اسكن قرطاج... واحكم بالقسطاس

أبو مــــــــازن
رئيس الجمهورية.. رغبتَ البارحة أن تعود الى بيتك في المنيهلة لتقضي ليلتك هناك ومن ثمّ تعود صباحا للعمل. قد علمنا صدقك فيما قلت ورأينا قربا ومسايرة لسيرة الأولين الطاهرين ولا نحسبك من أهل الرياء ولا صاحب مصلحة خاصة جئت لقضائها فقد صدق اللسان وظهرت السريرة للعيان بعد أن بان التعفف وظهر على وجوه الفاسدين التأفف. فأعانك الله على ما كُلّفت به ولكن..
رئيس الجمهورية.. رغبتَ البارحة أن تعود الى بيتك في المنيهلة لتقضي ليلتك هناك ومن ثمّ تعود صباحا للعمل. قد علمنا صدقك فيما قلت ورأينا قربا ومسايرة لسيرة الأولين الطاهرين ولا نحسبك من أهل الرياء ولا صاحب مصلحة خاصة جئت لقضائها فقد صدق اللسان وظهرت السريرة للعيان بعد أن بان التعفف وظهر على وجوه الفاسدين التأفف. فأعانك الله على ما كُلّفت به ولكن..
هي كيلومترات معدودات تفصل قرطاج الرئاسة عن المنيهلة ولكنّها موطن رزق لآلاف المواطنين ومقصد رزق لعشرات الآلاف وتنقّل الركب الرئاسي صباحا مساء لا يخدم مصلحة هؤلاء ولا أولئك ولا أراك تقبل اثقال كاهلهم وتعطيل مصالحهم وتأخيرهم عن أعمالهم. وأمّا تنقلك في ركب رئاسي مهيب ومحمي فهو أمر تحتاجه تونس قبل أن يحتاجه شخصك. فلتونس هيبتها ومكانتها وأمنك من أمنها وسلامة أبنائها الأمنيين هو عين إقامة العدل وحفظ الوطن.
رئيس الجمهورية.. لك أن تسكن قرطاج فقد حملك الشعب الى ذاك المكان لتقيم عدلا مفقودا بين الجهات وتوقف آلة الفساد وتنتصر لثورة الحرية والكرامة فتكرم شهدائها وتعين جرحاها وتحفظ تونس وقواتها المسلحة من كل سوء. ولعلني أذكرك بالاستاذ الذي يلقي محاضراته في مدرج فخم فلا يهتم البتة بالمقعد الوفير ان انتقص أو توفّر أو التكييف ان حضر أوغاب أو السبورة ان تحركت يدويا أو آليا. فهو مشغول عن كل هذا بدرسه يحاول قدر الإمكان تبليغ طلبته ما يفيدهم ويحرص على ذلك الى آخر لحظة فلا ينصرف قبل الوقت ولا يقدم بعده.
اسكن قرطاج فذاك رمز لسيادة الوطن وقد نلت التكليف المباشر من الشعب صاحب السيادة ولك أن تنتقل كل يوم الى نقاط لم تطؤها أقدام الساسة حيث الفقر المتقع والحرمان السرمدي ولعلك تجد هناك أبناء للوطن لم ينصفهم الماضي القريب ولا البايات وقد تركوا لشدة الطقس ولشظف العيش وأماكن أخرى ليست بالقاصية ولا البعيدة ولكنها على خطوط التماس محرومة مما ينشره الاعلام من ملذات الحياة ومباهجها حتى دغدغت مشاعرهم النقمة والاجرام. تونس الأعماق تنتظر زيارتك المعلنة والفجئية لتراقب عن قرب ما خلّفه الحيف الاجتماعي وما صنعته عصابات المال المتسيسة.
رئيس الجمهورية.. لست أهلا لئن آمر ولكنني ناصح أمين فقد كفاني تذكيرك بسيرة الأولين بعد أن أوغل القوم في استنقاص الخلق الكريم. إنّ عمرا قد هجر مباهج الحكم وتعفف عنها ولكن التاريخ خلّد عدله بين الناس حتى صارت أقواله ومآثره نبراسا تسير عليه حقوق عالمية ولعلني أكتفي بقولته رضي الله عنه "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا".
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 191491