هل يمكن للمهندس الفلاحي أن ينجح في إدارة الحكومة؟

حياة بن يادم
استبشرت خيرا بتكليف السيد الحبيب الجملي لتشكيل الحكومة الجديدة. حيث التقيته في مناسبة، تبادلنا خلالها الآراء حول الشأن العام التونسي، وكان ذلك في سنة 2014، بعد إنهاء مهامه ككاتب دولة للفلاحة.
استبشرت خيرا بتكليف السيد الحبيب الجملي لتشكيل الحكومة الجديدة. حيث التقيته في مناسبة، تبادلنا خلالها الآراء حول الشأن العام التونسي، وكان ذلك في سنة 2014، بعد إنهاء مهامه ككاتب دولة للفلاحة.
تطرق الرجل إلى تجربته في الحكم، حيث أحدث لجنة تفكير تضم فريق من الكفاءات، مهمتها تشخيص نقاط القوة كما الضعف للقطاع الفلاحي. مع تحديد الاشكالات الهيكلية، قصد وضع خطة استشرافية شاملة للنهوض بالقطاع، ليلعب دور القاطرة في تطوير الاقتصاد الوطني.
فكان الرجل يتسم بعمق الرؤيا واستيعابه للواقع الاقتصادي للبلاد، و له نظرة استشرافية للحلول المستقبلية. و يتمتع بقدرة على الفعل في إطار فريق يعكس منهجية عمله، التي تعتمد مقاربة تشاركية مع الكفاءات التونسية في إدارة الملفات.
ليعكس بامتياز صفة المهندس الذي يحدد المشكلة و يقوم بتفكيكها و تحليلها قصد إيجاد الحلول و اتخاذ القرارات المناسبة.
كما تطرقنا بحكم انتماءنا لنفس المعهد، المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس، و لنفس الاختصاص و هو الاقتصاد الريفي، ليتحدث الرجل عن التنمية الريفية ووجوب اتباع استراتيجية جديدة للنهوض بالفلاحة، بما أنها المقوّم الأساسي في الاقتصاد الريفي الذي يهدف إلى نموِّ الريف في العديدِ من المجالات التي تهم التعليم و الصحة و البنية التحتية وغيرها.
كما تمت الإشارة إلى وجوب الاستغلال الأمثل للأراضي الدولية، لإعادة دمجها في الدورة الاقتصادية، و تكون بذلك من أهم الحلول لأزمة البطالة.
هذا ما يجعلني أؤمن بأن الرجل، قادر على إدارة فريق ناجع من أصحاب الكفاءة و النزاهة، شريطة وضع عقد تكليف لكل عضو من الفريق، يتضمن القواعد و الاجراءات الواجب اتباعها لصنع القرارات بالشكل الفعّال و السليم تطبيقا لبرنامج الحكومة. و على ضوء ذلك يقع التقييم و المحاسبة.
زيادة على ذلك، يتميز رئيس الحكومة المكلّف عن سلفه، بأنه تونسي بالمائة بالمائة، من حيث تكوينه الأكاديمي بالمعاهد الوطنية و تجربته الثرية في الوظيفة العمومية و القطاع الخاص التونسي، و تجربته كاتب دولة للفلاحة في الدولة التونسية، كما أنه قادم من أعماق الريف.
إنه ليس غريب عن الدولة و يشبه السّواد الأعظم من الشعب التونسي.
لكل ما سبق، و نظرا للمؤهلات و الخبرة الميدانية و الإدارية و الدراية بدواليب الدولة التي يملكها رئيس الحكومة المكلّف، فإن فرص النجاح تبدو وافرة، و إذا اتفق ما سمعته من الرجل و ما عرفته عنه بحكم المجال المشترك، إذا اتفق ذلك مع جهوده على الأرض، و إذا ما ترتكته التجاذبات الحزبية يعمل دون أن ترهقه، فإنه الإقلاع بإذن الله.
يميل البعض إلى السيرة المكتظة بالإنجازات و المهام و الشهائد، يميل البعض الآخر إلى الهيئة الفزيولوجية للمكلّف، و أميل إلى العمل و الإصرار، و الجملي يملك ذلك. مما يجعله كمهندس فلاحي مختص في الاقتصاد الريفي قادرا على النجاح في إدارة الحوكمة.
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 192847