رسالة إلى القادة العرب :العين بصيرة و اليد قصيرة

هاهي قمة القمم تأتي باللاء كما بالنعم، و النغم هو نفسه النغم، شعارات، بيانات كلها زخم، و خطابات و كلمات أتخمتها القيم.
رؤساء امتلؤا تخمة كلها همم، فصحاءٌُ و بلغة لضاد الكل قد زعم. الكلمة ضاقت بهم حتى صرخ القلم.
رؤساء امتلؤا تخمة كلها همم، فصحاءٌُ و بلغة لضاد الكل قد زعم. الكلمة ضاقت بهم حتى صرخ القلم.
قمة القمم يجتمع فيها قائد عانى من عروبته داء الورم، و ثان لا يؤرقه من أعداء الأمة سوى العرب و العجم، و ثالث لأخيه بالعمالة إتهم، و رابع يقيم للزهد خيم، و خامس يقتله في الوراثة عقم، و سادس للسلام الأبهم أمره قد حسم، و سابع لوحدة الصف بيديه قد رجم، وثامن لللاهوتية طريقا معبدا قد رسم، وتاسع لمبادرة الأمر الواقع قد إلتزم.
الحبل جرار، أرقام بل رقم، والرقم إنما قصيدة الكل لها إنتظم، والغريب لها نظم... فحكم، فإذ بالقصيدة هي أغنية للتبعية عابتها الكلمة وأفسدها النغم.
ومن بلاد الشام حيث يضام من لا يضام، تتنوع في سمائها البيارق، والأعلام، يعلوا مع صوت المآذ ن والكنائس صرخة إمام، هي صرخة للقيام، هي صرخة حق في هدنة وسلام، لايجرأ على قولها إلا الرجال العظام هو النصر آت حقيقة تلامس أحلام. وللصرخة صدى والصدى إنما حسام، لا حمام زاجل هذا ولا أبيض هو طير الحمام بل نسر كلما خفق بجناحيه ترتج له كيانات وأزلام، وترتعش منه أبراج وأقزام، من تل أبيب حتى بلاد العم سام.

فيا أيها القادة الأكارم لقد أنعمتمونا بالمكارم وأتحفتمونا بالعزائم، فها أنتم تجتمعوا بعونه تعالى وكأني أراكم قد تصالحتم وأعلنتم وقمتم وقعدتم وقلتم، بأن مسيلمة الكذاب هو الصادق المسالم، وبأن العدل في الأرض مازال قائم، الطقس حار لكنه غائم والأمطار آتية مع النسائم.
فلسطين الشريدة عائدة رغم كل الهزائم، وحدودها المؤقتة تأتي مع المراسم، أما العراق فسيبعث حيا بعد كل الجرائم ..... والله لن نصدق لكم كلمة ولا فاصلة من كل هذه القوائم.
عقولنا مخدّرة منكم، والأمل فيكم كما الضمير نائم .
ها هي المذهبية أضحت عقيدة في كل دار، والطائفية صارت سفينة للإبحار، أما التبعية فهي عصا سحرية وسحار، والديمقراطية هي مجرد أخبار، والحرية إنما صعود وهبوط لأسعار.
الأخ يقتل أخيه بكل اختيار، والجار يقتص من الجار، فإذ بالقدس أطلال وتذكار، وغزة المحرقة تلفظ نار بنار، حصار يتبعه حصار يقتل الكبار والصغار، من هدم للأنفاق ما كانت يوما إلا للقوت أسرار، إسمنتي بل فولاذي هو الجدار، محاكمة لكل حر تضامن أو زار، وهذه خلية لأحرار وهذه قوافل ما قادها إلا أبرار.
الفضيحة قد أتت، فقوموا يا قادة وقولوا لكل العالم ولكل السادة بأن القتل والجريمة في أمارة الأبراج الولاّدة، إنما هي تواطئ مفضوح لقتل المبحوح، بأيدي موساد الجريمة وأوغاده. جوازات سفركم تقتل فينا الأرواح بلا هواده، لا إحترام للإنسان ولا للسيادة وكأننا شعوبا حكمنا بالإبادة، وكما هي العادة أين أنتم أيها القادة، أين أنتم أيها السادة....؟
بيانكم الختامي معروفا و ملوّنا بالواقعية والظروف، كتب عليه الموت حيا كما الخروف، ليذبح في منسك أو لاستقبال ضيوف، فيسيل دما هنا وهناك، فتتفرق الصفوف. فيا أبناء سعد ومعروف يا من تغزلون الحرير والصوف، هنيئا لكم بنا فطريق موتنا بأياديكم مرصوف وواقعنا لا يحتاج إلى شروح أو وصوف. واقع وئدت فيه العزيمة وصدأت منه السيوف.
نحن لكم في اشتياق ما بعده إشتياق ننتظركم على شاشات غزة والقدس والعراق لعله يأتي يوما الطلاق وتثور الأمة لحياة لا تطاق، وتنقلب الموائد ليحدث الفراق.
لكم منا ومن كل فلسطيني هدمت عليه الأنفاق ومن كل عراقي قتله في الوطن عملاء رفاق ومن كل سجين للحرية ما استفاق، ألف تحية وتحية ما كانت منا إلا خوفا ونفاق.
العين بصيرة واليد قصيرة يا أولي الألباب، فلا تمدوا أياديكم بل إقطعوها فهذا عرّاب وهذا محراب. إنزعوا الأقنعة ومزقوا الحجاب. العقاب آت هو العقاب. أطلقوا الحرية لغسان وعدنان ورباب، فالأوطان لا تبنى ولا تحمى إلا بسيوف للحق مجردة وحراب. والعدل لن يكون يوما إن لم يكن له طلاب. فالحق ما أتى يوما من فضاء أو سراب .
رياض مرعي
------------------------

رياض مرعي, ولد باللاذقية بسوريا , رجل أعمال, شاعر وصاحب دور نشر بالامارات العربية المتحدة , يعيش متنقلا بين أوروبا والإمارات وتونس, من أصدقاء باب نات منذ سنوات, أراد السيد مرعي ان يشارك زوار الموقع بكتابة خواطره حول القمة العربية التي ستنعقد بسرت بالجماهيرية العظمى.
Comments
36 de 36 commentaires pour l'article 27045