مهازل أنديتنا و هي تعيش تحت جلباب الآباء الروحيين و الحكماء و الكبايرية والمدعمين الأُوّل فوق الرتبة

على الرغم من الاحتراف الذي تعرفه أندية الرابطة المحترفة الأولى في كرة القدم ببلادنا فإننا مازلنا إلى يومنا هذا متمسكين بالسير على العادات القديمة البالية المتهرئة المرتبطة أساسا بعهد الهواية و مشتقاتها ، و مازلنا متشبثين باستعمال عدد من العبارات و المصطلحات التي تجاوزها الزمن و التي لا علاقة لها بمقتضيات الاحتراف و قوانينه و ليس من الممكن و المعقول أن يقع تداولها و الإيمان بمعانيها و مدلولاتها مثل ما يسمى بكبار النادي و حكماء النادي و كبايرية النادي و كبارات النادي و مدعمي النادي و آباء النادي الروحيين ، ونجد هؤلاء يتدخلون في الشقيقة و الرقيقة بالنوادي و يريدون أن يمارسوا عليها الوصاية المفضوحة بكل أشكالها ، و يعملون على أن تعيش تلك الأندية تحت جلابيبهم لا تخرج عنها و لا تبتعد و لا تفارقها ، و كأن تلك النوادي لا هيئات لها و لا رؤساء يسهرون على تسييرها ، و كأن قدر تلك النوادي أن يرتبط مصيرها دوما بهؤلاء الآباء الروحيين و الكبار أو الكبايرية أو الكبارات و الحكماء و المدعمين الأوّل و المساندين الرسميين ....
و المطلوب من هؤلاء ـ إن كانوا فعلا متعلقين بفرقهم و يحبونها و يفكرون في مصالحها قبل أي شيء آخر ـ أن يتركوا هيئات فرقهم تعمل في راحة و حرية بعيدا عن الضغوطات التي يمارسونها عليها بشكل أو بآخر و أن يعفّوا عنها لأنّ تدخلهم يساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إدخال الفوضى في تلك الفرق و صنع المهازل على اعتبار أن الربابنة في هذه الحالة يصبحون كثيري العدد بينما السفينة واحدة لا غير مما سيؤدي لا محالة إلى الغرق و لا شيء إلا الغرق ، ثم لا ننسى أن بعض هؤلاء يدعمون أشخاصا معينين و بعضهم الآخر يدعمون أشخاصا آخرين و من يدعم أولئك يعرقل آليا هؤلاء و العكس بالعكس ، و تراهم في مشاهد و أحداث كوميدية يعينون رؤساء لأنديتهم ثم يعزلونهم ولم يطلع الصباح بعد ،و الأحباء يتألمون و يتجرعون مرارة القرارات المفاجئة التي تــُـبنى على الأهواء و الكيف و النفحة ، و بذلك تــُصفى الحسابات بين المتناحرين و مراكز القوى و التأثير و الأجنحة ، و عندها تكون الأندية بكل تأكيد هي الخاسرة الوحيدة و هي الضحية الأولى ، كما أن مساعداتهم تكون مشروطة بوجود زيد أو عمرو على رأس الهيئة المديرة أو أن يكون أحد أعضائها و إلا لا حلت و لا ربطت و تقطع المساعدات و تغلق حنفية الأموال و يتوقف سيلانها ريثما تتحقق الشروط ، و هذا ما حصل و يحصل في بعض أندية الرابطة المحترفة الأولى بصفة خاصة ، فظلت تعاني في تسييرها و نتائجها المحققة إلى يومنا هذا بسبب تدخل الآباء الروحيين و الحكماء و المدعمين الأوّل و المدعمين الأوّل فوق الرتبة و غيرهم في مسائل تهم النادي و من يسهر على تسييره فعليا و من يواكب مجريات الأمور فيه ، و يرتقي الأمر إلى أن يصبح مهزلة و كاراكوزا و فلما كوميديا
رديئا جدا في مادته و إخراجه حتى أن يبكي أكثر من أنه يضحك ، و يريدون ألا يوضع خيط في إبرة إلا بعد الرجوع إليهم و استشارتهم و أخذ موافقتهم ، بينما من المفروض أن رئيس النادي و أعضاده في الهيئة المديرة هم المطالبون دون غيرهم ـ ماداموا هم المسؤولين قانونا و واقعا ـ بحل تلك المسائل و النظر في مختلف الشواغل و الإشكاليات و البحث لها عن حلول ناجعة و ممكنة التحقيق بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة و تصفية الحسابات و إرضاء زيد و إغضاب عمرو ...
