إنقلترا وكندا وأستراليا ومالطا والبرتغال ... أسبوع الاعترافات بفلسطين .. ما يتعيّن على العرب فعله الآن !!

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/68d1394e7d1954.60765411_inojkqheflpgm.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم ريم بالخذيري

دخلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة من زخمها الدبلوماسي، فيما سُمّي بـ "أسبوع الاعترافات بفلسطين"، حيث أعلنت ثلاث دول كبرى هي: إنقلترا وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين. وبذلك يرتفع عدد الدول التي اعترفت بفلسطين إلى أكثر من 145 دولة، في مؤشر واضح على أن الاعتراف الدولي لم يعد مجرد خطوة رمزية، بل أصبح اتجاهاً متسارعاً يعكس تحوّلاً عميقاً في مواقف العواصم الغربية.





هذا التطور لم يبق دون صدى في فرنسا، التي كانت من أوائل الدول الأوروبية التي أعلنت اعترافها بفلسطين. إذ شهدت مدن فرنسية خلال الأيام الأخيرة جدلاً واسعاً بعدما بادرت بعض البلديات إلى رفع العلم الفلسطيني على مبانيها احتفالاً بالاعتراف، في حين اعترضت أطراف سياسية أخرى معتبرة أن هذه الخطوة تتعارض مع الحياد الجمهوري وتزج بالمؤسسات المحلية في نزاعات خارجية. وقد جاء ذلك بعد إضاءة برج إيفل بالعلمين الفلسطيني والإسرائيلي معاً، في مشهد أثار تبايناً في المواقف داخل المجتمع الفرنسي.

تبعات الاعترافات

تتجاوز هذه الاعترافات الطابع الرمزي لتكرّس:

* سياسياً: إضعاف الموقف الإسرائيلي على طاولة المفاوضات مقابل تقوية موقع الفلسطينيين.
* دبلوماسياً: زيادة عزلة إسرائيل وإعادة فتح النقاش حول انضمام فلسطين كعضو كامل في الأمم المتحدة.
* قانونياً: تعزيز المسار القضائي لملاحقة الانتهاكات بحق الفلسطينيين على قاعدة الاعتراف بسيادة دولتهم.
* شعبياً: رفع المعنويات الفلسطينية ومنح الرأي العام العالمي دافعاً أكبر للضغط على الحكومات.

أسباب الاعترافات

* اتساع القناعة الدولية بأن استمرار الاحتلال يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
* ضغط الرأي العام، خاصة في أوروبا وأميركا الشمالية، نتيجة المشاهد المأساوية في غزة.
* رغبة الحكومات الغربية في استعادة المصداقية التي تضررت بسبب الكيل بمكيالين في قضايا حقوق الإنسان.
* التحولات الجيوسياسية التي لم تعد تسمح بعزل القضية الفلسطينية عن التوازنات الدولية الجديدة.

انعكاسات داخلية في فرنسا

يظهر أن "أسبوع الاعترافات بفلسطين" لم يكن مجرد حدث دبلوماسي، بل نقطة تحوّل امتدت تداعياتها إلى الداخل الفرنسي، حيث تحولت الأعلام الفلسطينية المرفوعة على البلديات إلى عنوان لصراع رمزي بين من يدافع عن حق الفلسطينيين في دولتهم، ومن يخشى أن تتحول القضية إلى انقسام داخلي في بلد طالما قدّم نفسه نموذجاً لـ "الحرية والمساواة والأخوة".

ما يتعيّن على العرب فعله

مع هذا الحراك الدولي المتسارع، فإن الكرة اليوم في ملعب الدول العربية التي يُنتظر منها اتخاذ إجراءات شجاعة وغير مسبوقة تتجاوز البيانات التقليدية والشجب، عبر:

* الاعتراف العملي بدولة فلسطين عبر خطوات دستورية وبرلمانية ملزمة، والمطالبة بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة.
* تفعيل الضغط الدبلوماسي من خلال قطع أو تجميد أشكال التعاون مع الدول التي ترفض الاعتراف بفلسطين أو تدعم الاحتلال.
* دعم اقتصادي عاجل لصالح الحكومة الفلسطينية، وإطلاق صندوق عربي لإعادة إعمار غزة وربط الدعم بخطط تنموية طويلة المدى.
* ممارسة الضغط عبر المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية لدفع ملفات التحقيق في جرائم الحرب.
* تنسيق إعلامي عربي يعزز الحق الفلسطيني في المحافل الدولية ويواجه الدعاية الإسرائيلية.
* فتح أبواب المقاطعة الاقتصادية أمام منتجات المستوطنات، والدفع نحو سياسات عقابية شبيهة بما جرى ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

إن اتخاذ مثل هذه القرارات سيمنح الاعترافات الدولية المتسارعة وزناً أكبر، ويحوّلها من مجرد مكاسب رمزية إلى خطوات ملموسة تفرض واقعاً جديداً لصالح فلسطين على المستويين السياسي والاقتصادي.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 315262

Vivelatunisie  (Tunisia)  |Lundi 22 Septembre 2025 à 14:26           
ماذا تنفع الإعترافات بعدما ابتلعت الأفعى الصهونية كل أرض فلسطين برعاية غربية و أمريكية، و هاته الدول التي تعترف اليوم بالحق الفلسطيني في إقامة دولته ترفض رفضا قاطعا زوال دولة الكيان بل و مستعدون للدفاع عنها، هم دائما يرددون : "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"
إذن هاته الإعترافات ما هي إلا سُم في الدسم
و تبقى المقولة الشهيرة هي المنطق الذي يقبله العقل: ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
لا حول و لا قوة إلا بالله


babnet
*.*.*
All Radio in One