في الذكرى 74 للتاسيس ، الإتحاد نسيَ مباديء حشاد و أضاع البلاد و العباد ..!

بقلم /منجي باكير
وضع حشّاد بمعيّة إخوانه من رفاق الدّرب الأسس الأولى للإتّحاد و رفع بُنيانه عاليا في الدّاخل و في المحافل الدّوليّة في وقت يعزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النضال غالية و غالية جدّا و هو ما لحقه في نهاية المطاف و مات عليه و لم يبدّل و لم يبع .
وضع حشّاد بمعيّة إخوانه من رفاق الدّرب الأسس الأولى للإتّحاد و رفع بُنيانه عاليا في الدّاخل و في المحافل الدّوليّة في وقت يعزّ فيه الرّجال و في وقت كانت ضريبة النضال غالية و غالية جدّا و هو ما لحقه في نهاية المطاف و مات عليه و لم يبدّل و لم يبع .
هذا الإتّحاد الذي صاغه حشّاد رحمه الله كان على أساس ( أحبّك يا شعب ) و كان على أساس الولاء التّام لتونس و اعتبار مصلحتها شأنا لا يقبل النّقاش و لا المساومة و على هذا كان العَهد و كان مسار العُهدة …
لكن أن يتحوّل الإتّحاد إلى ساحة للتجاذبات السّياسيّة و تخترقه أطراف دخيلة عن المنظّمة تاريخا و نضالا و أن ينساق لهم بعض كوادر الإتّحاد غير عابئين بمصلحة البلاد و العباد فهذا هو عين الزّيغ عن أهداف و مقاصد الإتّحاد و بانيه !
أن يصبح الإتّحاد لعبة سياسيّة تتقاذفه أيدي اليسار الفرنكوفوني المتطرّف و بعض أدعياء السّياسة و أن يستعملوا هذه المنظّمة العتيدة و ماضيها و تاريخ مؤسّسيها و شرعيّة قيامها لتسخير هذا كلّه حتّى يستقووا به لليّ ذراع الحكومات و تسجيل انتصارات عليها فهذا أيضا خروج عن مباديء الإتّحاد و أسسه و أهدافه…
أن يصبح الإتحاد ماكينة عمياء لتفريخ الإضرابات العشوائيّة أو – المرصودة – نكاية او معاقبة للحكومة غير عابيء بالمرحلة الحسّاسة و الخطيرة التي تمرّ بها البلاد فهذا ما لم يفكّر فيه حشّاد ، و لم يثبت في أدبيّاته و لا مسيرته ما يفيد أنّه رمى بتونس في مسار الهاوية و الهلاك ليظهر هو في صورة الزّعيم و البطل أو ليحقق هو أو معاونيه مصالح شخصية ذاتية …
فهذا ابدا لم يكن من مباديء التاسيس و لا غاية مؤسسيه و لا كذلك الصورة التي تجب ان تكون عليها هذه المؤسسة ( الوطنية )
مهما كانت الحكومات مخطئة أو متجاوزة فهذا لا يعطي المبرّر أبدا للدّفع بتونس إلى دوائر المجهول ، فتونس ليست ضيعة ذات ملكيّة خاصّة لا للحكومة الحالية و لا لغير ها و لا لهذه الأحزاب و الأشخاص المتصارعين على الزّعامات و الكراسي و لا كذلك لبعض قيادات الإتّحاد الذين يريدون فرض أجنداتهم الحزبيّة و الشخصيّة الأنانيّة فيجعلون من المنظّمة درعا لهم ، أو ليعبثوا و يحصّلوا مكاسب مادية أو ليبيّضوا و يحموا معارفهم و شركاءهم و عوائلهم .
الإتّحاد سكّته التي رسمها حشّاد و سار عليها من بعده رجال صدقوا ما عاهدوا الشعب عليه هي المصلحة العليا للوطن و مساره النّضالي تكيّفه المرحلة التي تمرّ بها تونس و تمليه الظروف التي يعيشها عموم الشعب و دفّته لا يمسك بها إلاّ من جعل صوب عينيه هذه البلاد و شعبها و تجاوز كلّ أنانيّة و مصلحة شخصيّة و نبذ كلّ ولاء إلاّ ما كان خالصا لتونس …
و لقد قالها المرحوم حشّاد يوما :((الثورة يفجّرها مجانين بعشق أوطانهم ، يموت فيها الشرفاء و يستفيد منها الجبناء ))
فمن لم يكن في التصنيفين الأوّل و الثاني فلينأى بنفسه عن التصنيف الثّالث !
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 196526