جلسة الحوار حول الديبلوماسية البرلمانية وسيف ديموقليس : هل يكون الغنوشي أكبر المستفيدين ؟

طارق عمراني
تنعقد بعد غد الأربعاء 3 ماي جلسة حوار حول الديبلوماسية البرلمانية بعد اللغط الذي رافق الإتصال الهاتفي لرئيس البرلمان مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية و تهنئته بتحرير قاعدة الوطية العسكرية .
تنعقد بعد غد الأربعاء 3 ماي جلسة حوار حول الديبلوماسية البرلمانية بعد اللغط الذي رافق الإتصال الهاتفي لرئيس البرلمان مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية و تهنئته بتحرير قاعدة الوطية العسكرية .
من النافل القول بأن رئيس البرلمان لم يكن موفقا في إتصاله الهاتفي نظرا لموقعه و لحساسية الملف الليبي و موقف تونس الرسمي الذي يحاول ملازمة الحياد( و هو موقف ايضا يمكن مناقشة جدواه ) علاوة على مشهد برلماني مفتت تشقه عديد المواقف من الملف المذكور و التي تصل حد التطرف لدى بعض الأطراف السياسية التي تحركها النزعة الإيديولوجية كما هو الحال بالنسبة للدستوري الحر المعادي لحركات الإسلام السياسي عامة أو حركة الشعب التي ترى في المشير المتقاعد في ليبيا ببعده العسكري إمتدادا للفكر القومي القذافي و الحصن الأخير ضد التمكين الإخواني في ليبيا دون الحديث عن بعض النواب و الشخصيات السياسية و الأحزاب التي تتحرك وفق إيقاع "الرز " الإماراتي .
إذا كانت المحركات الداعية لجلسة الحوار مع رئيس البرلمان حول الديبلوماسية البرلمانية محركات إيديولوجية بشكل ملموس فإن الجلسة المذكورة ستكون سياسية بإمتياز و عليه فإنها لن تكون بالحدة المنتظرة و التشنج المفترض .
_الوثيقة التعاقدية: سيف ديموقليس على رقبة الحكومة
من الواضح أن الإئتلاف الحكومي "الهجين " (هجين من حيث التوليفة الحزبية المتنافرة) يحتاج إلى التهدئة بين مكوناته بعد أسابيع من الحروب الكلامية التي أضعفت أداءه بصفة عامة و هو ما دفع برئيس الحكومة إلى الإجتماع برؤساء الأحزاب و عرض وثيقة تعاقدية لتنقية المناخ العام و الحد من "العبث السياسي" ...
الأخبار تشير إلى ان حركة النهضة أجلت التوقيع على هذه الوثيقة إلى يوم 5 جوان كشكل من أشكال الإمتحان لشركائها تحت قبة المجلس في يوم جلسة الحوار المذكورة ،لتتحول الوثيقة التعاقدية إلى سيف ديموقليس معلقا بشعرة حصان كما تقول الأسطورة * على رقبة الإئتلاف الحاكم ،الأمر و الذي من المتوقع أن يخفف من احتقان الجلسة لا سيما أن الكتلة الديمقراطية المشاركة في الحكم تضم في صفوفها أشرس النواب المعارضين لرئيس البرلمان و لحركة النهضة .
رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ يعلم جيدا أن المشادات الكلامية تحت قبة البرلمان بين نواب الأحزاب الحاكمة قد تقضي على كل محاولات التهدئة و تعصف بالوثيقة التعاقدية و هذا ما سيدفعه إلى السعي نحو تلطيف الأجواء و الخروج بأخف الأضرار من إمتحان الأربعاء الحاسم .
_الدستوري الحر وحيدا ضد الغنوشي ...؟
كما أسلفنا بالقول فإن جلسة الاربعاء من المنتظر ان تكون محكومة بحسابات الحقل و البيدر في علاقة بالمشهد السياسي سواء على مستوى التحالفات البرلمانية أو الحكومية ... الأمر الذي يجعل عبير موسي و نواب كتلة حزبها و بعض المستقلين و حيدين في مواجهة رئيس البرلمان لتعود موسي إلى إسطوانة "تخوين " زملائها الذين وعدوها سابقا بالإمضاء في وثيقة سحب الثقة من "شيخ الإخوان" لتنتهي الجلسة على وقع هيستيريا رئيسة الدستوري الحر تقابلها إبتسامة الغنوشي الساخرة .
*سيف ديموقليس : تقول الأسطورة أن الملك ديونيسيوس الذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد , في صقلية أراد أن يلقن ديموقليس , والذي كان خطيباً مفوهاً وعضو في بلاطه , درساً لأنه أراد أن يصبح ملكاً ولو ليوم واحد . وافق الملك ولكنه اشترط شرطاً واحداً وهو أن يضع فوق رأس ديموقليس سيفاً معلقاً بشعرة حصان واحدة . وهكذا عاش ديموقليس يومه الملكي وهو في رعب شديد مخافة أن تنقطع الشعرة ويسقط عليه السيف فيصبح في خبر كان
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 204357