رسائل الرئيس المشفرة..

كتبه / توفيق الزعفوري..
خطاب الرئيس في مدينة الثورة بمناسبةالذكرى التاسعة للثورة حمل رسائل عديدة مشفرة و مضمونة الوصول، تكلم و كأنه مطمئن بين أنصاره و مريديه، تكلم إرتجالا متجاوزا تفاصيل البروتوكول، تكلم و كأنه يتحرر من حصار مضروب حوله، تكلم طالبا حماية شعبه، عوض أن يحمي هو شعبه،!!!
خطاب الرئيس في مدينة الثورة بمناسبةالذكرى التاسعة للثورة حمل رسائل عديدة مشفرة و مضمونة الوصول، تكلم و كأنه مطمئن بين أنصاره و مريديه، تكلم إرتجالا متجاوزا تفاصيل البروتوكول، تكلم و كأنه يتحرر من حصار مضروب حوله، تكلم طالبا حماية شعبه، عوض أن يحمي هو شعبه،!!!
عندما يتحدث الرئيس تلميحا على الإعلام الفاسد، و على الطابور الخامس من أعداء الثورة، و عن مؤامرات تحاك في الغرف المظلمة، و عن أناس متنفذة ربما تجاوز نفوذها سلطة الدولة..فإنه يعي ما يقول، و كأنه يجهز لقلب الطاولة على الفاسدين و المتنفذين من إعلاميين و سياسيين و أمنيين و لوبيات، و هذه الصفعة تحتاج إلى سند شعبي متين يضمن عدم إنقلاب السيستام على الرئيس و على قراراته، أو تحييده و تقيبيده بالدستور، لهذا هو يطلب مساندة شعبية و يذكرهم بأنهم يعرفون الفاسدين و اللصوص، و يعد كما كان يفعل إبان الحملات الإنتخابية بالحرية و الكرامة متى هُزم الفاسدون..
لا شيء يظاهي الحرية و الكرامة ، مهما جلدوا الثورة و الثوار، و لا شيء يظاهي العيش في وطن حنون يضمن حرية و كرامة، لكن سيدي الرئيس ، المشاريع التنموية، الراكدة أو الغير مستحدثة، تحركها و تعمل عليها حكومة بأكثر نجاعة من مؤسسة الرئاسة، دون التقليل طبعا من أهميتها، و أن صلاحيات الرئيس المنصوص عليها بالدستور لا تخول له التحرك بأكثر فاعلية و نجاعة إلا إذا تم إعادة النظر في بعض فصوله، بإتجاه منح صلاحيات أكثر للرئيس، فلا خوف على الديمقراطية و لا إمكانية للرجوع إلى الديكتاتورية، فنصوص الدستور تمنع ذلك أصلا، و لكنها لا تمنح للرئيس هامشا كبيرا للتحرك، النظام الرئاسي بصيغة جديدة سيسمح للرئيس بأن يكون أكثر تأثيرا من أعضاء الحكومة أنفسهم، ناهيك أن صلاحياته كمؤتمن على أمن التونسيين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، تسمح له بإعلان الحرب على أعداء الداخل و الخارج، و ما يلمح اليه الرئيس هم أعداء الثورة و مصاصي الدماء، دماء الأحياء و الشهداء في الداخل الذين إغتالوا أحلام الشباب و التونسيين..
ينتظر التونسيون تحركا حاسما و مؤثرا من الرئيس لا مجرد وعود و عناق، و لا تهمنا مهلة المائة يوم أو غيرها فالرئيس مسؤول منذ توليه الرئاسة، و منذ اليوم الأول، و هو على علم بمختلف الملفات السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية و خاصة الأمنية و الإستخباراتية، فأن تكون مسؤولا على كل هاته الأجهزة، لا يعني أنك تحكم السيطرة عليها، و هذا هو سبب الإيحاءات التي أرسلها للحضور..
يطمئن الرئيس شعبه على المسؤولية و لا يستوحش طريق الحق حتى لو سار فيه وحده، و هذا يدل على صعوبة إقتلاع الفساد و الفاسدين و إن الحرب ضد هؤلاء ليست فقط مسؤولية الرئيس ، بل مسؤولية الناس جميعا، و مسؤولية الشعب مصدر السلطات..
هناك من يعيب على الرئيس طريقة الخطاب، و التخوفات التي ما كان له أن يبوح بها لشعبه و أنه ظهر مرتجلا طالبا حماية من شعبه عوض أن يكون باعث الأمل و مصدرا للقوة و الوحدة الوطنية، و نحن مع من ينتصر للثورة و من يلتحم بالجماهير و هو مؤتمن على مسارها الثوري، سنده شباب صنع ربيع تونس و أحرار آمنوا بالفكرة و بالثورة..
مع الرئيس حتى لا يأتي من يخالف الثورة...
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 194610