حديثنا قياس .. نحن أمام حكومة ''قرّة العنز''

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e3bc07040ce70.73086366_pneoklgjhfimq.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

من المرتقب ان يقدم الفخفاخ تشكيلة حكومته إلى رئيس الجمهورية يوم الجمعة 14 فيفري 2020.





شهدت الامتار الاخيرة لمسار تشكيل الحكومة تطورات، منها التوقيت المريب للظهور الإعلامي الأخير ليوسف الشاهد الذي لعب دور شاهد الزور في برنامج سماح، قبيل أيام معدودة من انتهاء المهلة الدستورية لتشكيل حكومة الفخفاخ. حيث أطلق النار على الجميع منهم الأطراف المكونة للحزام السياسي للحكومة المرتقبة و رئيسها. إذ قام بدعوة مفاجئة للفخفاخ بتوسيع القاعدة السياسية في تلميح لتشريك قلب تونس.

كل المراقبين أجمعوا على ان الشاهد اتبع سياسة الأرض المحروقة و "أنا و من بعدي الطوفان". غايته ارباك الفخفاخ قصد تأبيد وضعيته كمكلف بتصريف الاعمال. حيث صرح حافظ قائد السبسي "الشاهد يهدف لمزيد تعفين الأوضاع في البلاد ويتآمر على الفخفاخ بعد تامره على الجملي".

لم تتأخر كثيرا النهضة لتلتقط الرسالة، و التي مفادها أن الشاهد "يلعب بذيله". و يريد تأبيد مهمة تصريف الاعمال لتصبح حكومة تدبير الاعمال. ليواصل القيام بعملية تلغيم ممنهجة لمفاصل الدولة. مما جعل راشد الغنوشي في تصريح إذاعي يقول "النهضة ستمنح الثقة لحكومة الفخفاخ في كل الأحوال سواء شاركت فيها أم لم تشارك" و أضاف "أن تكون حكومة انجاز قوية و غير فاسدة قادرة على خدمة الشعب التونسي".

لكن تصريحه ظهر الخميس 13 فيفري 2020، عند استقباله للفخفاخ في مقر مجلس النواب أكد "على حاجة البلاد إلى توافق واسع حول حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على الاستجابة لتطلعات التونسييين و إنفاذ ما تحتاجه البلاد من إصلاحات"، في تلميح صريح بضرورة عدم اقصاء قلب تونس من المشاركة في التشكيلة الحكومية.

كما أن تصريح الغنوشي يبقى قابل للتعديل حسب مؤسسة الشورى و تطورات الأمتار الأخيرة.

أما الفخفاخ و حسب المعطيات الاخيرة لم يتراجع على ما صرح به في مؤتمره الصحفي الأخير و الذي أكد على ان الحزام السياسي للحكومة يدور في فلك الاحزاب التي دعمت قيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية الاخيرة و الحال و أن حزب تحيا تونس لا نعلم له بيان دعم لقيس سعيد في الدور الثاني. زيادة الظهور الاعلامي الاخير لرئيسه يوسف الشاهد كان عنوانه استهداف مسار تشكيل حكومة الفخفاخ.

ربما الفخفاخ اختار توظيف ظهور الشاهد لصالح خياره. و ذلك بعدم تشريك قلب تونس. مستغلا اضطرار النهضة التصويت لحكومته تفاديا لتأبيد الشاهد في القصبة. لكن نسي الفخفاخ أن المفتي الذي اعلن رؤية هلال حكومته من منزله، يصعب عليه الاحتفال بالعيد في غياب قلب تونس.

في ظل عدم حسم الاحزاب مواقفها النهائية بخصوص المشاركة في الحكومة المرتقبة، و عدم انسجامها فيما بينها، و على وقع التلاسن بين النهضة و التيار و المفترض انهما شريكان في الحكومة القادمة. حيث صرح القيادي النهضاوي سمير ديلو " في التيار الديمقراطي يتصوّرا أنفسهم أبطال مكافحة الفساد وأحنا ما عندناش ثقة فيهم يتهمونا بالفساد ويحبو يحكمو معانا". يذهب الفخفاخ الجمعة 14 فيفري 2020، الى قصر قرطاج لعرض تشكيلته المفخخة.


يصادف تاريخ عرض تشكيل الحكومة على رئيس الدولة حسب التقويم الأمازيغي الفلاحي ابتداء فترة "قرة العنز". و حسب المعتقدات الأمازيغية "استهانت عنزة بقوى الطبيعة، فاغترت بنفسها وخرجت تتراقص وتتشفى في شهر يِناير(جانفي) الذي انتهى وذهب وذهبت معه ثلوجه وعواصفه وبرده عوض أن تشكر السماء كانت تتحدّى الطبيعة، فغضب يناير(جانفي) وطلب من فورار(فيفري) أن يقرضه يوما حتى يعاقب المعزة على جحودها وجرأتها، ومن هنا جاء تناقص ايام فورار (فيفري) واضافة يوم إلى ينايِر (جانفي) (31 يوما) وهدد المعزة قائلا لها : نسلّف نهار من عند فورار (فيفري) ونخلي قرونك يلعبو بهم الصغار في ساحة الدوار ففي يوم 31 قام يناير(جانفي) بإثارة عواصفه وزوابعه وثلوجه حيث لقيت المعزة مصرعها. وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم سلف المعزة ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي 12 يوما مخافة عاصفة شديدة".

وحديثنا قياس، و ان شاء الله مصير الفخفاخ لا يكون مثل مصير العنزة، و إلا فنحن أمام حكومة "قرة العنز".


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 197986


babnet
*.*.*
All Radio in One