الخارطة الصحية كما تركها العهد البائد

أبو مــــازن
الكورونا أرّقت البلد بأهله وساسته وجيشه الأبيض الذي لم يدّخر جهدا ولكن الجائحة في أوج قوّتها فالأعداد متزايدة والموت يفوح من كل معتمدية و ولاية. ضربت الكورونا المدن والحضر والريف و جاست داخل الأحياء وبين البنايات الشاهقة بل لعلها لم تستثني أحدا. منسوب التلقيح الضعيف والذي يعزى بالأساس لسوء ادارة وتغيير للوزراء وللهيئات المشرفة و سوء انتظام وتنظم للعامّة زاد الطين بلة و جعل أرقام الموتى في ارتفاع مطرد. نسأل الله السلامة.
الكورونا أرّقت البلد بأهله وساسته وجيشه الأبيض الذي لم يدّخر جهدا ولكن الجائحة في أوج قوّتها فالأعداد متزايدة والموت يفوح من كل معتمدية و ولاية. ضربت الكورونا المدن والحضر والريف و جاست داخل الأحياء وبين البنايات الشاهقة بل لعلها لم تستثني أحدا. منسوب التلقيح الضعيف والذي يعزى بالأساس لسوء ادارة وتغيير للوزراء وللهيئات المشرفة و سوء انتظام وتنظم للعامّة زاد الطين بلة و جعل أرقام الموتى في ارتفاع مطرد. نسأل الله السلامة.
طبيعي جدا أن تهرع عديد الدول الشقيقة والصديقة لتقديم المساعدة فكانت الدول الداعمة للثورة التونسية هي السباقة وكانت الجزائر الظهر الحامي لشقيقتها تونس أجود ما يكون بالأوكسجين على ندرته. شدة وتزول ان شاء الله لو تترافق هذه الأيام الصعبة بهدنة اجتماعية سياسية تكون محاربة الكورونا الغاية الوحيدة على جميع الأصعدة.
لكن اصواتا اعتادت التصفيق اذ كانت محرومة من ابداء الرأي فيما مضى، ارتأت أن تشنع المساعدات وتصفها بأسوأ العبارات والحال أنه أمر معهود بين الدول ولقد شاركت تونس في دعم القطاع الصحي الايطالي في أيام عصيبة من السنة الماضية. هاته الأصوات التي صارت تردد عبارات الفشل واليأس لكل ما بنته الثورة حيث فتحت لها واجهات الاعلام ونصبت لها المنابر لتعمق جراح الثورة وكل ما نتج عنها، حتى خلت نفسي أنّنا كنّا في بحبوحة من العيش فكفرنا بنعمة الله وظلمنا النظام البائد فقتلنا الشهداء الثلاثمائة ويزيدون عبثا و غلوا.
لنلقي نظرة سريعة على الخارطة الصحية للبلاد التونسية أسرة انعاش المطلوبة حاليا، مستشفيات مجهزة بأحدث التقنيات، أطباء اختصاص، صيدليات جهوية للتوزيع، ... لنلقي نظرة على واقع المستوصف ومراكز الصحة الأساسية الذي يشتغل في عديد الأرياف يوما واحد في الاسبوع، لنلقي نظرة على الاطار الصحي في المستشفيات الجهوية هل يشكو النقص؟ كيف كان النظام البائد زاهدا في هذا القطاع المؤرق الذي باعه للنقابات؟ كيف ترك العهد البائد قطاع الصحة في الداخل التونسي الذي يعاني وطأة الكورونا هذه الأيام؟
لما تحدثت الثورة على مراكز استشفائية متطورة وكليات للطب في الداخل التونسي ثارت حفيظة السيستام و تهكم الاعلام ولما شرّعت القوانين لطب الاختصاص للتواجد في الداخل التونسي كانت الاضرابات و الاحتجاجات حتى ذهبت الفكرة وذهب القانون دون رجعة.
تخيّلوا لو حلّت الكورونا في وقت العهد البائد، لن يعرف الاعلام طريقا للإحصائيات (حالات ايجابية و موتى) التي تصدر كل يوم ونسق منتظم، لن ينتقد أحد ولن يطرح أي حلول الا ما يراه النظام المركزي وستخرج تلك الصورة المقيتة التي يقدّم فيها القائد الزهور لأحد المرضى فيشكره ويتمنى له طول العمر و يتبع ذلك هتاف وتصفيق. وستأتي المساعدات من حيث ندري ولا ندري ولن تجد الناس الا مولولين بطول عمر القائد ونظامه. هكذا هي الدول التي ترزح تحت وطأة الكورونا والدكتاتورية فالموت موتتان ان نجى من الكورونا فالتنكيل والقتل في أول اعتقال.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 229035