سيدي الرئيس ، وين ماشين! ؟؟؟

كتبه/ توفيق زعفوري..
إزاء حالة الترقب المخيفة و التي طالت أكثر من اللازم، تحركت بعض المنظمات الحقوقية و الوطنية و الكيانات السياسية تتساءل عن موعد خروج البلاد من حالة التردد و الاستثناء..
إزاء حالة الترقب المخيفة و التي طالت أكثر من اللازم، تحركت بعض المنظمات الحقوقية و الوطنية و الكيانات السياسية تتساءل عن موعد خروج البلاد من حالة التردد و الاستثناء..
من الطبيعي و نحن بعد الحكومات المتعاقبة جميعا، كنا كمراقبين يهمنا شأن بلدنا نتساءل دائما عن الورقة السياسية، أي عن البرنامج الحكومي قبل أن تنال الثقة، إذا لا يمكن أن تصوت أو تعطي ثقتك لحكومة لا تعرف عما ستفعله في قادم الأيام، و الا سينتفي معنى المحاسبة و المراقبة و أي دور آخر، من هذا المنظار المبدئي نتساءل بكل حسن نية و بكل عفوية ماهو برنامج السيد الرئيس!؟؟، أين يأخذنا..؟؟ ماهي المحطات التي سيتوقف عندها؟؟ و متى نهاية الحالة الاستثنائية؟؟
لابد أن الرئيس يعي جيدا خطورة حالة الترقب و الإنتظار حتى على مستوى شعبيته التي بدأت تترنح حتى لا نقول تتآكل و لا معنى لمقولة ان البلاد تعمل و كل شيء متوفر و لا شيء يدعو القلق، فالبلاد تعمل بأقل من نصف طاقاتها، لا حركة معتمدين مكتملة و لا ولاة مكتملة و لا وزرات مكتملة و لا رئيس حكومة أصلا، أما عن الهيئات الدستورية و البرلمان ، فلا أعتقد انها ستكون من أولويات الرئيس خاصة مع تنامي الدعوات الشعبية، و الشعبوية لحلها، مثل البرلمان و المجلس الأعلى للقضاء، و هي دعوات أخطر على البلاد من الهدم الممنهج...
نحن نعلم أن الفساد إستشرى في مفاصل الدولة منذ عشرات السنين، صرنا نتحدث عن دولة الفساد الذي تنامى و تغوّل بعد الثورة، و قد حاولت الحكومات المتعاقبة التصدي له ولو بمستويات مختلفة و آليات ضعيفة و أدوات بدائية حتى أن محاربته صارت مجرد فولكلور أو دعاية سياسية، و السيد الرئيس يبدو انه رأس الحربة الوحيد في هذه الحرب التي يصر على أنه سينتصر فيها بمفرده مع بعض الصادقين الوطنيين، فالسيد الرئيس لا يمكن له أن يتواجد في كل مكان و في أي وقت و لن يفتح الملفات في النقل و البريد و التعليم و الفسفاط و الاحتكار و التهريب و التدليس و الوساطة و التحيل و الفساد الإداري و المالي ، فاصحاب النفوذ أو العصابات موجودة في كل زاوية و لا يمكنه ان يحل جميع هذه القضايا و الملفات بمجرد زيارة ميدانية أو تهديد بالملاحقة و الوعيد بالإنتقام، أنتم يا سيادة الرئيس، رئيس دولة و ليس رئيس فرقة.... النجاح في هذه المهمة من أولويات رئيس الحكومة و أعوانه في المؤسسات الأمنية و الإدارية و القضائية..
حالة الترقب تخدم المافيا و المؤسسات الموازية التي تحاربها و تتوعدها، و لا تخدم مؤسسات الدولة..
يصعب التكهن بما يفكر فيه الرئيس، و لا بخطواته التالية و لا مواعيدها حسن النوايا و نظافة اليدين مطلوبة و لكنها لا تحرك أجهزة الدولة، ما يحركها، نظام و برامج و إرادة سياسية قوية و تفعيل و إنقاذ القوانين، في انتظار توضح الرؤية في هذا الطقس الغائم...
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 231547