كيفية التخلص من الخنازير‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5f6f7158741479.58636241_khineoqgpfmlj.jpg width=100 align=left border=0>
طريق المرسى -  مستوى عين زغوان


كتبه / توفيق زعفوري..

أنت لست بصدد مشاهدة فيديو عن اليوتوب، أو تتابع قناة أحد اليوتوبر المعروفين، أو تشاهد برنامج على الناشيونال جيوغرافيك عن كيفية التخلص من الخنازير البرية، الآدمية و المتعلقة بهم جرائم تخص الشرف،





هزت قضية رحمة لحمر الرأي العام ليس فقط لبشاعتها و لكن أيضا لان جرائم الشرف أصبحت متواترة و تحولت من حالات معزولة إلى ظواهر عامة، يمكن أن تمس في أي لحظة أي فتاة تونسية، أي إمرأة محصنة و أي عجوز ثمانينية للأسف!!! و السبب ليس المخدرات و لا الخمور و لا التهور، السبب هو إخلال بعض المؤسسات بمسؤولياتها، و ضعف الردع ما جعل الخنازير تتجرأ و تتفنن و ترتكب أبشع الجرائم، تحول الإنسان إلى خنزير لا يراعي لا حرمة و لا أنوثة، و لا أخلاق و لا عقاب و لا إنسانية...

اقرأ أيضا: وحدات فرقة الشرطة العدلية بحدائق قرطاج تطيح بقاتل فتاة أثر بركاج فظيع

الرأي العام يحس بمنسوب عالي من القهر و الإحباط و الغضب الممزوج بالرغبة في الانتقام، حتى الإعدام يبدو قليلا مقابل بشاعة الفعل الخنازيري ، أما الزج به في السجن لعشرات السنين متمتعا بالحقوق المخولة له من مأكل و مشرب و صحة، ثم يخرج في أتم الاستعداد لمعاودة الفعل بأكثر حرفية و أكثر انتقامية فهي في نظري أم المهازل في حين تموت عوائل الضحايا في اليوم عشرين ألف مرة.. من يسترد لهم حقهم في شرفهم المهدور المغدور! ؟؟

هناك خلل ما في التعاطي مع الجريمة من هذا النوع، ففي تونس لم نستوعب أبدا مبررات إغتصاب عجوز ال98 سنة بالقيروان في الحادي و الثلاثين من شهر أوت الماضي، و في أقل من شهر على تلك الجريمة، يعاد إغتصاب الحرائر و الماجدات بشكل شبه ممنهج دون أن تكون القوانين رادع و لا الأخلاق ففي بعض البلدان مثل المغرب، يتم جبر ضرر الضحايا عبر الإخصاء الجراحي للمغتصبين و إنهاء حياتهم الجنسية، و إستئصال خصياتهم نهائيا ليكونوا عبرة لمن تخول له نفسه العبث بشرف العائلات، مادامت القوانين الجزائية أخفقت في الحد من جرائم الشرف،

اليوم السيد عبد اللطيف العلوي النائب عن إئتلاف الكرامة ، يصرح أن معركتهم القادمة ستكون إعادة تفعيل عقوبة الإعدام الذي وقع تعليقه منذ 1991 مشيرا أن المغتصب هو أيضا " إرهابي شرف" ، و العبارة له، متسائلا عن معنى أن يقتل إرهابي أبناءنا و لا يُعدم، و العبارة أيضا له... هنا يتفق أغلب التونسيون مع أطروحة عبد اللطيف العلوي و مع كل شريف يقف ضد ممارسات الخنازير و ضد الإنفلات الغرائزي الذي لا يخلف الا الأخاديد النفسية العميقة في نفوس الضحايا و عائلاتهم و يحدد في المستقبل حتى توجهاتهم و رؤيتهم للانسان و للمجتمع الذي يعيشون فيه

في تونس، كل يوم جريمتي إغتصاب، ما يعني أزمة نفسية عميقة لدى الذكور و أزمة تربية و ثقافة عموما، ثقافة جنسية تحت الصفر.. للحد من هذه الجروح اللامتناهية لا بد من المرور إلى الإخصاء الجراحي و رد الاعتبار للضحايا أو تطبيق عقوبة الإعدام دون إبطاء ذلك أن طول فترات التقاضي يُفقد العدالة معناها، فقط جرّبوا و تمعنوا في الاحصائيات، و سترون كيفية انحسار الظاهرة و انتهائها بصفة جذرية...


Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 211704

BenMoussa  (Tunisia)  |Lundi 28 Septembre 2020 à 13:57           
Ahmed01@
إذا كان من لا يهتز لهذا الفعل الشنيع تعنبره أنت "من غير طينة البشر أو من كوكب آخر،" فهلا وضحت لنا من قام بهذا الفعل الشنيع من أية طينة هو ومن أي كوكب يكون، وكيف يجب ان يتعامل معه البشر وهل يخضع لقوانين البشر واحكامهم ام ان له معاملة واعتبارات خاصة وما هي
ثم هل حقا ان القضاء في المجتمعات المتحضرة هش يتأثر بما يقوله الناس ولا يقيم وزنا للقوانين والعدالة فيجب تكميم الافواه وكبت المشاعر حتى يتم القضاء عمله بعيداعن رد الفعل الآني اي لسنين عدةـ

Ahmed01  (France)  |Lundi 28 Septembre 2020 à 10:15           
Sarramba@
بعد التحية ، كلا ، يجب أن يكون المرء من غير طينة البشر ، أو من كوكب آخر لكي لا يهتز لهذا الفعل الشنيع ، ولا يتعلٌق الأمر البتة بموقفي الشخصيّ من حكم الإعدام ، وإنما أردت القول إن العدالة في مجتمع متحضر لا يجب أن تعمل تحت الضغط الشعبيّ ووفق رد الفعل الآني ـ وهو مفهوم طبعا ـ ولكن وفق مراحل ومعطيات معلومة ، وإلا لماذا قامت المحاكم أصلا ؟ والله أعلم

Sarramba  ()  |Dimanche 27 Septembre 2020 à 23:21           
هل ترضاها في ابنتك أو أختك أو زوجتك أو أمك؟؟؟؟؟؟؟؟؟ @Ahmed01 (France)
حينها تضهر أمّا الحضارة الصّالونات العقيمة أو العدالة "الانتقامية" العين بالعين

Ahmed01  (France)  |Dimanche 27 Septembre 2020 à 17:52           
المقال مشحون بمشاعر الغضب الشعبيّ إزاء جريمة بشعة هزت ضمير الرأي العام
ولا يغيب هنا الاستغلال السياسيّ "الماكر " لهذه المشاعر ـ مع أني لا أتهم الكاتب بذلك

يا سادة : القضاء والعدالة مستقلان ولا يعملان وفق الهوى الشعبيّ والتحريض والشحن ضد المجرمين. ولا يمكن البتة ـ في مجتمع مدنيّ ـ أن تناقش قضية حكم الإعدام في ظل عقلية الثأر الشعبيّ

وهذا هو الفرق بين المجتمعات المتحضرة وغيرها

Zeitounien  (Tunisia)  |Dimanche 27 Septembre 2020 à 11:41           
إن أغلب الذين يعارضون عقوبة الإعدام مجرمون وتهدف هذه المعارضة للإفلات من العقاب استمرارا في جرائمهم.

Citoyenlibre  (France)  |Dimanche 27 Septembre 2020 à 08:36           

Sarramba  ()  |Samedi 26 Septembre 2020 à 22:25           
الجريمة، أبلانا بها الله منذ خلقه الآدمي الثالث و الرابع (قابيل و هابيل) وحمّل عباده الشّرفاء والمؤمنون و أولي الأمر محاربتها، وجعلها امتحانا للعالمين ليوم الحشر..... المجرم في النّار و الضحية المؤمنة شهيدة في الفردوس الأعلى ان شاء الله
ان لله و ان اليه راجعون


من أراد أو طلب محو الجريمة على وجه الأرض، فهو مسكين...... و هذا أضعف الايمان

BenMoussa  ()  |Samedi 26 Septembre 2020 à 18:56           
سي توفيق لا تظلم الخنزير فهو حيوان يحرم اكـله ولم يعرف عنه سوء او فساد او مجون
اما شياطين الانس ومجرميهم فهم لا رادع لهم فلا غرابة فيما يأتونه


Sarramba  ()  |Samedi 26 Septembre 2020 à 18:47           
لولا بشاعة الجريمة و تضامني العميق مع الضّحايا، لتساألت هل من "خَرْبَشَ" هته السّطور هل هو خنزير أو آدمي أو وحش؟؟؟؟؟؟
الخنزير، من يرد على الوحشيّة بوحشيّة
الحمد لله الذي أكرم بني آدم بعقل يفكر به


babnet
*.*.*
All Radio in One