الزعماء الدروز.. من هم؟ وما مواقفهم بشأن أحداث السويداء؟
تعيش محافظة السويداء على وقع تطورات ميدانية حادة، وسط انقسام علني بين كبار الزعامات الدينية الدرزية المعروفة بـ"شيوخ العقل"، في لحظة فارقة تتقاطع فيها حسابات السلطة، والمقاومة المحلية، والمخاوف الوجودية للطائفة.
فمن دعوات إلى التهدئة والانخراط في المؤسسات، إلى نداءات لمواصلة القتال ورفض الهدن، تعكس مواقف الشيوخ الثلاثة ـ يوسف جربوع، حكمت الهجري، وحمود الحناوي ـ تباينات عميقة في كيفية تموضع الدروز ضمن المشهد السوري الجديد الذي أعقب انهيار نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع الحكم.
فمن دعوات إلى التهدئة والانخراط في المؤسسات، إلى نداءات لمواصلة القتال ورفض الهدن، تعكس مواقف الشيوخ الثلاثة ـ يوسف جربوع، حكمت الهجري، وحمود الحناوي ـ تباينات عميقة في كيفية تموضع الدروز ضمن المشهد السوري الجديد الذي أعقب انهيار نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع الحكم.
الشيخ يوسف جربوع: الواقعية السياسية وتثبيت الهدنة
الشيخ يوسف جربوع، الذي يتحدر من عائلة لها تقاليد عريقة في زعامة جبل العرب، اتخذ موقفًا تصالحيًا تجاه الحكومة السورية الجديدة، إذ لعب دور الوسيط في نزاعات محلية، وساهم مؤخرًا في توقيع اتفاق هدنة مع دمشق يقضي بـ"وقف العمليات العسكرية" و"إنهاء مظاهر السلاح خارج الدولة".جربوع لا يخفي قناعته بضرورة توسيع نفوذ الدولة في المحافظة، كما يدعو لتشكيل لجان رقابة محلية مشتركة، ويؤيد التنسيق مع الإدارة الذاتية الكردية في إطار رؤية مستقبلية "متجانسة" لسوريا.
وفي ظل الاشتباكات الدامية التي خلفت أكثر من 300 قتيل، يسعى جربوع لإعادة الاستقرار عبر القنوات المؤسساتية، رافضًا ما يعتبره "مصادرة للرأي" من قبل رافضي الهدنة.
الشيخ حكمت الهجري: خطاب المقاومة ورفض التنازلات
في الضفة المقابلة، يتزعم الشيخ حكمت الهجري موقفًا صارمًا ورافضًا لأي هدنة أو اتفاق مع الدولة، معتبرًا أن "الطائفة تواجه حرب إبادة". الهجري، المعروف بمواقفه الصلبة، يربط أي تسوية بإجماع مجتمعي ويطالب بـ"تحرير كامل تراب السويداء من العصابات" دون قيد أو شرط.وفي ردّه على الاتفاق المبرم، قال بوضوح: "القتال واجب وطني وأخلاقي"، رافضًا تسليم السلاح أو التراجع، في موقف يعكس تصعيدًا ميدانيًا وخطابيًا يتجاوز حتى التوازنات المحلية.
الشيخ حمود الحناوي: الغائب الحاضر بصوت الاعتدال
الشيخ حمود الحناوي، الذي عرف عنه تاريخيًا الاعتدال والدعوة للحوار، التزم الصمت تجاه التطورات الأخيرة، نتيجة وضعه الصحي بعد عملية جراحية ناجحة.لكن مواقفه السابقة تدل على رفضه لتفتيت سوريا ودعوته لحصر السلاح بيد الدولة، مع المطالبة بتدخلات دولية محدودة لحماية المدنيين وليس لتغيير موازين السلطة.
السويداء تحت النار: مشهدية مركبة وارتدادات إقليمية
المواجهات في السويداء جاءت نتيجة احتقان داخلي بين العشائر وفصائل محلية، وتدخلت على إثرها القوات السورية بإشراف هشّ على اتفاق وقف إطلاق نار، وسط مخاوف من انفلات أمني جديد.إسرائيل، التي تتابع الوضع عن كثب، اتهمت دمشق بخرق التفاهمات المتعلقة بعدم إدخال أسلحة ثقيلة، ما دفعها إلى تنفيذ غارات عنيفة استهدفت دمشق والسويداء، ضمن رسائل إقليمية مزدوجة.
35°
25°
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 311871