متى تنهار النهضة ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5e1a39bedb69a0.08653920_fjiglenhpqkmo.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

الخطورة على النهضة لا يمكن أن تأتي من الخارج القريب فهو أعجز عن ذلك، ولا من الخارج البعيد فقد تلقت منه الكدمات و امتصتها وتعايشت مع ضغوطاته، إنما تأتي الخطورة من داخل الحركة حين يتفكك نسيجها وتسرح الشهوات ويصبح التموقع فريضة ويتحول التنازل إلى كبيرة من الكبائر وتصبح وحدة الحركة سنة غير مؤكدة ثم يطعن البعض في اسانيدها فتتحول الى مرويات موتورة ثم الى إسرائيليات وأكاذيب وأحاديث موضوعة واهية في أسانيدها لا يقبلها العقل ولا النقل.. الخطر على الحركة حين يعتقد البعض أن القواعد المهشمة المعطوبة منذ سنوات الجمر دفعت اعمارها وتدفع البقية او الثمالة المتبقية من اجل ان ترى هذا أو ذاك يعتلي سدة النهضة ويجلس على المقعد الوثير بينما الحطام الذي قد يفوقه في التضحيات والأخلاق يقطع مئات الكيلومترات ليتعرض الى الكيماوي في الرابطة او غسيل الكلى في احد المصحات الخاصة "كريدي او رهن" الكارثة بل المصيبة عندما تصارع القواعد من اجل انتصار الحركة وتتصارع القيادات من أجل التموقع في هرم الحركة، تقع الواقعة وتزف الآزفة حين تكون عيون القواعد وسائر حطام المحنة مثبّة تجاه الطريق معلقة بالمستقبل مشدودة إلى الإنجاز بينما عيون القيادة مثبّة تجاه قمرة القيادة! هناك صرتها ومصيرها، هناك السلة التي احتوت جميع بيضها، الفاجعة أن تعتقد قيادات الحركة أنها أشرف واقدر وارقى من الصادق شورو وان مانديلا تونس سكت عجزا وضعفا وليس تعففا، الطامة أن قيادات ما حول القمرة يعتقدون أن الله نجاهم من الموت ووهبهم الحياة لأنه يحبهم ولانهم الاقدر على تأثيث القمرة، المشكلة ان الذين يتزاحمون على المقود يعتقدون أن قوافل السبعينات والثمانينات والتسعينات بلهاء نخرهم الزهد المشوه، ليس لديهم حاسة الجاه ولا يرغبون في التصدر أو انهم في منزلة دون منزلة الذين يتدافعون الى حد الشرر على المقود.







الطامة أن القواعد تترك مصالحها وتسرح خلف الحركة لتمتّن المنتوج وتثمن المحصول وتثبت التضحيات وتصونها وترفع مقام المشروع المخضب بالدم، وهي على جهدها ومتاعبها وحرمانها واعصابها، يباغتها هذا القيادي وذاك بمشاكل داخلية، يعبث باعصابها بطرق طفولية والغة في الاستهتار، بينما الناس منشغلة عن ناسها واهلها واطفالها ومشاغلها و أمراضها وعللها وديونها ومواعيدها.. إذا يطل أحد القادة العظام بعبارة من قبيل "قف انتهى.." ثم يطل آخر " الأمازون وقوس قزح دقيقتين ونصف.." يخرج ثالث "تيك تيك تيك بداية ام نهاية".. وبينما زوجته تصرخ في وجهه: الحرارة 40 اسرع بابنك إلى المستشفى، يقلب أحد القواعد مواقع التواصل الاجتماعي ، ويجيبها ان شاء الله ربي ينجيه راني نترقب في النتيجة! راني على اعصابي! بينما الوضع على ذلك الحال يخرج قيادي رابع او خامس او مليون كثْر هم! ويدوّن على صفحته ".....ش..." يصرخ القاعدي، يترجى في تعليقاته يا اخي ماهذا ارجوك رد ما معنى...لا شيء يعود غير الصدى!!! الكبار لا يجيبون الببوش، الكبار فقط يلغّمون المشروع.......