و المطلوب من هؤلاء ـ إن كانوا فعلا متعلقين بفرقهم و يحبونها و يفكرون في مصالحها قبل أي شيء آخر ـ أن يتركوا هيئات فرقهم تعمل في راحة و حرية بعيدا عن الضغوطات التي يمارسونها عليها بشكل أو بآخر و أن يعفّوا عنها لأنّ تدخلهم يساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في إدخال الفوضى في تلك الفرق و صنع المهازل على اعتبار أن الربابنة في هذه الحالة يصبحون كثيري العدد بينما السفينة واحدة لا غير مما سيؤدي لا محالة إلى الغرق و لا شيء إلا الغرق ، ثم لا ننسى أن بعض هؤلاء يدعمون أشخاصا معينين و بعضهم الآخر يدعمون أشخاصا آخرين و من يدعم أولئك يعرقل آليا هؤلاء و العكس بالعكس ، و تراهم في مشاهد و أحداث كوميدية يعينون رؤساء لأنديتهم ثم يعزلونهم ولم يطلع الصباح بعد ،و الأحباء يتألمون و يتجرعون مرارة القرارات المفاجئة التي تــُـبنى على الأهواء و الكيف و النفحة ، و بذلك تــُصفى الحسابات بين المتناحرين و مراكز القوى و التأثير و الأجنحة ، و عندها تكون الأندية بكل تأكيد هي الخاسرة الوحيدة و هي الضحية الأولى ، كما أن مساعداتهم تكون مشروطة بوجود زيد أو عمرو على رأس الهيئة المديرة أو أن يكون أحد أعضائها و إلا لا حلت و لا ربطت و تقطع المساعدات و تغلق حنفية الأموال و يتوقف سيلانها ريثما تتحقق الشروط ، و هذا ما حصل و يحصل في بعض أندية الرابطة المحترفة الأولى بصفة خاصة ، فظلت تعاني في تسييرها و نتائجها المحققة إلى يومنا هذا بسبب تدخل الآباء الروحيين و الحكماء و المدعمين الأوّل و المدعمين الأوّل فوق الرتبة و غيرهم في مسائل تهم النادي و من يسهر على تسييره فعليا و من يواكب مجريات الأمور فيه ، و يرتقي الأمر إلى أن يصبح مهزلة و كاراكوزا و فلما كوميديا

و الغريب في الأمر أن الآباء الروحيين و الحكماء و الكبايرية في الفرق لا يظهرون على الساحة إلا وقت الأزمات فيدلون بدلوهم و يستغلون المناسبة للظهور على الساحة الإعلامية بكل ثقلهم حتى يبدوا أنهم هم لوحدهم المنقذون للفريق من أزمته الخانقة و حتى يذكّروا العام و الخاص أنهم يمولون النادي و يحرصون على مصلحته و يعطفون على لاعبيه بصفة خاصة ، و هذا ما يذكرنا بحكاية ذلك العريس الفقير الذي اضطرته الظروف إلى أن يستعير حذاء من صديق له ليلبسه يوم زفافه ، فإذا بهذا الصديق يفضح العريس المسكين و هو يسير في الطريق فيقول له خذ حذرك من هذه الحفرة حتى لا تقع فيها و فيتضرر الحذاء و انتبه إلى تلك الحجارة و ابتعد عن تلك الأوساخ ... لاحظ صديق ثان هذا الأمر فاغتاظ و قرر أن يأتي بحذاء جديد للعريس حتى يكون أكثر حرية ، و حينما لبسه أخذ يقول له ضع قدميك في هذه الحفرة و لا يعنيك شيء و سر وسط هذه الحجارة و لا تخش على الحذاء و دس على هذه الأوساخ و الحذاء حذائي و لا تهتمّ ، فإذا بالعريس المسكين مفضوح مع الصديق الأول و مفضوح مع الصديق الثاني ، و تلك هي حال أنديتنا المسكينة في علاقاتها بما يسمى بالحكماء و غيرهم ...
