وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا..

نصرالدين السويلمي
التطرّف يولد التطرّف، والفرح الطفولي يصلح لتوشيح المناسبات الطفوليّة، أمّا السياسة فتحتاج إلى ترشيد الفرح حتى لا يلتهم الأفراح الأخرى، نحن أمام محطة مهمّة دخل فيها الرئيس قيس سعيّد قصر قرطاج، بعد أن حاز على شعبيّة واسعة، لكن من العيب القول أنّ قرطاج عادت للشعب بعد 60 سنة، تنتشر هذه العبارة المستفزّة، وكأنّ اللحظة تلتهم كل المنجز وتعيش لذاتها حتى تأتيها لحظة أخرى تلتهمها وتلعن اليوم الذي دخل فيه قيس قرطاج!!! ما هكذا نبني انتقالنا الديمقراطي، علينا أن نتحدّث عن صيرورة الانجازعن المراكمة، أمّا اللحظة التاريخيّة الفريدة فانتهى أمرها حين دخل محمد المنّصف المرزوقي إلى القصر، هناك قامت الثورة باسترداد قصورها من قرطاج المرزوقي إلى القصبة الجبالي إلى باردو بن جعفر، ثم تعرّضت الثورة إلى نكسة أو ما يبدو أنّها نكسة، كان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في مستوى الحدث، أبطل مفعول النكسة وسفّه دويلة الخراب المنفّطة ورفض بيع القضيّة، ترك السبسي بصماته ورحل، أخطأ ولم يخن، ساهمت جذوره البلديّة البرجوازيّة في التكبّر على غلمان الزوائد الدودية.
التطرّف يولد التطرّف، والفرح الطفولي يصلح لتوشيح المناسبات الطفوليّة، أمّا السياسة فتحتاج إلى ترشيد الفرح حتى لا يلتهم الأفراح الأخرى، نحن أمام محطة مهمّة دخل فيها الرئيس قيس سعيّد قصر قرطاج، بعد أن حاز على شعبيّة واسعة، لكن من العيب القول أنّ قرطاج عادت للشعب بعد 60 سنة، تنتشر هذه العبارة المستفزّة، وكأنّ اللحظة تلتهم كل المنجز وتعيش لذاتها حتى تأتيها لحظة أخرى تلتهمها وتلعن اليوم الذي دخل فيه قيس قرطاج!!! ما هكذا نبني انتقالنا الديمقراطي، علينا أن نتحدّث عن صيرورة الانجازعن المراكمة، أمّا اللحظة التاريخيّة الفريدة فانتهى أمرها حين دخل محمد المنّصف المرزوقي إلى القصر، هناك قامت الثورة باسترداد قصورها من قرطاج المرزوقي إلى القصبة الجبالي إلى باردو بن جعفر، ثم تعرّضت الثورة إلى نكسة أو ما يبدو أنّها نكسة، كان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في مستوى الحدث، أبطل مفعول النكسة وسفّه دويلة الخراب المنفّطة ورفض بيع القضيّة، ترك السبسي بصماته ورحل، أخطأ ولم يخن، ساهمت جذوره البلديّة البرجوازيّة في التكبّر على غلمان الزوائد الدودية.
كان المرزوقي رجل المرحلة وتصدى بقوة إلى الثورة المضادة، حينها كانت تونس الحرّة كل تونس الحرّة تقاتل على جبهة التمكين السياسي، ثم جاء السبسي واستعمل مكره واستعان بدهاء سياسي طويل ولاعب الوباء الإقليمي، سايره ولم يسقط في حباله، وعندما سحبه الموت من القصر لم يترك قنابل موقوتة، وإنّما تركها سلسلة انتقلت بسهولة، قد لا نتفق مع الكثير من سلوكيات الراحل لكنّه لم يخن التجربة ولم يتحالف مع الجمر الخبيث لإجهاض الثورة، بين المرزوقي والسبسي كانت النهضة جاهزة لصناعة التوازن وإسناد التجربة بحكمة ،أسهمت في ترشيد الاندفاع الثوري وقلّمت طموح الثورة المضادّة وأوجدت مساحة للتعايش ضمن المشترك الديمقراطية، أدارت النهضة التجربة بعقليّة -الثورة تنتصر وليس الثورة تنتقم-، وها نحن ننتصر ولا ننتقم، تمضي التجربة دون حبال المشانق ولا محاكم الثورة ولا تأميم المال الخاصّ، لا ولم نسمع عن إعلان المصادرات الشاملة.
لم تُنصب المشانق، ولم تُفتح الزنازن على مصراعيها ولم تنتصب المحاكم الخاصّة، بل وشاركت المنظومة القديمة في السلطة، بل وتزعّمت من جديد بالصناديق، وعادت و اندحرت بالصناديق، لقد اختارت تونس جيش الشعب وسلاح الصناديق لإدارة معركة الثورة، واليوم وبعد 9 سنوات اكتشف الجميع بل اكتشف العالم أنّ الطريق الذي اختارته تونس أنجع بكثير من ذلك الذي اختارته مصر وسوريا واليمن وليبيا، حتى ثورة عام سبعطاش البولشيفيّة التي بدأت بالمشانق والدم ابتلعها الموت بعد أن ابتلعت ملايين الجثث، لقد تحرّكت الجيوش العربيّة قبل نصف قرن فلم تتحقق انتخابات واحدة بعد نصف قرن، فيما تحرّك الشعب التونسي فصنع انتخاباته الأولى بعد أقل من سنة على ثورته.. كل الرؤساء والزعماء الذين مرّوا على هذه الثورة كانت لهم بصماتهم، كانت شجاعة المرزوقي وحكمة الغنوشي ودهاء السبسي وأمانة قيس سعيّد.. ومازالت تونس ولّادة..
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 191490