الأحصنة الرابحة للإسلاميين وقيس سعيد

بقلم عمار عبيدي
لا أعرف لماذا يغضب جمهور حركة النهضة وما حولها من إسلاميين وحتى أولئك الذين يدعمون الأستاذ قيس سعيد من مجموعة الإعلاميين والسياسيين الذين يعيدونهم للسلطة في كل مرة. طبعا الأمر ليس بنظرية مؤامرة فلن يذهب خيالي إلى أن لطفي العماري أو حمزة البلومي أو محمد بوغلاب تابعون خفية للإسلاميين بل هم ملتزمون جدا باعتراض الإسلام السياسي، وإخلاصهم خرافي في هذا الأمر غير أن عملهم علميا يؤدي بالضرورة لنجاح الإسلاميين ونجاتهم كلما ضاقت الأرض بما رحبت.
لا أعرف لماذا يغضب جمهور حركة النهضة وما حولها من إسلاميين وحتى أولئك الذين يدعمون الأستاذ قيس سعيد من مجموعة الإعلاميين والسياسيين الذين يعيدونهم للسلطة في كل مرة. طبعا الأمر ليس بنظرية مؤامرة فلن يذهب خيالي إلى أن لطفي العماري أو حمزة البلومي أو محمد بوغلاب تابعون خفية للإسلاميين بل هم ملتزمون جدا باعتراض الإسلام السياسي، وإخلاصهم خرافي في هذا الأمر غير أن عملهم علميا يؤدي بالضرورة لنجاح الإسلاميين ونجاتهم كلما ضاقت الأرض بما رحبت.
الأمر ليس لغزا بقدر ماهو عبث دوري بمهنة الإعلام و سمعة الإعلام الوطني ففي الوقت الذي ينتظر التونسيون أن يدرس الإعلام قضايا الفقر والحرمان والبطالة وتردي الخدمات الصحية وانهيار البنية التحتية وغياب الأمن في الطريق وتفشي السطو والعنف المسلح؛ يفتح الإعلام ملفات أخرى تماما لا علاقة لها بواقع التونسيين ويصبح الأمر مطاردة لقضايا ثانوية أغلبها ليس له وجود أو حججه ضعيفة.
لقد منح بعض الصحفيين ائتلاف الكرامة مثلا فرصة قوية لاظهار نفسه كمدافع حقيقي عن المدرسة ليست القرآنية فقط بل المدرسة بصفة عامة ورغم الكم الهائل من التخويف من مدرسة الرقاب كانت النتيجة عكسية وتحمس الناخبون لقضايا راشد الخياري وسيف الدين مخلوف أكثر من حماس الاخرين لقضايا الخطر من المدارس القرآنية.
لقد وضع محلّلو التلفزات والإذاعات التونسية (التلفزات والإذاعات الخاصة بالأساس) نظرية وضع الأجندة نصب أعينهم وسطروا بكل "براعة" هزيمة القوى الحداثية أو ما يصطلح على تسميته بالعائلة الديمقراطية الوسطية؛ وذلك من خلال التركيز على نقاط كانوا يظنون عبثا أنها دافع لتجنيد التونسيين في طوابير الإنتخابات.
وكانت نقاط مثل الجهاز السري والاغتيالات والمدارس القرآنية والعفو التشريعي العام... هي الخطوط العريضة للأجندة التي وضعت للتونسيين وهو ما يتعارض مطلقا مع نظرة الناخبين لواقعهم، بل الأخطر من ذلك أن السياسيين المحسوبين على هذه العائلة ابتلعوا طعم الأجندة وكان أولهم عبد الكريم الزبيدي في الإنتخابات الرئاسية ومن بعده كل الأحزاب والقائمات المنضوية تحت مظلة الوسطيين وهو ما أحدث زلزال الهزيمة المدوية ووضع حدا للطريق المسدود الذي سار فيه هؤلاء فوجدوا أنفسهم وحدهم في الطريق المؤدي للأجندة التي وضعوها.
لقد كان لسان حال الأستاذ قيس سعيد يقول شكرا لكم أيها الأصدقاء لطفي العماري ومايا القصوري وغيرهما... وقد لا نبالغ هنا ان قلنا بأن الناخب التونسي نفذ كل ما عارضته النخب الإعلامية والسياسية في تونس بدقة بالغة؛ هنا نتحدث عن الذين ذهبوا للإقتراع أما من تراجعوا فلسان حالهم يقول: لقد سمعنا منكم قبل انتخابات 2014 ولم تنجح الخطة.
العقل التونسي أعمق بكثير من محاولة توجيهه إلى سيناريو وضع البلاد تحت حكم شخص غير قادر على ضمان المسار الديمقراطي ورغم ما قد تجده في الشارع أو حتى الفايسبوك من تنافس كبير في إبراز رفض حركة النهضة والإسلاميين إلا أنه لا ملجأ لقطاع واسع من التونسيين سوى حركة النهضة لتجنب الوقوع في سيناريوهات المجهول الحقيقي أو الإستبداد لذلك فإن من دواعي سرور العائلة الإسلامية والمستقلين استمرار حالة الهذيان الإعلامي وانحراف الأجندات عن جادة العقل التونسي العميق.
وفي تقديري البسيط استمرار الخطابات القديمة في الإعلام هو تأبيد لحكم نفس الأطراف ووأد لأي محاولة تجديد في تونس قد يكون هناك متسع بسيط جدا لإدراك أن هذا الكلام حقيقي وليس أجندة لجهاز سري في الإعلام.
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 190624