تعقيبا على خطاب ماكرون

مرتجى محجوب
ما فهمته من كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في جزئه المتعلق بتونس خلال كلمته الافتتاحية الملقاة بمناسبة قمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية المنعقدة بيرفان عاصمة ارمينيا هو التالي :
- ان كل معارض للمساواة في الارث بين الرجل و المراة و لزواج التونسية المسلمة من غير المسلم هو ظلامي و ارهابي يجب محاربته و الوقوف ضده بشتى السبل .
- ان الباجي قائد السبسي هو رجل شجاع و امتداد للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الذي وضع تونس على سكة الحداثة و التعليم و التنوير و حقوق المراة و ان فرنسا لازالت تراهن عليه في حربها المستقبلية المحتملة ضد شتى انواع الاسلام السياسي و المقصود فيما يهمّ تونس حركة النهضة التي تساند رئيس حكومة تحوم حول حكومته شبهات تلقي اموال انقليزية من اجل تلميع صورة حكومته و اصلاحاته المزعومة .
- على السيد الباجي قائد السبسي ان لا يتراجع قيد انملة في الدفاع عن المساواة في الارث و ان فرنسا ستقف الى جانبه بكل قوة .
- ان تونس ركن اساسي في غزو القارة الافريقية (La conquête de l’Afrique) لغويا و اقتصاديا و سياسيا و ثقافيا ...و هي في نفس الوقت مفخرة للدول الافريقية و الفرنكوفونية .
و تعقيبا على رسالات الرئيس ماكرون اقول :
ان غالبية الشعب التونسي ترفض المساس بثوابت الدين و اغلبية الغالبية الرافضة ليست نهضاوية و لا اسلامية بل تمثل نموذجا للمواطن التونسي المسلم المتمسك بتعاليم دينه و عاداته و تقاليده مع انفتاحه على العلوم و المعارف و اللغات و ليس فقط الفرنسية و الثقافات الاخرى .
اما مشاكلنا الداخلية فتلك من مشمولاتنا نحن التونسيات و التونسيين لا غير , نتخاصم و نتنازع و نصل الى حد الاحتراب و لكننا لا نقع فيه بل نغلّب المصلحة العليا و انتمائتنا الوطنية قبل الحزبية او الجهوية او الفئوية او الايديولوجية ...
في تونس الجديدة نحارب و نفضح و نرفض الاستقواء بالخارج من اي طرف كان و على الجميع ان يدرك ان نتيجة التدخلات الخارجية لا تكون الا الخراب و الدمار و مسلسل تنازلات و تفريط في المقدرات الوطنية لا تكاد تنتهي منه حلقة حتى تبدء اخرى .
نطمح لتونس ديموقراطية و في نفس الوقت معتزة بدينها و عاداتها و تقاليدها و عدالة اجتماعية و محاربة للفساد و غيرها من مستحقات الثورة التونسية التي لا زالت متواصلة لحين تحقيق اهدافها ,
اما مسالة النهضة و الاسلام السياسي فتلك مسالة تونسية داخلية لا يحق لا لفرنسا و لا لغيرها بان تتدخل فيها البتة .
ناشط سياسي مستقل
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 169315