية والإقليمية.قد يُترجم ذلك إلى صيغة "إدارة انتقالية" تجمع بين الإشراف الدولي وتنسيق عربي ـ غربي.
وبحسب معطيات متطابقة، فإن حركة حماس لا تعترض على شخصية بلير، وهو سيكون مدعوما بـقوات حفظ سلام عربية وبـإدارة فلسطينية من التكنوقراط.
تحركات دبلوماسية وخطة منافسة
قبل يومين، ذكرت صحيفة لوتان السويسرية أن ثمة تحركات دبلوماسية ربما يكون الهدف منها هو التصدي لموجة الاعتراف الحالية بدولة فلسطين، مبرزة في هذا الإطار عودة بلير للواجهة.وذكرت أن لديه خطة سلام "منافسة" تهدف إلى رسم ملامح "اليوم التالي"، ليس فقط لغزة، بل للأراضي الفلسطينية بأكملها.
ووفقًا للتقارير، فإن هذه الخطة تحمل بصمة جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، وقد حظيت بموافقة البيت الأبيض.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة لا تتضمن إنشاء دولة فلسطينية، بل تنص على تهميش السلطة الفلسطينية في غزة، مؤقتًا على الأقل.
الخلاصة: دعم أم التفاف؟
الملخص هو أنه بعد موجة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، يتضح أن المشهد لا يقتصر على دعم رمزي أو خطوات دبلوماسية، بل يتجاوز ذلك نحو خطط معقدة لإعادة تشكيل الواقع الفلسطيني والإقليمي.* الإفراج عن الأسرى
* الانسحاب التدريجي من غزة
* برنامج التمويل العربي والدولي
* وحتى طرح فكرة إدارة انتقالية بقيادة توني بلير
كلها مؤشرات على أن ما يبدو دعمًا قد يتحول إلى مشروع يفرغ الاعتراف من جوهره ويجهض الحلم العربي في استقلال حقيقي.
هنا تكمن المفارقة: اعتراف يُسوّق كإنجاز تاريخي، لكنه قد يكون مقدمة لإعادة هندسة القضية الفلسطينية وفق مقاسات القوى الكبرى. وقد يخدم ذلك إسرائيل إذا لم يكن اليوم فغدا.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 315588