ما أبعد عبد اللطيف عن .. أردوغان

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d4587120eb119.10433378_fghqiolejkmpn.jpg width=100 align=left border=0>


حياة بن يادم

دوّن القيادي في حركة النهضة عبد اللطيف المكي على صفحته بالفايسبوك حول موضوع تطبيق القانون قائلا " ظاهرة مقلقة بدأت تنتشر و هو أن القانون لا يطبق إلا على المواطن العادي".

كلام جميل، لكن الغير جميل أن ينطقه قيادي بارز في شيخ الاحزاب السياسية في تونس، و عضو سابق بالبرلمان، و وزير سابق للصحة، و عاش حياته في هذا البلد، و كأني به كان يعيش في غيبوبة او كان يعيش في المدينة الفاضلة و نحن لا نعلم.



الحمد لله سيدي انكم استفقتم بأن القانون يطبق فقط على المواطن العادي،
لكني اتساءل لماذا هذه التدوينة الآن؟.
بالرجوع الى القيادي الحزبي عبد اللطيف المكي فساحات الجامعات في الثمانينات تشهد بنضاله، عندما كان الامين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة، و السجون التونسية تشهد له بالثمن الذي دفعه في سبيل فكرته.
لكن هذا لا يعفيه ان نقف اليوم على سلوكه، خاصة بعد استبعاده من قائمات حركة النهضة للانتخابات التشريعية الأخيرة. حيث اصبح نجم المحطات الاعلامية بدون استثناء و المحطم للرقم القياسي في الغمز ونشر غسيل حركته التي سقيت بعذابات اجيال.
حيث تم توصيف ما يحدث داخل الحركة بالمظالم حين قال " لا يحقّ لي أخذ مكانه (حسين الجندوبي).. و لن أشارك في هذه المظالم" .
كما أصبح الناصح لرئيس الحركة قائلا "انصح بضرورة الالتزام بالقانون كي لا تكون قوانينا مهملة". اتساءل لماذا هذا الكلام لم يتم توجيهه لرئيس الحركة ؟ و حتى و ان لم يتجاوب معك، فما فائدة الخروج للعلن، أتنتظر ان يأتيك المدد من الضفة الأخرى؟.
و كذلك احترافه الغمز على خلفية رفضه ان يجمع راشد الغنوشي الرئاسيتين في الحزب و في البرلمان حيث دون "المستبد لا يحتاج للكفاءات ولا لأصحاب الرأي حوله إنما يحتاج حوله لقباض، قباض اموال ومناصب وقباض أرواح ولكورال ومنتهكي أعراض. لا يهمه المستقبل المهم انه يريد أن يتذكر أنه كان في قمة الجبل يراقب النار التي أضرمها".
هذا يأتي في إطار التموقع داخل حركة تنتظر هلال مؤتمرها الحادي العشر و الذي لا نعلم متى سيصدر بيان المفتي.
من حق عبد اللطيف و غير عبد اللطيف ان يطمح لرئاسة الحركة لانها سنن من سنن التداول. لكن أن يمتهن المناورة خارج الجسم المخضب بدماء وبجراحات اجيال طيلة عقود و اختيار حلبة اعلام العار لنشر غسيل حركة برصيد ثمنه يعجز مال قارون على سداده. فهذا يحيلنا على شخصية صاخبة تتفنن في الكلام و في التدوينات و مارقة على المؤسسات يجعل من تاج عرش الحركة كبير جدااا عليه.
أما عن عبد اللطيف العضو بالبرلمان فهو لا يفوق زملاؤه في شيء فحتى ظهوره كثوري و رفضه بعض قوانين ميزانية الدولة حين كان نائبا و اخص بالذكر الحطّ من قيمة الاداءات على المشروبات الكحولية المستوردة، و التي رفض في البداية ووعد بمراجعة الموضوع بحكم غيابه عن تلك الجلسة الشهيرة، و منذ ذلك الوقت "لا حسّ و لا خبر".
كما انه و كبقية السياسيين يحاول الظهور في الاحداث الاليمة التي يمر بها الوطن لاستغلال الحدث لمصلحته، و كان ذلك عندما شارك اهالي جندوبة في اخماد الحرائق التي نشبت في الغابات حيث ظهر في مقطع فيديو يطرح سؤالا لمرافقه "سايي صورت".
أما عن فترته كوزير للصحة، و على الرغم من محاولاته تمكين المناطق الداخلية من حقها في العلاج، الا انه انغمس في "السيستام" كبقية الوزراء حيث اعتمد الاساليب البيروقراطية في التعامل مع عرائض مظالم المرضى.
اما تصريحاته الأخيرة حول اختيار الجملي لحكومة تكنوقراط حيث قال "إنني كافر كافر بحكومة التكنوقراط" و تصريحه حول قلب تونس أنه "لا مجال للتحالف مع قلب تونس لتشكيل الحكومة القادمة". كلها تصريحات مدهونة بالزبدة تذوب حال تكليفه بتشكيل الحكومة.
بالرجوع لتدوينته الاخيرة لا نعلم لماذا لم يدونها عندما تمتع صاحب "السفساري" بعفو خاص في حين آلاف هم أولى بذلك، و عندما يتغيب جلادي الامس عن جلسات العدالة الانتقالية، و عن محاكمة "اصحاب الاكتاف" من اعلاميين و رجال اعمال و هم في حالة سراح في حين المواطن البسيط يتم جلبه و ايقافه و هرسلته حتى و لو كان في كوكب آخر.
كان الأولى بالمكي عوض هذه التدوينة الفاقدة للصلوحية، و التي لا نعلم مناسبتها، ربما لحب الظهور او لملئ فراغ يعيشه الرجل، أو لهدنة اختارها مع رئيس حركته، ان يتبع خطى عماد الدايمي في تبني قضايا المظلومين عوض التنبير على الفايسبوك.
كثيرا ما يوصف الرجل من طرف المعجبين به، بأردوغان، لكن الذي لا يعلمه هؤلاء ان اردوغان رجل الأفعال و الانجازات، و ليس الأقوال و الظهور الاعلامي المجاني. من يعرفون اسطنبول قبل ان يترأس بلديتها اردوغان و بعدها يرفعون له القبّعة حتى من طرف ألدّ الأعداء، و من يعرفون تركيا قبل و بعد اردوغان يعلمون جيدا انها دخلت نادي الكبار بعدما كانت رهينة الفقر و الخصاصة.


رغم تاريخه النضالي، فان عبد اللطيف المكي يفتقد للنضج السياسي، فهو ظاهرة صوتية ظاهره "ثوري" و باطنه مطبع مع "السيستام" في حال تقلّده السلطة. و ما أبعد عبد اللطيف عن.. أردوغان.


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 197438

BenMoussa  ()  |Mercredi 5 Février 2020 à 07:46           
شكرا جزيلا على قول الحق واظهار الحقائق
اما الذين يسعون للدفاع عن المكي فعليهم افناد ما قالته الكاتبة ان امكنهم ذلك لا التهجم على الكاتبة واتهامها باطلا


babnet
*.*.*
All Radio in One