توقفوا فان القاع ازدحم!!!! توقفوا واغلقوا عليكم القمرة وكلوها بخشبها وحطبها ومقودها، كلوها بما فيها او تقاسموها واتركوا القواعد تواصل مسيرة الشرف مسيرة التجرد لله ثم للوطن ثم للذين تركوا الأمانة كاملة غير منقوصة أولئك الذين يبالغون في الوفاء والتجرد حتى وهم تحت كلاكل الجلاد يجودون بالنفس الأخير.. توقفوا عن الفحشاء والمنكر فالقواعد ليست سواعد مأجورة بل سواعد متطوعة منخرطة في مشروع الهوية والحرية.


توقفوا فعلامات ساعتكم الصغرى استُنفذت، لقد دخلتم في مجال العلامات الكبرى! مازال الوقت لم ينفذ لكنكم تبددونه بسرعة! لم يخرج من العشر علامات الكبرى غير علامة واحدة "زياد لعذاري".. تسع أخريات وتنتهي قصتكم.



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 196009

Jeb2013ri  (Tunisia)  |Lundi 13 Janvier 2020 à 09:45           
آنهار النمو و النهضة في تونس و سينهار حزب النهضة لما الأحزاب السياسية الأخرى يصبح لها برنامجا سياسيا و آقتصاديا و تبتعد غن آنتقاد حزب النهضة

Nouri  (Switzerland)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 09:21           
يا اخي، تريدون الديمقراطية مثل الغرب فهذه هي الديمقراطية، حزب يفوز وحزب ينهزم حزب تتغير تركبته بعد الهزيمة وحزب ينتعش بعد الفوز ولكن يبقي ان يثبت قدرته على تسيير البلاد.
وهذا ما يجي في الديمقراطيات الاحزاب التي تتعثر يقع فيها صراع من الداخل لتغيير الاتجاه او الاشخاص، وهذا ما يجري في الغرب كل يوم وكل ساعة وهذه هي الديمقراطية ان كنتم تريدونها لكن ما يحصل في هذه السنين الاخيرة في البلدان الغربية هي موجة غضب وتصاعد عديد المفكرين والتسائل عن طريق افضل من الديمقراطية التي تعددت سلبياتها كالفساد عند السياسيين والاحزاب والاسوء انها تسمح لرجوع الدكتاتورية والفاشية ولاشخاص مثل ترامب وعائلة لوبان في فرنسا ....الخ

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 08:46           
متى تسقط النهضة؟
اسقاط الغنوشي من البرلمان ومحاكمته
عناوين لمقالات تعيسة تبحث كما نرى على اسقاط النهضة ورجالها
لم تصدر عن الاعلام المصري او الاماراتي ولا يجرؤ عليها لا دحلان ولا خلفان ولا اعتى اعداء الثورة في تونس او خارجها
هي عناوين لاخر مقالات نصر الدين السويلمي وهو ينعق كالغربان ونشرت على صفحات باب نات المعروفة بالصدق والجد والرصانة
رجاء باب نات جنبونا هذا الافتزاز والكذب والبهتان والاسفاف وحافظوا على صورتكم ناصعة مضيئة

Aziz75  (France)  |Dimanche 12 Janvier 2020 à 08:38           
مانزالوا في أول الطريق. البناء صعب لكثرة المشاكل و كثرة العقبات و كثرة الضرب تحت البطن. علينا المسك يد بيد للمظي إلى الأمام و نأخذ العبر من الماضي. الطريق طويل و صعب، النفق مظلم لكن إن شاء الله سنصل في النهاية إلى بر السلام.

Sarih  (Tunisia)  |Samedi 11 Janvier 2020 à 20:20           
سويلمي
تحليل منطقي للغاية هذا ما كنت أريد قوله
ماهيش حابة تقرأ الدرس مانيش فاهم كيفاش يخممواأما بالطريقة هذه ماشيين مباشرة للحيط ولكن كيف باش يفيقوا يلڨوا أرواحهم وحدهم ، وأمام إئتلاف الكرامة فرصة لإستقطاب قواعد النهضة بكل بساطة شوية تنظيم ، وتركيز،و عدم تسرع،واختيار طريقة خطابية متزنة وعاقلة ومعقولة والعمل يكتمل


babnet
*.*.*