بقي الحريري ولكن زيته خلص

<img src=http://www.babnet.net/images/imgfes/hariri2.jpg width=100 align=left border=0>



الرئيس رفيق الحريري رحل ولن أذكره بشيء، وإنما أتذكر جلسات معه في هذا البلد او ذاك، بما فيها أحاديث الأمم المتحدة حيث قد تتّسع الجلسة لتضم رؤساء حكومة أو وزراء، وقد تضيق لتقتصر على اثنين أو ثلاثة اشخاص.



كان ينزل في برج فندق والدورف استوريا، وكنتُ أنزل في الفندق، وأتصل بي ذات مساء وطلب مني ان أذهب اليه في جناحه. وقلت له انني اعتقدت انه وقرينته السيدة نازك ذهبا لحضور مسرحية ديزني “الأسد الملك”، وقال انهما ذهبا ووجدا بنيامين نتانياهو يهم بالدخول فعادا الى الفندق. وهو ذهب بعد ذلك الى مطعم شبريانو المشهور، أمام سنترال بارك. ورأيته في اليوم التالي واكتشفت انه ذهب الى المطعم نحو العاشرة والنصف مساء ووجد نتانياهو فيه وقفل عائداً. وقالت السيدة نازك ما ترجمته الى الفصحى ان نتانياهو ثقيل دم وأفسد عليها وزوجها أمسيتهما معاً.





رحم الله رفيق الحريري، لا يستحق هذه الميتة، والانسان يتفق معه ويختلف، الا انه لا ينكر أحد انه كان فاعل خير من طراز نادر. وأعرف شخصياً كثيرين تعلموا على حسابه، وكان بينهم زميل اكتشفت ان رفيق الحريري لا يعرفه، وعندما قدمته اليه قامت بينهما علاقة عمل وتعاون مستمرة. وكنتُ أسمع من معارضيه انه ينفق ماله لأغراض سياسية، وحتى لو قبلنا هذا الرأي، فانه لا ينفي ان ألوفاً من الناس العاديين استفادوا من سخائه، عندما سدت في وجوههم الأبواب الأخرى.


كانت آخر نصيحة وجهتها للرئيس الحريري، وأنا أودعه في آخر لقاء بيننا ان يخوض الانتخابات النيابية المقبلة وهو في المعارضة، وذكرته بأنه في المعارضة اكتسح البرلمان، وعندما كان رئيساً للوزراء خسر صيدا. وهو حاول ان يشرح لي اسباب خسارة الانتخابات البلدية، وقلت له انني لن أعارضه اذا قبل ان يبقى في المعارضة.


هو بقي ولكن زيته خلص.


جهاد الخازن




Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 2252


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female