إلى ذباب المعبد الأزرق، مع القصف الشديد...

كتبه / توفيق الزعفوري
أن تمارس فعل الكتابة في بلدي، فكن مستعدا أن ترمى بألف حجر، و أن تُكفّر و أن تُهدد و يُهدر دمك و قلمك لو إستطاعو إلى ذلك سبيلا..
أن تمارس فعل الكتابة في بلدي، فكن مستعدا أن ترمى بألف حجر، و أن تُكفّر و أن تُهدد و يُهدر دمك و قلمك لو إستطاعو إلى ذلك سبيلا..
أن تمارس فعل الكتابة في بلدي، هو أن ترضي الأطراف جميعها القرّاء و النقّاد و الجهلة و العارفين و غيرهم، و هذا مُحال عليك أن تُأتيه من دون الخلق..
أن تمارس فعل الكتابة، و تقول ما تفكر به و ما تحس به، تجاه قضية ما أو شخص ما أو حزب، فكن على يقين أنك ستكون المستهدف رقم واحد و المطلوب رقم واحد، و ستُحاسب بِوجع على النوايا ما خفي منها و ما ظهر...
أن تمارس فعل الكتابة، فأعلم أنك وضعت نفسك، و عائلتك و عائلة عائلتك و شرفك و شرف القبيلة و الطائفة في مرمى النيران العنيفة، و القذرة ،فلا سِلم و لا سَلام إن أنت كتبت عن النهضة أو الإسلام السياسي، و خاصة في الدين و الفقه و الروح، أو سلوك حزب أو فرد فيه، فلا أحد من الجنجويد سيصبر عليك، أو سيضرب الفكرة بالفكرة، و الرأي بالرأي ، بل إنه سينزل بك إلى الدرك الأسفل من أخلاقه عالية الجودة..
العقلاء منهم و العارفين بالشأن الحزبي و السياسي و الشرفاء، المناضلون الأقحاح يقرّون بالأخطاء و يرومون المراجعات و هم أقرب إلى العلماء و الفلاسفة، أما من إلتحق بهم من عامة الناس لقناعة زائفة أو لطمع محدود و زائل، فيتصرّف معك على طريقة معيز و لو طاروا ، فلا أنت تستطيع إقناعه، و لا هو مستعد لسماعك، و تكون أنت و هو خطّان متوازيان تلتقيان فقط على طرفي الشارع، كل يعبر عن طريقته " هذا بناقوس يدق و ذا بمأذنة يصيح" على رأي أبو العلاء المعري..
أن تمارس فعل الكتابة، و تخلص إلى التحليل و المقارنة و تخرج بنص أو فكرة، فأعلم أن أي قارئ و ناقد يفهمه على طريقته و من منظاره، فلا أحد سيسامحك إن أنت لم تلمس فيه و لو كذبا هواه و غروره حتى و إن كان زائفاً..
أن تمارس فعل الكتابة، فعليك أن تتسلح بقدر ما تستطيع من جلود الثيران، و برودة الأعصاب، و هدوء السريرة، عليك أن تكون من عالم آخر، تكتب و لا تلتفت وراءك ..
أن تكتب في بلدي، فعليك أن تنتظر ردود أفعال عالية الإنفعالية و كأنك تستفزهم و تقضّ مضجعهم، و تنكّد عليهم..
أن تمارس فعل الكتابة، عليك أن ترضى بعدوانية مجانية صِرفة، حتى أنك تخال أنك إرتكبتَ جُرما لا كتابة!!!.
إلى ذباب المعبد الأزرق و غير الأزرق، عوض الضرب تحت الحزام، إضربوا الرأي بالرأي ، يتولّد عنه الرأي، على رأي علي بن أبي طالب، و ربي يهدي، هذا نهاية الكلام، و بداية الكتابة...
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 196656