زياد كريشان بين الترغيب و الترهيب

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5cd30549da7255.16993000_ompjflngheqik.jpg width=100 align=left border=0>


خالد الهرماسي

زياد كريشان على الأقل وحسب رأيي المتواضع أحد أفضل صحفيي التحليل السياسي فهو يختلف كثيراً عن خط لطفي العماري بوغلاب و أمثالهم لسبب هام جداً وهو أن كريشان ورقة في يد السيستام لم تحترق بعد بالكامل





مما لا ينفي عن زياد كريشان تموقعه​ في قلب السيستام و القوى النافذة حتى أصبح تقريباً عراب كل المناورات خاصة عند إشتداد الضغط و شبح ضياع السيطرة في أماكن النفوذ المالي و السياسي...

ليس جديد عن رئيس تحرير جريدة المغرب لعب هذا الدور المحوري و الجوهري لفائدة أصحاب النفوذ في البلاد فمنذ 2011 خاصة بعد إنتخابات 23 أكتوبر​ كان زياد كريشان رأس حربة تهرية منظومة الترويكا حيث وقع توضيف جريدة المغرب في حملة تشويه و توجيه و دمغجة الشعب التونسي و عمليات غسيل الدماغ التي كان لها الأثر الواضح في خلق أجواء حرب أهلية في تونس نجونا منها بفضل الله...

اليوم و بعد إنهيار السيستام و خسارة كل المعارك التي إستعمل فيها جميع ألأوراق من النخب المثقفة و الؤدلجة و وسائل الإعلام بكل أنواعه إلى جانب النقابات الأمنية المارقة و حتى الإتحاد العام التونسي للشغل الذي كان في وقت ما ليس ببعيد بلدوزير السيستام الذي هدم به الإقتصاد الوطني من أجل خلق وضع الإنقلاب على الثورة بأي شكل من الاشكال وهذا ما حدث تحديداً عن طريق ما يسمى بالحوار الوطني...

وهذا ما بصدد التخطيط له زياد كريشان الذي هو في الحقيقة لا يعمل للحساب الخاص فهو مكلف بمهمة من المؤكد ليست لوجه الله فلكل شيء ثمن....

رئيس تحرير جريدة المغرب كان نشيط جداً هذا الأسبوع حيث كان الإفتتاح بنشر نتائج سبر الآراء الموجهة إتجاه واضح جداً ثم بعد ذلك لقاءه رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي لتبادل الآراء في تشكيل الحكومة وهنا عدة نقاط إستفهام و تساؤلات!!!!!؟?؟؟؟؟...... بأي صفة إلتقى زياد كريشان الحبيب الجملي؟...

اليوم وعلى إذاعة موزايك إحدى أهم أسلحة السيستام كان كرونيك زياد كريشان في شكل ترهيب و ترغيب و سياسة العصا و الجزرة...

حيث قدم كريشان المشهد في شكل كاريكاتوري و لخصه كوضع سريالي و إستعمل كل الفرضيات​ لمحاولة التأثير و الإقناع أن الأمور لن تتغير وأن مشاركة قلب تونس في الحكومة هي مؤكدة ولو بطريقة ملتوية و مخفية كأن يقع تصويت نواب قلب تونس لصالح الحكومة مقابل العيش في سلام و إبعاد شبح السجن عن نبيل القروي...

على ما في هذه الفرضية من إمكانية كبيرة للحدوث لكن هدف زياد كريشان كان واضح جداً وهو إنقلاب الموازين كأن يتراجع التيار و الشعب عن دعم الحكومة ليبقى للسيستام ورقة ضغط على النهضة حتى أن رئيس تحرير جريدة المغرب في نطاق إذا نصحك الغير فأعلم أن شطر النصيحة له​ قال أفضل لحركة النهضة شريك مسالم مثل قلب تونس على شريكين مشاكسين مثل التيار و حركة الشعب!!!!!

وكان قد وجه​ رسالة ساخرة لقوى الثورة التي تطالب بفرض سيادة القرار أن لا تشارك في الحكومة لأن هذا الأمر مثل الحلم أو منامة عتارس بالمعنى المجازي نظرا للوضع الإقتصادي للبلاد حيث تصبح السيادة خيار إما هي أو الإفلاس و ما يترتب عنه...

زياد كريشان الآن هو يقوم بدور رامبو الذي يحاول فك أسر السيستام قبل الإجهاض عليه سياسيا عن طريق حكومة تضم التيار الديمقراطي و حركة الشعب و إئتلاف الكرامة إلى جانب حركة النهضة...

لهذا على القوى الثورية إن أرادت المسك بزمام الأمور عليها​ التواضع و عدم الإستهانة بالسيستام الذي مازال يتنفس ولو إصطناعيا...

المعركة بالنسبة للسيستام هي معركة وجود و هو مستعد للمقاومة إلى آخر رصاصة عنده...


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 193098

Mandhouj  (France)  |Jeudi 21 Novembre 2019 à 19:47           
قوى الثورة و الحرية و التغيير، من دولة دكتاتورية لدولة المواطنة المتساوية، و تساوي الفرص، يجب أن تفهم أن السيستام، لا يتنفس اصطناعيا أبداً، دائماً يتأقلم . و البديل المنشود ، يمر أساساً بنشر وعي المواطنة و الوطنية . و الدولة العميقة تخوض معركة أفكار، لكن أغلب لوبياتها ليس لها خيار سوى مسايرة، حالة الوعي التي يتناغم معها الشعب، وهي غير منتهية، و إنما باقية و ترتقي . المهم هو أن الشعب يدفع الساءس لوضع القوانين و أليات العمل و التسيير، للشأن العام،
التي يحاصر عبرها الفساد، و لا يتسرب من جديد. كما نطلب من المواطن العادي في الطبقة الشعبية و المتوسطة أن يكون مساهم في تنمية البلاد، كذلك الطبقة البورجوازية، معنية بالمساهمة. فالوطن للجميع.
معركة الأفكار ليست سهلة، لكن ربحها جد يقيني من طرف قوى الحرية و التغيير و الديمقراطية و الإصلاح.
#تونس_حالة_وعي


babnet
*.*.*
All Radio in One