ليبيا.. الخسارة الكبرى..‎

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5df60694205cf7.77834657_eqmkfnlpjgiho.jpg width=100 align=left border=0>


كتبه / توفيق الزعفوري

رغم إصرار الحكومة المعترف بها دوليا على حضور تونس و قطر في مؤتمر برلين، و رغم وصول رئيس خارجية ألمانيا إلى تونس مبكرا جدا، و رغم توافد القبائل الليبية أو بعضها إلى تونس، إستثمارا للثقة الشعبية العالية للرئيس الجديد، و رغم أهميتها الجغرافية و التاريخية، و الإستراتيجية و الإجتماعية أيضا ، و رغم دعوة الجار الغربي، و إستنكار تونس الرسمي و الشعبي بعدم دعوتها ، فإن مخرجات مؤتمر برلين أو ما رشح منها إلى حد الآن لا تبدو صلبة و يمكن البناء عليها، فتونس لم تحضر الإجتماعيات التحضيرية و لا على مستوى وزراء الخارجية، و إكتفت المستشارة الألمانية بدعوة الأطراف المتدخلة و المتداخلة سياسيا و عسكريا إلا تونس و السبب أن تونس مع الشرعية و موقفها معروف و لا حاجة لحضورها، و هذا هو خطأ مؤتمر برلين، فليبيا تهمنا أكثر من مصالح الدول المتدخلة في الشأن الليبي، و هي إمتدادنا و سندنا ، و تونس عملت منذ مؤتمر الصخيرات و حتى قبله على المشاركة في حل المسألة الليبية، و حتى إن تدخلت في العمق الليبي دول الجوار، فذاك من حقها، على الأقل هي أولى من تدخل دول تبعد آلاف الأميال عن ليبيا، و تبيّن أن حجم التدخل في ليبيا هو سبب أزمتها نظرا لعدم حيادية الأطراف الدولية و نظرا لتداخل المصالح و تقاطعها مع بعض أطراف الصراع في ليبيا,

...

يضل الموقف التونسي متماسكا و متوازنا و عقلانيا ، كون تونس هي الجارة المتأثرة قبل غيرها بما يحصل في ليبيا، فالعاصمة طرابلس أقرب جغرافيا إلى تونس من بنغازي أو طبرق...

من الطبيعي أن ترفض تونس دعوة أنجيلا ميركل، ف " المستدعي في نهارو،. يقعد في دارو"، و هو إحتجاج ،و رسالة واضحة إلى مؤتمري برلين، أن تونس و مصالحها في المنطقة، لا تقل أهمية عن غيرها، و إحتجاجها عن عدم الحضور له ما يبرره على أن تونس تبقى الضمانة الأمنية و البوابة الإقتصادية لمختلف الأطراف في ليبيا..

تبدو ليبيا كالفريسة الجريحة بين فكّي القوى الإقليمية و الدولية تتنازعها، و تمزقها بإسم المصالح التاريخية و المنافع الإقتصادية، لا همّ لهم غير ما يمكن جنيه من آبار النفط الغزيرة و ما يخرج من محفظة الإستثمار المنتفخة، الأطماع في الجارة ليبيا تأتي حتى من الدول الكبرى الغنية بالنفط و الموارد المالية، لكن برغم ذلك ستبقى ليبيا لليبيين دون سواهم مهما تداخلت و تفرّقت قبائلهم و اتسعت جغرافيتهم...



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 196425


babnet
All Radio in One    
*.*.*