بينما نحن إذا نظرنا في المسألة و فتشنا هنا و هناك لوجدنا أن لهؤلاء الكبار و الكبارات و الكبايرية ضلعا كبيرا و قسطا وافرا في حدوث الأزمات بفرقهم سواء بطريقة مباشرة لغايات في نفس يعقوب أو بطريقة غير مباشرة ، و عادة ما يكون منطلق أكثر الأزمات لأسباب مالية ، فتراهم لا يبادرون إلى مد يد المساعدة للفريق في وقت الحاجة إليها حتى تسير الأمور بشكل طبيعي ، بل لعل بعضهم يسعى إلى عرقلة عمل الهيئة المديرة و وضع العصي في عجلات الفريق ، و لذا حينما تقع الفأس في الرأس و تتعكر الأمور و تحصل الأزمة الخانقة يصبحون يتهافتون على مساعدة الفريق المتأزم و حل المسائل العالقة داخله بكل إصرار و بسرعة قياسية أحيانا ، و أنا إلى يومنا هذا لا أفهم لماذا لا يتقدم أكثر هؤلاء لتحمل المسؤولية الفعلية في الأندية التي يتعلقون بها و يدعمونها و ينفقون عليها من أموالهم ماداموا يريدون حب الظهور و يرغبون في التدخل في سير العمل اليومي بالنادي و شؤونه الداخلية ؟؟!! و لماذا هذه الدوامة و هذه التعقيدات التي تمنع الفريق ـ أي فريق ـ من التطور و تجعله يعيش معاناة دائمة ؟؟!! و لماذا يصرون على تعيين فلان أو فلتان رئيسا للنادي و تعيين زيد أو عمرو نائبا أول له و الحال أن المنطق يقول إن من المفروض أن يفتح باب الترشحات أمام الراغبين في تحمل المسؤولين صلب النادي و الجلسة العامة الانتخابية هي التي في الأخير ستفصل بين الجميع و تقرر و تأتي بالرئيس الجديد بطريقة شرعية لا غبار عليها ؟؟!! أم تلك الجلسات العامة الانتخابية التي تعقدها أنديتنا كل سنتين و تطبل لها لأسابيع لا تعدو أن تكون ديكورا و نشاطا يفرضه القانون و لكن على الورق فقط و بالتالي لا نجد فيها انتخابات و لا هم ينتخبون؟؟!!...
صحيح أن هؤلاء الكبار و الكبارات و الكبايرية ينفقون من أموالهم الخاصة على نواديهم المبالغ الكبيرة جدا و يسهمون بشكل كبير و واضح في توفير النفقات التي تحتاجها الفرق التي ينتمون إليها و يدعمونها بالغالي و النفيس و لا شك أنهم مشكورون على ذلك جزيل الشكل و الله يزيدهم من خيره و نعمه و يكثر من أموالهم و يدعم أرصدتهم البنكية و ينجح مشاريعهم المختلفة ، و من لا يشكرهم على ما يقدمونه لتلك الفرق فهو جاحد للمعروف و ناكر للجميل . و لكن مساهماتهم المالية تلك لا تعني بأي حال من الأحوال أنهم سيشترون تلك النوادي أو يقررون مصيرها أو يستعبدونها بمسؤوليها و لاعبيها و أحبائها و كأنها من ممتلكاتهم الخاصة مثلها مثل مقاولاتهم و مشاريعهم التجارية الرابحة و مصانعهم و فيرماتهم و مختلف مؤسساتهم ، فإذن ما فائدة الجلسات العامة الانتخابية إذا كانت لا تفرز مسؤولين قادرين على تحمل المسؤولية في الفرق بعد انتخابهم قولا و فعلا و بعد أن يكونوا قد قدموا ترشحاتهم بصفة تلقائية لا بعد أن يعينهم حكماء النادي هذا إذا رضوا عنهم و لم يدوروا في الحياصة بعد قليل ؟؟!! و ما فائدة الهيئات الموجودة في الفرق إذا كان الأب الروحي أو المدعم الفلاني أو الحكيم الفلتاني أو المدعم الأول فوق الرتبة العلاني تمر عبر مكتبه الخاص في مؤسسته الخاصة أو عبر قاعة الجلوس بمنزله أهم القرارات المتصلة بحاضر الفريق و مستقبله مثل انتداب اللاعبين و المدربين و .... و ليس أمام رئيس النادي الشرعي و معاونيه في هكذا وضعية إلا تزكية تلك القرارات و المصادقة عليها و تبنيها و العمل بها أحبوا أم كرهوا ماداموا يجدون أنفسهم في حاجة إلى أموال هؤلاء الآباء الروحيين الذين يتكرمون بالباكو بعد الباكو و لا أحد يستطيع أن يلومهم على ما يقومون به و الفلوس فلوسهم ...؟؟!!
حقا لقد صارت أنديتنا ـ زمن هذا الاحتراف الأعرج الأعوج المضحك المبكي ـ أشبه بكاراكوز لا علاقة لها بنواميس الاحتراف و مقتضياته و تقاليده و لا هم يحترفون ، و كل يوم نسمع عن تلك النوادي غرائب و عجائب و طرائف تقتلنا ضحكا و بعد ذلك نتجرأ و نسأل لماذا لا تتقدم كرتنا أو بأكثر دقة لماذا تتأخر كرتنا يوما بعد يوم و لماذا يتراجع منتخبنا قاريا و دوليا و لماذا تتراجع أنديتنا قاريا مشاركة إثر مشاركة ...؟؟!!
ياسين الوسلاتي
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 28370