مورو ليس إمّعة…والنهضة ليست KGB

نصرالدين السويلمي
رئيس الحركة في العاصمة، رئيس مجلس الشورى في مدنين، نائب رئيس الحركة في زغوان، النائب الثاني للحركة في جندوبة، كلهم في مهمة تمهيدية لإطلاق الحملة الانتخابية المرتقبة للمرشح النهضاوي عبد الفتاح مورو، رغم ذلك ما زال الحديث يدور حول جس النبض و الترشيح الشكلي وحول تسمين مورو شعبيا للدخول به في حوار مثمر حول مكاسب أكبر وحظوظ اكثر، مازال البعض يروج الى ان مورو سيتخلى عن سباق الرئاسة لغيره مقابل المزيد من الحظوظ أمام الغنوشي لمنصب رئاسة البرلمان! مازال الحديث على أن كل ما نراه أمامنا في الصورة ليس إلا خدعة سينمونهضاوية، وان للاتفاق وجهه الآخر غير الذي تبديه الحركة!! ونحن على بعد اربعة اسابيع فيما بعضهم يذيع على موجة الخيال العلمي او اقله على موجة عبد العزيز العروي، قصص اقرب الى الفلكلور منها الى واقع حركة النهضة وموازين القوى بداخلها وقيمة الرجل الذي اهّلته للسباق الأكثر جاذبية في عالم السياسة.
رئيس الحركة في العاصمة، رئيس مجلس الشورى في مدنين، نائب رئيس الحركة في زغوان، النائب الثاني للحركة في جندوبة، كلهم في مهمة تمهيدية لإطلاق الحملة الانتخابية المرتقبة للمرشح النهضاوي عبد الفتاح مورو، رغم ذلك ما زال الحديث يدور حول جس النبض و الترشيح الشكلي وحول تسمين مورو شعبيا للدخول به في حوار مثمر حول مكاسب أكبر وحظوظ اكثر، مازال البعض يروج الى ان مورو سيتخلى عن سباق الرئاسة لغيره مقابل المزيد من الحظوظ أمام الغنوشي لمنصب رئاسة البرلمان! مازال الحديث على أن كل ما نراه أمامنا في الصورة ليس إلا خدعة سينمونهضاوية، وان للاتفاق وجهه الآخر غير الذي تبديه الحركة!! ونحن على بعد اربعة اسابيع فيما بعضهم يذيع على موجة الخيال العلمي او اقله على موجة عبد العزيز العروي، قصص اقرب الى الفلكلور منها الى واقع حركة النهضة وموازين القوى بداخلها وقيمة الرجل الذي اهّلته للسباق الأكثر جاذبية في عالم السياسة.
سذاجة أن يعتقد البعض ان شخصية في قيمة وتاريخ عبد الفتاح مورو وما يحمله من كنوز معرفية وتجربة وعلاقات متوغلة في مختلف النسيج المجتمعي ونائب رئيس الحركة والرجل المؤسس لأكبر حزب على الساحة والشخصية التي يقود حزبها البلاد منذ 2011 وقاد المعارضة منذ 1981، سذاجة أن يروج البعض الى ان رئيس البرلمان التونسي لا يراهن بجدية على منصب الرئيس وإنما يقوم بدور "الجبّاد" الذي يسحب السباق الى المزيد من التشويق ومن ثم الى المزيد من المكاسب، وكأنّ حقيبة وزارية و 3 كتاب دولة وبعض المناصب السامية في الوزارة والسفارة جاذبيتها أكثر من جاذبية منصب رئيس الجمهورية التونسية، أو كأنّ عبد الفتاح مورو شخصية امّعة أُعدت للاستهلاك السياسي، وكأنها أتت به النهضة في جلسة أقرب إلى جلسات الــ"KGB " لتناور به ثم تصرفه ، بينما يظل في السباق ازلام بن علي والجنس الثالث وعشاق البيّادة والبيّادة بحد ذاتهم والبايْدة وبنت النظام البايد، وكأنّ قيمة عبد الفتاح مورو أقل من قيمة "ديشي" بن علي وكانّ النهضة وحدة استخباراتية واحدة بقرار واحد وكلمة واحدة ذات مفاتيح سرية، لا تحتاج غير الزر ، في حين أن الصورة ابعد عن ذلك، فالحركة وبعد سجالات طويلة وساخنة وبعد ان حشدت جميع المؤسسات حججها، وبعد حالة من المد والجزر الحاد، انتهت إلى خيار الترشيح من الداخل، ثم وضمن عملية ترشيد واسعة استقر امرها على نائب الرئيس عبد الفتاح مرور لاعتبارات كثيرة ابرزها استحالة الدفع بزعيمها راشد الغنوشي الذي يتعامل معه الخضم الايديولوجي كجدار ايديولوجي سميك وتتعامل معه الثورة المضادة كخصم زئبقي في معاركه معها فشلت طوال سنوات في تثبيته لقنصه، وتتعامل معه قوى الثقافة الفرانكولائكية كعنوان بارز لثقافة مشدودة بالهوية والثوابت، لذلك هو محل متابعة وتفتيش من الشرطة الايديولوجية والانقلابية والثقافية، ويتعرض منذ سنوات الى طحن اعلامي ممنهج، وعليه تمت الاستعانة بشخصية في ثوب مورو ليست لها معارك طويلة صاخبة مع منصات النفوذ العريقة في عالم البطش، اختارت النهضة شخصية لم تشكل العنوان الابرز ضد بن علي ولا ضد ثورته المضادة ولا ضد الغرفة الاقليمية الماكرة التي تعتبر الغنوشي احد الحواجز المستعصية التي منعت مرورها الى مصرنة التجربة التونسية.
اتخذت الحركة قرارها بعد عملية شد مخيفة وغير تقليدية بين مؤسساتها، ثم وبعد القرار نُسخ الرأي الآخر واحتشد الجميع خلف قرار الترشيح من الداخل.. اختارت النهضة أن تأخر زعيمها المصاب إصابات حادة وبليغة ومباشرة، وخيرت دخول السباق برجل لبق ذكي لم تنهكه الجبهات وليس في جسده بضع ومائتين من ضربة وطعنة ورمية.
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 187575