أتركوا الوطنية لحالها ولا تقحموها في هذه المهازل
احتاجت نكرتان تشاركان في برنامج /الفضلات الإعلامية/ ستار أكاديمي إلى خصومة حادة فقط لتصبحا حديث وسائل الإعلام التونسية وتتصدر واقعتهما التي تبادلا خلالها السب والشتم الصفحات الأولى وانخرط الإعلام في تحليل سلبيات صراع الديكة هذا على صورة تونس وسمعة الفتاة التونسية عامة لتقحم الوطنية المسكينة من جديد في لعب الأطفال وكأنها رخيصة إلى الحد الذي نربطها فيه بهذه التفاهات.
تقرأ تحاليل هذه الحادثة وتستمع لتفسيراتها فتستغرب استرخاصنا لمصطلح الوطنية وتسطيحنا لسمعة البلاد وتمييعنا لصورتها حتى نربطها بفتاتين ذهبتا إلى بيروت
لعرض حياتهما الشخصية على كل مواطني العالم العربي في برنامج يعتمد في جماهيريته على أقصى ما يمكن من العراء والعراك والعلاقات الحميمية الساخنة لحبك سيناريو مغر يجذب المشاهدين خاصة المراهقين منهم.
تقرأ تحاليل هذه الحادثة وتستمع لتفسيراتها فتستغرب استرخاصنا لمصطلح الوطنية وتسطيحنا لسمعة البلاد وتمييعنا لصورتها حتى نربطها بفتاتين ذهبتا إلى بيروت

|
ما ذنب الوطنية لنقحمها قسرا في مثل هذه المهازل وهي التي ضحى لأجلها الكثيرون بأرواحهم، وما ذنب المرأة

قبل هذه التفاهة بسنة فاز التونسي عمر مزالي بالجائزة الدولية للفرنكفونية ضمن برنامج أسئلة لبطل Questions pour un champion

حينها ارتفع علمنا عاليا بين الأعلام الأخرى في منافسة جدية ومحترمة وحين عاد البطل فرحا مسرورا إلى تونس وجد في انتظاره أعوان المطار وعائلته وغاب الإعلام وغابت الهتافات الهستيرية والدموع السخيفة والإغماءات الساذجة التي تحضر بقوة حين عودة أحدهم ممن البلاد بتقديم فصول من يومياته عارية أمام الجميع لينال درع النجومية المزيفة ويصبح حديث الصحافة والناس.
يغيب الإعلام عن استقبال الأبطال الحقيقيين الذين شرفوا البلاد بعقولهم وسواعدهم ورفعوا علمها باجتهادهم ويستميت في نفخ صور نجوم من ورق أسالوا لعاب الأمة العربية لشهور عدة ويعتبرهم ممثلين شرعيين لتونس وحامين لصورتها ولسمعة شعبها أمام الملايين، له كل الحق في نشر أخبار هؤلاء ونقد تصرفاتهم لكن من العيب اعتبار مشاركتهم في هذه البرامج الاستهلاكية تشريفا للبلاد ورفعا لرايته وتمثيلا لسكانه واعتبار تجاوزاتهم مسا من صورتنا وإهانة لسمعتنا.
نرجو أن لا يرتفع علمنا مجددا في مثل هذه التفاهات التلفزيونية التي تلعب على كبت المواطن العربي لتثيره بسيناريوهات وهمية وبصور لأجساد شبه عارية، نرجو أن لا نلصق شرف الانتماء والوطنية بهذه الكوارث فمشاركوها لا يمثلون إلا أنفسهم وعائلاتهم ولنترك سمعة البلاد لحالها فقد ضحى الكثيرون بأجسادهم في سبيلها بينما يعريها آخرون لغايات أخرى.
حمدي مسيهلي
Comments
33 de 33 commentaires pour l'article 26858