هل استولى سليم العزابي على الملك العمومي بالمرسى؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b40f43e6896a1.20824478_phgieofkmjnlq.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

فضيحة كبرى ستعيش على وقعها الساحة السياسية على ما يبدو لما تبقى من العهدة الرئاسية الحالية، فجّرها البارحة النائب ياسين العياري ونشر تفاصيلها على صفحته الرسمية ، تتعلّق بمدير الديوان الرئاسي المثير للجدل سليم العزّابي، الذي علقت به عديد القصص حول تعيينه وخلافته رضا بلحاج، وحول تحريكه الدواليب داخل غرف القصر، بالارتباط مع النداء والعائلة المالكة والحكومة، ولكنه يخيّر دائما أن يكون رجل الظلّ حتى لا تنكشف مخططاته وأوراقه، ولا تظهر محدودية كفاءته بالنظر للمنصب الخطير الذي يشغله.





وحرب التصفيات داخل القصر يبدو أنها انطلقت بقوٌة على وقع الأزمةالحكومية، والصراع الضاري على السلطة هذه الأيّام، مع استفهامات عميقة حول عجز "الأسد الهرم" عن الفعل والتحرّك، ما زاد في حدّة المواجهات وخروجها للعلن، ويبدو أن "الغنيمة" التي وصلت للعياري كانت ضمن هذا القصف الذي سيتحوّل للعلن الايام القادمة، وخطورة ما كشفه نائب الشعب يتنزّل في استدعائه ممارسات الطرابلسية في الاستيلاء على الملك العام.

الرئاسة كما العزابي تحصّنوا بالصمت الكامل، بالرغم من خطورة الشبهات الموجّهة للمعني وتأثيراتها السلبيّة على صورة الرئاسة والبلاد ككل خاصة أنّ نائب الشعب يمثّل دائرة ألمانيا ومتابع من الدوائر الدولية، ويبدو أنّ الشفافية في تسيير المرفق العام ليست سوى شعارات، لا علاقة لها بالواقع بالنسبة لحاكم قرطاج، المطالب كما مدير ديوانه بالخروج وتوضيح حقيقة الشبهات المثارة، ولو أنّ الأمر لن يخرج عن القاعدة السابقة في الهروب الى الأمام، ومحاولة النفي والدحض وتبويب القضية في باب الاستهداف وما يتبعه.


القضية في حقيقتها ليست مستجدّة وترجع لسنة 2004، لكنها موثّقة بكل الوثائق بالنسبة للنائب العياري، الذي نشر على صفحته نسخة من عقد بيع بين بلدية المرسى والعزابي، ونسخة من أمر انتزاع لفائدة المصلحة العامة، ونسخة من رسم تسجيل عقاري للعقار، فضلا عن شكاية موجهة لوكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس، اضافة لوثائق أخرى وتفاصيل عن الموضوع، تتمحور حول العقار موضوع الشكاية.


التفاصيل المضمنة بالوثائق التي أكّد العياري أنّها مطابقة للأصل ، تثبت أنّ عقد بيع البلدية في للعقار الذي يمسح 763 م م في 2004، بقيمة 50 الف دينار هو في الأصل "تسوية"، والعقار في منطلقه ملك بلدي خاص تم انتزاعه من مالكه بمقتضى أمر انتزاع منذ سنة 1961، ما يثير مسألة استيلاء المعني على العقار والتصرف فيه بطريقة مخالفة للقانون، وهي نفس الممارسات التي انتهجها عائلات الطرابلسية في تلك المناطق عالية القيمة العقارية، واليوم من حق الرأي العام فهم التفاصيل حول تصرفات (ولو سابقة) لمسؤول في أعلى هرم الدولة.



اذ لا يمكن بحال بعد ثورة نشدت علوية القانون وحفظ المال العام، أن يشغل في اعلى مؤسسات الدولة من ترتبط به شبهات قوية بالفساد، والاستيلاء على المال العام ولو بطرق في ظاهرها قانونية ولكنها تمثل تحيّلا على القانون، باستعمال نفوذ أو علاقات أو محسوبية معينة، وتكرّس بذلك أساليب الافلات من العقاب، والحال أنّ الرصيد العقاري للبلاد تمّ نهبه بهذه الحيل "القانونية"، حيث تتمّ التسويات بطرق ملتوية في عقارات لا يحق التفريط فيها، لانها هي ذاتها منتزعة للمصلحة العامة، وزيادة الحقيقة أنّها تسوى مليارات ويتم التفريط فيها ببعض الملايين.



لم نسمع أيضا تحرّكا من النيابة العمومية برغم وسع انتشار صفحة النائب العياري، كما لم نعاين تحرّكا من هيئة مكافحة الفساد التي طبّعت مع الواقع المتعفّن، وأصبحت مختصة في سفرات رئيسها وتلك الاتفاقيات الفلكلورية وندواته وبروتوكولاته ومراسمه، ولكن يبدو هذه المرّة النائب ياسين العياري مصمّم على الذهاب الى الاقصى، ليجعل من هذه القضية منطلقا لمحاسبة تشمل كل الحالات الاخرى العديدة المطموسة، التي تتحصّن بمواقع السلطة والنفوذ !!


(*) قانوني وناشط حقوقي


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 164474

Ifrit  (Switzerland)  |Dimanche 8 Juillet 2018 à 09:07           
@ Ridha_E
Bravo.

Mandhouj  (France)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 19:56           
Http://nawaat.org/portail/2018/05/30/les-nouvelles-communes-une-occasion-historique-pour-linnovation-citoyenne/

لمن يريد أن يطلع .

Mandhouj  (France)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 19:50           
نريد معرفۃ الحقيقۃ . و ربما الحياۃ البلديۃ الجديدۃ قد , قد , قد ! ! لا حكم رشيد و مسءول بدون حكم مضاد . .

Karimyousef  (France)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 18:51           
Saber hamrouni qui s'est entretenu longuement avec Ben Ali a jedda dit que ce dernier lui avait affirmé que les grandes catastrophes proviennent le plus souvent de la cour qui entoure le président.ben Ali lui même reconnaît avoir été trompé par les gens et soi disant conseillers dont il s'est entouré.il y a toujours des vautours qui se positionnent là où ils peuvent tirer pleinement profit.

Ridha_E  (France)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 18:38           
Pour l'auteur de cet article dont je connais les penchants et le discours stéréotypé, quand il commence par "yabdou", cela veut dire qu'il colporte des informations facebookistes dont il n'est pas sûr de la véracité. Mais bon, il en fait un article pour toucher des subsides : il faut bien vivre même en disant n'importe quoi!
Et sa haine pour le camp auquel il n'appartient pas est tellement forte qu'elle l'aveugle.
Pour Yasine, est-il capable de faire la même recherche sur les biens acquis par Gannouchi, Marzouki et tous les autres de leurs mouvances ?
La question reste ouverte et la réponse attendue avec impatience.

Chebbonatome  (Tunisia)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 18:36           
هذا علاش جنّ جنون الدولة العميقة لانّ البلديات امست في يد غيرها و فضائح التسويات البلدية ستضهر للعلن فلا بد من توقف المسار الديمقراطي

Mohamedjerba  (France)  |Samedi 7 Juillet 2018 à 18:17           
نصيحة إلى النائب ياسين العياري ألا يزور ولاية نابل (الفاهم يفهم)


babnet
*.*.*
All Radio in One