لوبوان الفرنسية : ماذا وراء زيارة قيس سعيد لباريس ؟

باب نات -
طارق عمراني - نشرت مجلة لوبوان الفرنسية على موقعها الإلكتروني تقريرا تحت عنوان
Tunisie – Kaïs Saïed : les clés d'une visite à Paris
لمراسلها في تونس بنوا دالما و و تحدث فيه عمّا أسماها "مفاتيح زيارة قيس سعيد لباريس" ...
لمراسلها في تونس بنوا دالما و و تحدث فيه عمّا أسماها "مفاتيح زيارة قيس سعيد لباريس" ...
و أشار التقرير إلى أن اول زيارة رسمية للرئيس التونسي خارجيا ستكون إلى فرنسا الشريك التاريخي لتونس (رغم دعم فرنسا للديكتاتورية في عهد بن علي ) بعد زيارته إلى الجزائر الشقيقة الكبرى عقب إنتخاب الرئيس عبد المجيد تبون .
و أعتبرت المجلة الفرنسية أن العلاقات التونسية الفرنسية تميزت بالمتانة منذ عهدة رئاسة فرانسوا هولاند إلى عهدة الرئيس الحالي امانويل ماكرون غير أن الجلسة البرلمانية الأخيرة و التي طالبت فرنسا بالإعتذار على فترة الإستعمار اثارت حفيظة الإيليزي و طرحت أكثر من نقطة إستفهام .
و أردف التقرير بالإشارة إلى ان اللائحة التي قدمها إئتلاف الكرامة بطلب إعتذار فرنسي (سقطت في التصويت ) مثلت تدخلا في صلاحيات رئيس الجمهورية المسؤول الاول عن الديبلوماسية التونسية و الشأن الخارجي علاوة على تحولها لقضية رأي عام داخلي و تسببها في "صداع نصفي " للنصف الشمالي من البحر الابيض المتوسط (في إشارة للدول الأوروبية ) حيث اعتبر الباحث في مجموعة الأزمات الدولية crisis group ميشال بشير العياري أن لائحة إئتلاف الكرامة كانت تستهدف أساسا "ورثة بورقيبة " في إحياء للصراع التاريخي بين اليوسفيين و البورقيبيين لكنها خيمت بظلالها على العلاقات التونسية الأوروبية .
و أضاف العياري أن الرئيس التونسي إلتزم الصمت حيال هذا الموضوع على الرغم من كونه المسؤول الأول عن الخارجية التونسية بصريح نص الدستور الذي مكّنه من صلاحيات الخارجية و الدفاع و هذا لا ينفي ضرورة تواصله مع البرلمان الذي له صلاحيات مساءلة وزراء الخارجية و الدفاع و حتى سحب الثقة من رئيس الجمهورية .
و أردف العياري بأن التقرير النهائي لهيئة الحقيقة و الكرامة التي تمثل العدالة الانتقالية في تونس طالب ايضا بفرنسا بالإعتذار عن حقبة الإستعمار و هنا يجب الإشارة إلى استقبال قيس سعيد لرئيسة الهيئة (المنتهية مهامها )سهام بن سدرين يوم 16 جوان الجاري .
و في ذات السياق اشار الباحث في مجموعة الازمات الدولية إلى أن الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون سنة 2017 خلال زيارته للجزائر قد أعرب عن مشاعر الإعتذار عن جرائم الإنسانية الوحشية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري ليتساءل العياري "هل سيقوم ماكرون بذات الأمر مع تونس و هو أمر لا يعتبر من المحظورات بالنسبة للرئيس الفرنسي ؟ ".
24 ساعة للحديث عن ليبيا والمساعدات المالية
و أضاف التقرير بأن قيس سعيد سيسافر إلى باريس يوم الإثنين المقبل حيث من المنتظر حسب جدول الأعمال أن يقام على شرفه موكب عشاء رسمي ثم يؤدي زيارة لمعهد العالم العربي اين من المقرر لقاؤه بممثلين عن الجالية التونسية في فرنسا.
و عن اولويات زيارة الرئيس التونسي لباريس أشار بنوا دالما إلى أن الأولوية ستكون للملف الليبي و المساعدات الإقتصادية الفرنسية لتونس التي تعرف صعوبات مالية ،اجتماعية و اقتصادية تحت شعار دعم الديمقراطية التونسية الناشئة.
و أردف دالما بأن التواجد التركي في طرابلس و الروسي في اقليم برقة الليبية يؤرق الديبلوماسية الفرنسية و من خلفها الغربية .
و في ذات السياق أشار الباحث جليل الحرشاوي أن لعب فرنسا على الحبلين في الحرب الليبية بدعم حكومة الوفاق في طرابلس المعترف بها دوليا من جهة و تسليح مليشيات المشير المتقاعد شرقا من جهة اخرى ،يمكن ان يتماهى مع الحمض النووي للديبلوماسية التونسية التي تقوم على الحياد الخارجي منذ الإستقلال ،فتونس التي تشترك مع ليبيا في 500 كيلومتر من الحدود ،عانت من توقف التجارة الرسمية البينية و حتى الموازية مع الجارة الشرقية و خسرت مليارات الدولارات جراء ذلك كما انها استقبلت حوالي 800 الف لاجئا ليبيا فروا من الإحتراب الأهلي و عليه يمكن ان تكون تونس ورقة رابحة في الشأن الليبي .
صمت قيس سعيد
و عن مواقف قيس سعيد الديبلوماسية ،اعتبرت المجلة الفرنسية بأنه و منذ وصوله لسدة الحكم في قرطاج فقد تميزت مواقفه بالضبابية نتيجة ندرة تصريحاته الإعلامية و قطيعته مع الصحافة الأجنبية .
وختم التقرير بالإشارة إلى أن زيارة الرئيس التونسي إلى الإليزي يمكن أن تمثل فرصة لوضع النقاط على الحروف و إختراق حاجز الصمت حيث انه لا يزال الشخصية السياسية الاكثر تأثيرا في تونس و الأكثر شعبية بحسب آخر استطلاعات الرأي اذ يحظى بثقة اكثر من 50% من المستوجبين حسب دراسة امرود بفارق كبير عن صاحب المرتبة الثانية ب 12% فقط و في هذا الإطار علّق نبيل بالعم مدير معهد ايمرود لإستطلاعات الرأي بأن الامر يحتاج لأشهر للتأكد من قدرة سعيد على مواصلة تصدره لنتائج إستطلاعات الراي و لايمكن تفسير صمته عمّا إذا كان استراتيجية تستغل عامل الوقت أو سمة تطبع شخصيته لكن الإجابة يمكن ان تتبلور مع زيارته لباريس.
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 205514