من سيحكم تركيا بعد انتخابات جوان ؟ أوروابا ام أردوغان !

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/erdogannnnn21-22-29.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

دخلت اوروبا في سباق مع اردوغان من اجل الفوز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة ليوم 24 جوان المقبل، وان كانت بعض الدول الاوروبية لم تنخرط بحماس في هذا السباق الا ان فرنسا وهولاندا وخاصة المانيا وظفت كل شيء للفوز بهذا الاستحقاق، ولا يعني ان الدول المذكورة معنية بحكم تركيا بشكل مباشر، إنما هي معنية بقوة وبلا هوادة بإسقاط اردوغان، بعد ان فشلت نفس الدول في اسقاطه عبر انقلاب تصدى له الشعب التركي وانتهى الى ملاحقة جماعة الخدمة بغرض اجتثاثها من قرار، تلك الجماعة التي تقاطعت رغبتها مع الرغبة الاوروبية، فخططت مستعينة بأقطاب القارة العجوز،التي وفرت الدعم اللوجستي وجهزت خطة لتسويق الانقلاب في صورة نجاحه.





مثلما تزعمت بقية الحملات على تركيا ما بعد 2002، تتزعم المانيا الحملة الانتخابية، لكن الملفت في الحملات الحالية ان ميركل وجهازها تخلوا عن الحذر ولم يكتفوا بالتحامل على اردوغان وانما جاهروا بحالة متقدمة من العداء، وشنوا على الرجل حملات اعلامية مركزة تشبه الى حد بعيد سلوك الاعلام الشمولي الذي لا حدود ولا منطق لهجماته، ذلك الاعلام الذي يعتمد على الكذب والتهويل والعبث بالحقائق، ويبتعد بشكل كامل عن الاسباب الحقيقة التي حملت دول اوروربية على التخلي عن حيادها "النظري" والانخراط في سباق رئاسي تشريعي لا يمت لها بصلة ويعني دولة سيادية غير اوروبية.

لأول مرة نرى الاعلام الغربي الالماني بالخصوص، يفوق الاعلام التركي المعارض، في التهجم على اردوغان وعلى تجربة العدالة التنمية بصفة عامة، كما انه لأول مرة تعتمد هذه الدول على حرب اقتصادية قذرة، استهدفت الليرة التركية، وترمي الى انهاك شعبية اردوغان قبل موعد 24 جوان،وذلك بالتنسيق مع جهاز موازي اشرف على انقلاب دموي وما زال يخطط للمزيد. ولان المانيا لم تعد تخفي رغبتها في اسقاط اردوغان، فقد منعت الحملات الانتخابية على انصاره فوق اراضيها على غرار العديد من الدول الاوروبية الاخرى، بينما يقدم الحزب الحاكم بقيادة ميركل،مساعدات كبيرة لانجاح حملات حزب الشعب الجمهوري، ليس ذلك فقط، بل قدمت بعض المقاطعات تسهيلات كبيرة لحملات حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، في الاثناء رفضت السلطات الالمانية الرد على احتجاجات تركية حول منع جهة من الدعاية الحزبية والسماح بل وتشجيع جهة اخرى!

في سعيها الى اسقاط اردوغان، تتحذ المانيا وبعض الدول الاوروبية، الدكتاتورية الاردوغانية كحجة لهجمتها، وتروج بانها تسعى الى انقاذ الشعب التركي "المسكين" الذي تضاعف دخله ثلاث مرات منذ 2002،وتسعى الى تخليصه من كابوس التفوق والريادة، والابقاء عليه في الزريبة تحت رحمة القارة الشقراء. لكن وإذا سلمنا ان تركيا تعيش نوعا من التسلط، هل يمكن ان يصل ذلك الى مستوى سلطة العسكر في مصر التي يستقبلون مشيرها بالأحضان، هل يمكن ان تضاهي بطش جبابرة القارة الافريقية الذين يتسوقون من باريس وينامون في برلين ويتنقهون في امستردام،ويمتصون دماء شعوبهم بدعم اوروبي، حتى اذا اسقطتهم الانقلابات او الجماهير، ساعدتهم السفارات في الفرار و تهريب اموال الخزينة واحتياطي الذهب ، ووفرت لهم حصانة مدى الحياة..

اذا لماذا اردوغان بالذات، من دون اباطرة البطش، ولماذا يدافعون عن حرية المؤامرة وحرية الانقلاب وحرية الاختراق وحرية الدولة الموازية، ولا يدافعون على حق الحياة والسلامة الجسدية، وسائر الانتهاكات، ولا يهتزون الى القتل الجماعي خارج وداخل القانون؟ ببساطة لانهم ليسوا ضد الدكتاتورية العسكرية المتبلدة المعطلة المحنطة، فالديكتاتورية في قواميسهم هي ليست تلك القاتلة لشعوبها، وانما هي تلك المهددة لمصالحهم، تلك لاتي انتزعت الجودة وتسلحت بالقدرة على المنافسة، الديكتاتورية في مناهجهم هي: اكبر مطار في العالم.. هي 150مليون مسافرا في السنة.. هي 3000 رحلة يومية.. هي نسبة نمو 7.5%..هي مشوع قناة اسطنبول الضخم.. هي الجزر الصناعية العملاقة.. هي النسق الخارج عن السيطرة للتطور الرهيب للصناعة العسكرية.. هي الدبابة "ALTAY "......الدكتاتورية هي ثقافة مختلفة.. هير السيادة.. هي الاكتفاء.. هي الإنتاج ..هي التصدير......ببساطة الدكتاتورية التركية في القاموس الأوروبي هي 2023!


