الى أهل الرياضيات في هذا البلد ... ''هل آن الأوان للكف عن تدريس الرياضيات بالطريقة التي تُدَرس بها الآن ؟؟؟ ...''

عمر التايب
متفقد التعليم الثانوي و الاعدادي
متفقد التعليم الثانوي و الاعدادي
“إنّ تدريس الرياضيات مثلما يمارَس اليوم يفسّر لماذا يتأخّر الفكر… "
الحساب من الكفايات الأساسية التي يمثّل التمكّن منها، بالإضافة إلى اللغة الأولى من الأولويات التربوية المطلقة في جميع المراحل التعليمية، وبخاصة في مرحلة التعليم الأساسي.
تشير الأبحاث إلى أن تدريس الرياضيات للأطفال في سن مبكّرة، قبل المدرسة، يتسبب في رفع مستواهم الدراسي في الرياضيات والمواد الدراسية الأخرى في المراحل المقبلة.
وتؤكد جميع الدول المتقدمة أن التمكّن من الرياضيات واللغة الأولى شأن تنموي بحت، إذ يستحيل لدولة ما أن تتقدم دون تمكين شعبها من اتقان المعارف والمهارات الأساسية المرتبطة بالحساب والقراءة والكتابة والتفكير النقدي والإبداعي والتواصل والتعاون.
فما يكتسبه التلميذ في الرياضيات يساهم في إغناء رصيده اللغوي وإكسابه قدرة أكبر على التواصل، والاندماج داخل المجتمع على الصعيد الوطني والدولي.
لكن، للأسف الشديد، لم تسع تونس بشكل جدي إلى يومنا هذا إلى إصلاح وتطوير منظومة تدريس الرياضيات، إذ لم يواكب البرنامج الرسمي لمادة الرياضيات آخر التوجهات الدولية، رغم ما فيه من ثغرات مؤكدة في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي.
كما أن إستراتيجيات التعليم المستخدمة في المدارس والمعاهد مازالت متخلفة وغير مواكبة لبعض التجارب الدولية الناجحة في تدريس الرياضيات. وإن عدم ملاءمة البرنامج الرسمي التونسي الخاص بمادة الرياضيات والثغرات والصراعات الكثيرة التي تنخر منظومة التكوين في بلادنا وتخلف معظم الممارسات التربوية المرتبطة بتعليم وتعلّم وتقويم الرياضيات وعدم توفير الدعم اللازم للتلاميذ منذ سنّ مبكرة تمثل جميعها عوامل ضامنة للأداء التربوي الضعيف والهدر المالي والبشري المستدام في تونس.
انّ معظم التلاميذ التونسيين لا يتقنون الرياضيات وعدم التمكن من المهارات والمعارف الحسابية بشكل مبكّر ستكون له حتما تداعيات كثيرة وخطيرة على التمكن من مادة الرياضيات وباقي المواد الدراسية وحياة التلميذ بشكل عام.
واعتبارا للتكامل الواجب تحقيقه بين مختلف الأسلاك والمراحل التعليمية، لابد من الانطلاق من مبدأ هام يتمثل في كون مادة الرياضيات، بمختلف مكوناتها عملية تربوية أساسية تستهدف تكوينا للتلميذ يتكامل فيه الجانب المعرفي والجانب الوجداني والجانب السلوكي إضافة إلى أن مثل هذا التكامل في أبعاده الفكرية والنفسية والاجتماعية كفيل بتمكين المتعلّم من القدرة على التفاعل مع العالم الخارجي و الاستقلال المعنوي والثقة بالنفس والاعتماد على الذات إضافة الى تنمية روح الإبداع والمبادرة والتنافس الشريف
و القدرة على تحقيق ذاته وإنماء شخصيته وثقته بمؤهلاته الشخصية وعلى التواصل والاستعداد للعمل الجماعي.
انّ تدريس الرياضيات في تونس لم يواكب التطوّرات الحاصلة في جميع أنحاء العالم ولا الكفايات الأساسية للقرن 21 ... و عليه يجب الإسراع بتجديد الرامج الرسمية و الكتب المدرسية و طرق التدريس و التقييم و إعادة النظر في منظومة الامتحانات الوطنية ...
ماهي أهداف و مخرجات تدريس الرياضيات في تونس، ماذا نريد من تدريس الرياضيات؟
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 185888