رجّة المطار وزلزال مجاز الباب..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5d60875c4a9fc7.64528410_opihgflqmnkej.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

هناك الفرح الوطني والفرح اللاّوطني، هناك الفرح الرجولي والفرح الطفولي، هناك الفرح البالغ والفرح القاصر.. الكثير من أنواع الفرح منها المشروع ومنها الموضوع، فاين أو بالأحرى كيف نبوّب الفرح السياسي باعتقال القروي وتفتيش حافظ في المطار ومن فعل ذلك سبق وأرسل بعثة أمنية إلى بيت عبد العزيز الداغسني، كيف يمكن ترتيب الفرح بالايقافات والاقتحامات والمضايقات، خاصة ونحن ندرك أننا بصدد سلوك يرضي هذا الى حد التخمة ويغضب ذلك الى حد الهستيريا، سلوك يستعمل القانون كقشرة تخفي تحتها حسابات دقيقة وعميقة ومشحونة بعقلية الثأر والتناحر، علينا أن نفرح بتطبيق القانون وليس باستعمال القانون لتصفية الخصوم، علينا أن لا نخاف من القانون، فان سُجنا بموجبه اليوم وبوجه حق لمدة ثلاثة أشهر، فإنه وحده من سينقذنا في الغد من الأشغال الشاقة وبدون وجه حق، لذلك علينا أن نخوض معاركنا لتثبيت قانون تونس وليس قانون الشاهد، فشاهد الحق قد يتحول في غده إلى شاهد زور، يجب أن نتيقن جيدا من حقيقة رجة المطار التي خلخلت السبسي الصغير، وزلزال مجاز الباب الذي أسقط القروي نبيل.






قبل الشاهد وقبل الحديث عن الاستعمال الموجه للقانون، يجب ان نعترف انه سبق للرئيس الراحل استعمال القانون بأشكال غير سليمة "وتلك عبارة لطيفة تراعي حرمة الميت" كان ذلك حين تدخل لإطلاق سراح برهان بسيس، دون أن يخضع السراح الى اباعد انسانية او صحية أو أسرية او لمصلحة وطنية، لقد ابتدع الباجي قائد السبسي ما يسمى بالسراح الحزبي! أو السراح الإبني! تدخل للعفو عن برهان لدواعي حزبية أو لدواعي ابنية، لمصلحة الحزب أو الابن، كانت تلك بداية الانتهاكات في صورها البشعة، ثم أقدم حافظ قائد السبسي على جريمة اخرى في حق المنظومة التشريعية، حين استضاف القروي في القصر واشترك معه في الاستحواذ على ختم الرئاسة ورفض التوقيع على القانون الانتخابي.


بعد رحيل الباجي باشر الشاهد عملية تحريك موجهة للقانون، كان ذلك حين عاقب حركة النهضة على قرار الترشيح من الداخل، بإرسال مجموعة امنية الى بيت القيادي النهضاوي عبد العزيز الدغسني وما تبع ذلك من اشارات مهينة، وصلت الى حد تهديد زوجته باستضافتها قريبا لدى اجهزة الامن. والى ذلك من التحركات الارتجالية للقانون، تلك المشوبة بالهواجس مثل توقيت ايقاف القروي وإيقاف حافظ قائد السبسي وتفتيشه في المطار والبيان الذي أصدرته الداخلية والذي اعتبر مسألة الإيقاف عادية، عبارة عن تفتيش روتيني على خلفية معلومات تؤكد دخول المعني الى تونس بكمية كبيرة من الأموال! ونحن ندرك أن نفس المطار خرجت منه بدرة قعلول سالمة رغم التهم التي تلاحقها، نحن أيضا ندرك أن القانون الذي أوقف القروي فشل لمدة طويلة في إيقاف الحبيب عمار وكمال لطيف وكل الذين ليست لهم مشاكل تذكر مع صاحب الزر الأمني.