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 162403

Mah20  (France)  |Samedi 26 Mai 2018 à 14:53           
C est une maneuvre bien connue que de vouloir « noyer »la dictature rampante d erdogan dans la problematique de son adhesion a l union europeenne,a la tentaive de celle ci de lui imposer une ligne de conduite democratique,ect,ect...
Visualisons les problemes separement et la realite despotique d erdogan apparaitra au grand jour,sans que celui ne soit forcement l ami des arabes mais bien l ami des propres interets de la turquie ,quite a profiter ou orovoquer la division chez les arabes....

Kamelwww  (France)  |Samedi 26 Mai 2018 à 12:07           

مقال رائع وممتاز يا أستاذ نصر الدين. بصراحة، تحليل متكامل ومتوازن.

ونحن، في تونس وفي بقية الدول العريية نحلم أن نصل حتى لبعض ما وصلت إليه تركيا في عهد أردوغان. إنتقال من دولة نامية لدولة ماقدمة جدا في ظرف عقد ونصف، شيء يشبه المعجزة.

والغريب قي الأمر، أن ما تريده أوروبا هو تعطيل هذا التقدم لأنه يزاحمها ويفتك أسواقها... لكن ما يقلقني، هو أنك لما تتحدث مع كثير من الناس قي تونس، تجدهم متناغمين تماما مع الأفكار الأوروبية في ما يتعلق بتركيا، وتراهم أصبحوا ملكيين أكثر من الملك. وينقمون على أردوغان رغم مساعداته السخية لتونس في الأوقات الصعبة.


Nouri  (Switzerland)  |Samedi 26 Mai 2018 à 09:03           
يريدون اعطاء الدروس في الحريات والديمقراطية فهذه المجلة "لو بوان" في صفحة رئيسية تضع صورة لولي العهد السعودي وهو يتبسم بعنوان :الامير الذي قادر على تغيير كل شيئ، وفي نشر آخر صورة أردغان منقحة بالفوتوشوب كي تكون سوداء وعنوانها : الدكتاتوري.

أين هي النزاهة ؟
هل ذهب يوما عاهل السعودية إلى مكتب الإنتخابات ؟ او هل يتعامل مع المعارضين له بؤسلوب حواري وديمقراطي ؟
وهل إعتقل اردغان معارضيه او لا توجد انتخابات وأحزاب معارضة في تركيا ؟

الكل فاهم لماذا كل الحقد والخوف من نجاح اردغان، وهذه البلدان هي التي فرحت بنجاح الانقلاب على أردغان مبكرا قبل ان تنقلب عليهم المائدة.

Nouri  (Switzerland)  |Samedi 26 Mai 2018 à 09:01           
يريدون اعطاء الدروس في الحريات والديمقراطية فهذه المجلة "لو بوان" في صفحة رئيسية تضع صورة لولي العهد السعودي وهو يتبسم بعنوان :الامير الذي قادر على تغيير كل شيئ، وفي نشر آخر صورة أردغان منقحة بالفوتوشوب كي تكون سوداء وعنوانها : الدكتاتوري.

أين هي النزاهة ؟
هل ذهب يوما عاهل السعودية إلى مكتب النتخابا ؟ او هل يتعامل مع المعارضين له بؤسلوب حواري وديمقراطي ؟ وهل إعتقل اردغان معارضيه او لا توجد انتخابات ومعارضة في تركيا ؟

الكل فاهم لماذا كل الحقد والخوف من نجاح اردغان، وهذه البلدان هي التي فرحت بنجاح الانقلاب على أردغان مبكرا قبل ان تنقلب عليهم المائدة.

Mandhouj  (France)  |Samedi 26 Mai 2018 à 05:44           
تركيا ستحكمها تركيا . . نسبۃ الوعي السياسي لدی الشعب هي التي ستحسم المعركۃ التاريخيۃ بين معسكر الإستعمار و الإمبرياليۃ و بين معسكر الشعوب . . إذا يرنمي الشعب التركي في أحضان أوروبا و في أحضان أمريكا سيكون له الجزلء الأوفي , صفر معدل نمو , العملۃ التركيۃ ستعود لما كانت عليه قبل 2002, ثم تنتهي السيادۃ التركيۃ علی أراضيها القوميۃ منذ كمال أتاتورك . . أوروبا و الأمريكا يعرفون أنه لا
شرق أوسط جديد مع وجود تركيا قويۃ , ديمقراطيۃ , . . الأتراك حتی ينتصروا علی قوی الإستعمار يجب أن يجدوا التوافقات اللازمۃ حتی يحافظوا علی ديمقراطياتهم , علی لاءكيۃ الدولۃ دون المساس بعقيدۃ الأغلابيۃ و لا عقيدۃ الأقليات . . الصراع الداخلي في تركيا اليوم هو صراع بالوكالۃ و ليس صراع تركي تركي . . علی الأتراك أن يسحبوا هذه الورقۃ من بين أيادي الدول
الحسودۃ , التي فقدت الحلول الإجتماعيۃ و الإقتصاديۃ لشعوبها . . تركيا فهمت كيف توءسس لعلاقات مع كثير الدول الكبری علی أساس المصالح لكل الأطراف . . يجب أن تحافظ علی هذا النهج . . أي نجاح إقليمي يجب أن يكون مرتبط بنجاح إجتماعي إقتصادي ديمقرطي داخلي . . ربما هذا فهمته تركيا و لم تفهمه كل الدول الغربيۃ . . لا كرامۃ بدون حريۃ لا كرامۃ بدون تطور صناعي و تكنلوجي و رقمي , لا كرامۃ بدون
ديمقراطيۃ . . و هذا الأتراك يجب أن يتشبثوا به . . الأكراد يجب أن يفهموا أن مستقبلهم مع الشعوب العربيۃ , مع شعب إيران , مع تركيا , و هنا ربما سيجد الجميع آليات تحمي مصالح كل الأعراق . .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female