اختفاء خاشقجي.. الضربة الاستخبارية المزدوجة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5bb9bf13798651.05870426_gjopfnhimkelq.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــازن

لنسلّم أولا أنّ في عالم صغير كالذي نعيش داخله لا يصعب اختفاء خاشقجي على الاستخبارات العالمية فهي تعرف ساعة التخمين للعملية و ساعة ابداء الرأي فيها و من اجتمع مع من و من أحضر المخطط "الهزيل" بل قد تكون هي التي دفعت نحو تحقيقه بأسرع السبل. فكل هذه الأقمار الصناعية و صناعة الفايسبوك والتويتر و الواتس آب وشركات الاتصال المحلية والدولية رهينة ادرتها و ارادتها. هذه الاستخبارات البريطانية ترجّح مقتل خاشقجي بجرعة زائدة من المخدّر لأنّهم ارادوا على ما يبدو اصطحابه الى السعودية تحت جنح الاستخبارات وتحت حمايتها. وتلك استخبارات السي أي أي وما أدراك تشير بين البرهة والأخرى الى أنّ الفكرة معقودة منذ مدّة لاعتقال خاشقجي "الاخواني " .





لماذا تركيا بالذات اذن وقد اقتيد الضحية كما اقتيدت الفرق السعودية المخابرتية الى ذلك المكان عنوة وتحت تأثير الطاعة العمياء لنصائح ترامب و كوشنير. لا تنسوا الثمن الباهظ الذي دفعته تركيا ساعة الانقلاب على أردوغان اذ ترآى للجميع أن المخابرات التركية ركن أساسي للامن القومي التركي وأنّه الكفيل بحماية الدولة وحكومتها ورئاستها ولا ننسى أيضا ان غولن المنشق لازال بين ظهراني الامريكان وقد قطعت اوصاله الممتدة عبر العالم العربي والاسلامي
، اذن حان وقت التأديب والانتقام لغولن و اظهار المخابرات التركية في أضعف حال والكيد لعلاقات سعودية تركية تعيش أدنى مستوياتها فتفصل تركيا عن الجسم العربي المنهك والغني بالبترول.
العملية المبرمجة من قبل الفريق القادم في طائرات خاصة بسيطة و تبلغ حدّا أقصى من السذاجة اذ دخل الفريق بأسمائه الرسمية و صوره معلومة على صفحات الفايسبوك وتويتر و في الفيديوهات وما اصطحاب الطبيب الشرعي الا حماقة أخرى اذ لم يحسن تقدير مقدار المخدّر فوقعوا في ورطة الموت و يبدو أنّهم تخلصوا منه بطريقة بشعة

. هنا نتذكّر عملية اسقاط الطائرة الروسية التي اهتزت لها تركيا فرحا ثم استنكرت لمّا علمت أن جنودا يتبعون غولن هم وراء توتير العلاقات الروسية ويبدو أن الروس قد تفهموا الأمر واليوم اتفاق سوتشي حول ادلب أكبر دليل لمثل هذا التدارك.

الامر مدبر بالليل و ان كان تدبير النهار ميسورا بالنسبة للاستخبارات العالمية فهم يزيدون تنكيلا بنظام يخشى الزوال ويمعنون في طلب الجزية لحمايته اذ سلّموه خطة جوفاء لا تستقيم لمخابرات نالت تدريبا واسعا على أيدي السي آي آي كما يأدّبون تركيا لصلابة موقفها ضد الكيان الصهيوني ودعمها للربيع العربي تحت عنونا " دعم الاخوان" فيورّطونها في مساجلة مع قطر عربي آخر وهو الذي يمتلك قداسة في ذهن عدد هام من المسلمين في العالم. المسكين خاشقجي كان هدفا لخطة مزدوجة تمكّن الادارة الامريكية العميقة من جر ابن سلمان الى مربع الخنوع وطلب الحماية كما أنّها تقلّم أظافر اردوغان الذي يحاول اطلاقها كلّما سنحت له الفرصة. رحم الله خاشقجي الصحفي المتخلّق الذي كان يحلم بديمقراطية عربية كتلك التي يعيشها الغرب لكنّ الغرب يصرّ أن تلك الديمقراطية حكر عليه وقد تضرّ العرب اكثر مما تنفعهم.


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 169319

Mnasbad  (Tunisia)  |Vendredi 12 Octobre 2018 à 10:42           
C'est un analyse sous estimé vu l'exécution ridicule de l'opération.

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Jeudi 11 Octobre 2018 à 21:30           
قال خلفان ابن الغلمان ساخرا:
خاشقجي دخل القنصلية السعودية وخرج منها في ثانيتين في وضح النهار ....تحت أعين الأتــــــــــــراك

Kamelwww  (France)  |Jeudi 11 Octobre 2018 à 20:54           

بصراحة، أنا لم أستفق بعد من الصدمة... هذه أيام سوداء، تغتال فيها الصحافة والثقافة والوسطية.

صحيح، أصبحت هذه الأمة كما قال نزال قباني تغتال كل شيء جميل... وعاد العرب لأصلهم كي يصبحوا أعرابا من جديد.

كيف يمكن قتل صحفي ممتاز ومعتدل مثل خاشقجي ؟ وعلى مرمى ومسمع من العالم أجمع، وخاصة العالم الذي يدعي الديموقراطية والحرية !

ثم، يا سادة، هل من بينكم أحد يخبرني أين إختفى كل الساسة العرب في هذه القضية ! فلا أحدا منهم نبس ببنت شفة في هذا الموضوع !

وكما قال شاعر الجزاير جربوعة:

بخ بخ بخ لزمان طاعن الكبر
بخ بخ بخ لزمان فاقد البصر




Mandhouj  (France)  |Jeudi 11 Octobre 2018 à 18:35           
Trump Ben Backchiche a averti le roi Salmen, qu'il ne tiendra pas plus de 15 jours sans le soutien des américains. Un appel téléphonique deux ou trois jours avant la disparition de Jamal Khashooggi. On peut se poser des questions. Mais sans être dans les imaginations , avec cette affaire, Ben Salmane va finir mal, le pouvoir saoudien aussi. C'est l'occasion pour les américains de déclancher une guerre civile en Arabie. Et il restera l'Iran et
la Turquie, on verra si l'Algérie passera avant, vu que des bases militaires émiratis en Mauritanie, ou d'autres pays seront sur l'agenda de partage avant.


De toute manière l'Arabie Saoudite va banquer pour Trump. Et la chose pourra atteindre des dizaines des milliards par an, contre la protection.
Honnêtement je ne suis pas content des exercices militaires tunisiennes et saoudiennes actuellement.

Ça n'existe pas un allié stratégique éternel.

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 11 Octobre 2018 à 17:53           
يا أبو مازن، الاخبار تسارعت والادلة كذلك، الآن جميع الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة يتحدثون عن جريمة وفيه من يتهم السلطة السعودية مباشرة، الاتراك لهم ادلة قاطعة ويعلمون في اي غرفة تمت الجريمة، الشهيد جمال كان يحمل ساعة ذكية من آبل وكانت في اتصال مع هاتفه الجوال الذي أبقاه جمال بيدي خطيبته خارج القنصلية.
السؤال الوحيد كيف سيتعامل ترامب مع هذه القضية وله ضغط كبير من مجلس الشيوخ والكونغرس كي يأخذ موقف صارما ضد السلطة السعودية وهو لا يفهم إلا لغة المصلحة والدولار.


babnet
*.*.*
All Radio in One