ان يتم ايقاف حافظ قائد السبسي في المطار فذلك من صلب اختصاص الاجهزة الامنية إذا كان الأمر خاضعا بالكلية الى روح القانون، لكن ان يعبر السبسي الابن مطار تونس 23 مرة بالتمام والكمال تحت صفة ابن الرئيس، ثم حتى إذا مات الأب وسحب اللقب وعبر الابن للمرة 24، تفطن إليه القانون والقى عليه القبض وتم تفتيشه بكل حزم، حينها علينا أن ندقق ونُمعن نَتحرى، علينا أن نمارس أعلى درجات الاحتياط، لأننا لا ندري بالتحديد هل هو القانون حين يأخذ مجراه، أم أن حافظ السبسي تعرض الى وشاية سياسية، أم أن الأمر أبلغ من ذلك وان السبسي الابن تعرض إلى وشاية سيادية. دققوا جيدا لأنها إن كانت وشاية سيادية لن تقف عن هذا الحد، اليوم حافظ وفي الغد المرزوقي وبعده العريض وعبو.. سيلقطونكم كعبة.. كعبة.. زنڨة..زنڨة.. دار.. دار.. سيقولون لكم انه القانون، والذين يحسنون فتح صفحات التاريخ يدركون أن قيادات مجالس الثورة في بلاد العرب أعدمت خصومها بالقانون وقننت الثروات بالقانون وتخلصت من المعارضة بالقانون، وطهرت محيطها بالقانون، ثم وبالقانون ذبح زعيم مجلس قيادة الثورة جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة.. كله بالقانون.. كله بما يرضي الله، وذلك بشهادة مفتي الديار.

إذا لنحذر القانون الأعور الذي يرى هنا ولا يرى هناك، ونحذر أكثر من القانون الأحول، ذلك اخطر! ذلك ضربته ماكنة... سيقول قائلكم ما به جراية؟ سيقول قائلهم انه مجرم، انه من الشق الآخر!!! سيقول قائلكم ماذا عن الشق المتناحر مع شق جراية؟ سيقول قائلهم انه ملاك، إنه من شقّنا النظيف!!! وحتى لا تذرونا الشقوق ، حتى لا تلهوا بنا يد الشقوق هنيهة وتعود تجمعنا بعد شتات، حتى لا تنثرنا الشقوق فوق الثرى فنتناثر كتناثر العبرات.. حتى نقطع مع ثقافة القطيع ونكرّس ثقافة المواطن الذكي، علينا ان نمارس فرح المواطنين..علينا أن لا نمارس فرح المستوطنين.


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 187866

Matouchi  (Tunisia)  |Samedi 24 Août 2019 à 12:41           
يا غنوشو.......تمشيش تلوج في عصفور نادر.....يطلع لك...ذيب أعور

ما تسمعش كلام ذراريك...راهم مكثرة سنين الحبس....و من كثرة ما سمعوا كان العصافر...والحمام واليمام والطيور ...ما عندهم حتى فكرة على الدببة والذيوبة والضباع


قوللهم يحلو عبنبهم العصفور عصفور ....والكبش كبش.....والجمل جمل....وماهم يموتو على لحم البرشني.....زادة البرشني برشني......والذيب ما ينجم يكون كان ذيب

Mandhouj  (France)  |Samedi 24 Août 2019 à 10:38           
نريد إستكمال المسار الدستوري، حتى تكون الدولة و الشعب في مأمن من قوانيين الأشخاص، و الأطراف المتحكمة، رسميا أو الأطراف النافذة عن طريق الدولة العميقة. لا نبكي فلان و لا علان، و لا نفرح لايقافهم. لا نريد عقاب أشخاص و لا أحزاب لأنهم اتخذوا قرارات غير مرضية لطرف أو آخر. نريد دولة كما يصفها الدستور، دولة مدنية ديمقراطية ، دولة الشفافية، و العدالة. ليس هناك أحد فوق القانون. و القضاء ليس منظمة أو منظومة لها رسالة سياسية تنفذها. العدالة العدل و بس.

Nouri  (Switzerland)  |Samedi 24 Août 2019 à 08:47           
هنالك فرصة وحيدة للشاهد كي يقوم بضربة قوية واتوقع ستظمن له الرآسة بنسبة عالية وهي إقاف كمال اللطيف والحبيب عمار وارجاع برهان بسيس للسجن.
هل يفعلها ؟

BenMoussa  (Tunisia)  |Samedi 24 Août 2019 à 06:32           
مقال جميل ووصف دقيق وضافي للواقع اليومي في تونس وغير تونس لولا الجملة الاعتراضية وصيغتها الوجوبية "علينا أن لا نخاف من القانون، فان سُجنا بموجبه اليوم وبوجه حق لمدة ثلاثة أشهر، فإنه وحده من سينقذنا في الغد من الأشغال الشاقة وبدون وجه حق"

Nouri  (Switzerland)  |Samedi 24 Août 2019 à 06:03           
هذا المقال فيه وعليه مثل الايقافات صحيح فيها وعليها.
قد يكون الشاهد يستغل اليوم آليات القانون لحملته الانتخابية لكن الشعب التونسي اضنه ليس غبي كي لا يفهم ذلك وقد تكون النتيجة عكس ما كان يعتقده الشاهد وتكبده هزيمة شرسة.
نعم لتطبيق القانون كل يوم ولا عند كل حملة انتخابية فقط.


babnet
*.*.*
All Radio in One