لنتجاهل نباحهم ولنترك قافلتنا تمر

إذا رغبت في تذوق طعم الشهرة وفي اهتمام الناس والإعلام ما عليك سوى اللعب على أكثر الأوتار إثارة للحساسية لدى مواطني العالم العربي ألا وهو الدين حينها ستنال مرادك من الاهتمام لكن ما عليك سوى تحمل الكم المرعب من الشتائم ودعوات القتل والجلد والتي ستزيد لا محالة في شهرتك وستطيح في أيام معدودة بشهرة نجوم الكرة والفن.
واحتاج آخر المتالهين لصفحة بسيطة على الفايسبوك ادعى فيها انه الله الجديد ليندفع مئات الآلاف دفاعا عن عقيدتهم منددين بهذا الملحد والكافر واللعين والمجنون وعبد الشيطان والفاسق، على حد تعبيرهم، وأنشأت الصفحات التي تهدد إدارة الموقع بالمقاطعة ودعيت الحكومات العربية لاستنكار هذا الفعل ودعوا إلى قتله أو جلده أو إحالته على مستشفى المجانين لأنه جرح مشاعرنا حتى النزيف.
ولو كان هذا الإله الجيد قاطنا في دولة غربية لطالب الملايين بقطع العلاقات معها ولخرجوا إلى الشوارع رافعين أحذية النصر، الرمز الجديد لكرامة العربية، ولحرقت سفاراتها عن بكرة أبيها حتى يهابنا الآخرون يحسبوا لنا مليون حساب قبل التفكير في المساس بمقدساتنا وليسقط عدد منهم بين ميت ومصاب مثلما حدث بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية للرسول الكريم.
واحتاج آخر المتالهين لصفحة بسيطة على الفايسبوك ادعى فيها انه الله الجديد ليندفع مئات الآلاف دفاعا عن عقيدتهم منددين بهذا الملحد والكافر واللعين والمجنون وعبد الشيطان والفاسق، على حد تعبيرهم، وأنشأت الصفحات التي تهدد إدارة الموقع بالمقاطعة ودعيت الحكومات العربية لاستنكار هذا الفعل ودعوا إلى قتله أو جلده أو إحالته على مستشفى المجانين لأنه جرح مشاعرنا حتى النزيف.

ولو كان هذا الإله الجيد قاطنا في دولة غربية لطالب الملايين بقطع العلاقات معها ولخرجوا إلى الشوارع رافعين أحذية النصر، الرمز الجديد لكرامة العربية، ولحرقت سفاراتها عن بكرة أبيها حتى يهابنا الآخرون يحسبوا لنا مليون حساب قبل التفكير في المساس بمقدساتنا وليسقط عدد منهم بين ميت ومصاب مثلما حدث بعد نشر الرسوم الكاريكاتورية للرسول الكريم.
هكذا نحن نندفع بسذاجة للذود عن راية الاسلام بطرق سخيفة وفوضوية يغيب خلالها إعمال العقل وتحركها العاطفة ليكثر السب وتهدر دماء المسيئين وتتزايد في المقابل اسهم شهرة من كانوا سببا في هذه الهبة الجماهيرية الهستيرية فيمعنوا في استفزازهم بهذا التجاوب الكبير كهذا المدعي الذي رد على المهتمين بخزعبلاته بانشاء صفحتين جديدتين ما كان ليفكر فيهما لو تم تجاهله والضحك من ترهاته بدل اعطائه حجما اكبر من حجمه.
ما ضر الجماعة لو التزموا الصمت العقلاني وتجاهلوا هذا المتأله حتى يمل دعوته ويحس بلا جدوى ادعاءاته، لماذا نندفع دائما كالعميان بلا عقل ولا بصيرة للدفاع الفوضوي عن مقدساتنا التي بدل ان تزيدنا قوة ومناعة وثقة بالنفس زادتنا ضعفا وهوانا وحولتنا الى دمى يحركها استفزاز الاخرين.
ما ضرنا لو احتقرنا هؤلاء وادخرنا جهودنا بدل الوقوع في فخ الثورة السطحية التي أسالت الكثير من دمائنا التي أضحت أرخص دماء العالم، وبما ان اخرهم قد تطاول على الله فلنترك لخالقه مهمة القصاص منه ولنهتم بقضايانا وندخر مجهوداتنا في السب والشتم والخروج الى الشوارع للوصول الى بعض مما وصل اليه من سبقونا بملايين السنين الضوئية.
ولعل شهرة هذا الاله الجديد ستسيل لعاب الكثيرين لنيل هذا القدر من الشهرة والاهتمام عبر ادعاء النبوة او ادعاء تلقي الوحي الإلهي او زعم كتابة قرآن جديد حينها ستتحرك عواطف الدمى من جديد وستندفع للدفاع الوهمي عن الامة ونيل شرف الشهادة في سبيل الذود عن كرامتها ولتفتح لهم ابواب الجنة على مصراعيها بدل ان نتجاهل نباحهم لنترك قافلتنا تمر للحاق بقوافل الامم الاخرى.
حمدي مسيهلي
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 27015