هكذا أوقف مورو ''ماكينة الدمغجة الإعلامية'' في ليلة السكاكين الطويلة على قناة التاسعة!

طارق عمراني
الساعة الواحدة بعد الزوال من يوم أمس الخميس كان الأستاذ عبد الفتوح مورو حاضرا على أمواج إذاعة موزاييك في برنامج ميدي شو، ليبهر و يقنع و يلجم و يصول و يجول و يغلق كل المنافذ أمام مقدّم البرنامج الذي أراد المراوغة و إحراج الضيف بأسئلة أشبه ما يكون بوثيقة إستجواب في أحد مراكز الإيقاف زمن الإستبداد و لكن عبثا فببرودة دمه و سرعة بدبهته و موسوعية ثقافته، تمكن القاضي و المحامي و رئيس البرلمان و السياسي المخضرم من التحكم في مجريات الحوار و تغيير دفته كما يشاء، متى يشاء و الى أين يشاء ليحقق بث الحلقة على المباشر في صفحة موزاييك على الفايسبوك أرقاما قياسية ضجت بالتعاليق المعجبة و المندهشة بسلاسة لغة الضيف و طرافته.
الساعة الواحدة بعد الزوال من يوم أمس الخميس كان الأستاذ عبد الفتوح مورو حاضرا على أمواج إذاعة موزاييك في برنامج ميدي شو، ليبهر و يقنع و يلجم و يصول و يجول و يغلق كل المنافذ أمام مقدّم البرنامج الذي أراد المراوغة و إحراج الضيف بأسئلة أشبه ما يكون بوثيقة إستجواب في أحد مراكز الإيقاف زمن الإستبداد و لكن عبثا فببرودة دمه و سرعة بدبهته و موسوعية ثقافته، تمكن القاضي و المحامي و رئيس البرلمان و السياسي المخضرم من التحكم في مجريات الحوار و تغيير دفته كما يشاء، متى يشاء و الى أين يشاء ليحقق بث الحلقة على المباشر في صفحة موزاييك على الفايسبوك أرقاما قياسية ضجت بالتعاليق المعجبة و المندهشة بسلاسة لغة الضيف و طرافته.
انتهت الجولة الأولى، ظهرا بإنتصار صريح للأستاذ مورو على الماكينة الإعلامية.
الساعة التاسعة مساء.. على قناة التاسعة برنامج "ساكن قرطاج"... الماكينة تريد الثأر من "مورو المذهل" بعد هزيمة الظهر فأي هزيمة أخرى تعني تعبيد طريق الدور الثاني من الرئاسية أمام مرشح النهضة...
البداية كانت بالمفتّحات في علاقة بالنمط المجتمعي و حديث بوبكر بن عكاشة عن مشروع المساواة في الميراث و استنطاق الضيف الذي اعتبر ان القانون ممزق للمجتمع التونسي و في صورة توليه للرئاسة فإنه سيستوفي صلاحياته فيه بإعادة عرضه على البرلمان او استفتاء الشعب قبل إمضائه و رفضه القطعي لصيغته الحالية و بالطبع كانت إجابة شافية من قانوني ملمّ بالإجراءات سواء الدستورية أو الإدارية، ليمر بن عكاشة إلى الطبق الثاني و هو علاقة عبد الفتاح مورو برئيس حركة النهضة راشد الغنوشي طيلة 50 سنة و أسباب الدفع بمورو للإنتخابات الرئاسية بدل تقدّم الغنوشي لها خوفا من تبعات الخسارة و كالعادة كان تحليل مورو منهجيا مقنعا بشرح و تبسيط تغير موقف الحركة من ترشيحه من الرفض القاطع الى الإجماع .
- فقرة الصحفية سندة طاجين رئيسة تحرير موقع بيزنس نيوز، و كالعادة تحدثت عن موضوع "الركايب" الشهير المستهلك ليؤكد لها الضيف أن تصريحه كان في سياق إستحثاث الشباب على العمل السياسي، معتبرا أنه خلال 5 سنوات دأب على إدارة جلسات البرلمان لعشرات الساعات دون إنقطاع ، ثم قامت الصحفية بعرض مقطع مفبرك من مداخلة الاستاذ مورو في منتدى الوسطية بعمان الأردنية سنة 2013، و هو ما يمثل فضيحة إعلامية مرت مرور الكرام بإقتطاع مقطع أو أخذه كما هو من مواقع التواصل الإجتماعي دون الثبت من ذلك و هو ما استوجب اعتذار مقدم البرنامج بسبب قلة المهنية.
اقرأ أيضا: بوبكر بن عكاشة يعتذر

- فقرة حسام حمد... كعادتها كانت فقرة ركيكة سمجة قابلها الأستاذ مورو بروح فكاهته المعتادة رغم تضمنها لمقاطع تدخل في دقائق حياته الخاصة، علاوة على إجترار مقابلة وجدي غنيم سنة 2012، و موضوع "الركايب" مرّة أخرى!
- فقرة الناجي الزعيري، مدير تحرير برنامج ميدي شو في إذاعة موزاييك، كانت من أخطر الفقرات و ربما هي بيت قصيد الحلقة و زبدتها حيث كانت أسئلتها أسئلة أمنية غايتها ارباك الضيف و إحراجه و محاولة هرسلته لإقتلاع تصريح أو زلة لسان، فكان السؤال عن فصل النهضة السياسي عن الدعوي، و آخر عن الجهاز السري و النبش في التاريخ، ثم سؤال عن علاقة النهضة بتنظيم الإخوان و زيارة الغنوشي سنة 2012 للمقطم المصرية و مقابلة المرشد بديع، و بطبيعة الحال تمكن الأستاذ مورو من تجاوز حقل الالغام بقدرته على المناورة و المخاتلة و تكييف الأسئلة بطريقته الخاصة، ثم كانت نهاية الفقرة بسؤال ركيك عن علاقة مورو بتركيا و أردوغان إستنادا لصورة مع الرئيس التركي لتجود قريحة الزعيري بملاحظة مضحكة "سمعتك سي عبد الفتاح تغني بالتركية" ليجيب الأستاذ مورو بشكل ساخر "اللهم انت ماتفرقش بين الألمانية و التركية ".
في نهاية البرنامج اعترف الكرونيكور لطفي عيسى للأستاذ مورو بإعجابه بقدرته على المناورة و كيف لا و هو الذي تمكن من تخطي برنامح مفخخ (بالمعنى الاعلامي) في ليلة السكاكين الطويلة التي سعت خلالها قاعة العمليات الى إحراق" ورقة عبد الفتاح مورو" نهائيا غير أن بلاغته و فطنته مكنتاه من الخروج منتصرا و ربما عبّد لنفسه طريق الدور الثاني في الانتخابات الرئاسية.
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 188185