العدل مطلوب حتى في كرة القدم !

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/arbitre2017.jpg width=100 align=left border=0>


مرتجى محجوب



لا يمكن ان ننكر ما تحتله كرة القدم المحترفة اليوم من مكانة و شعبية كاسحة لدى جل شعوب العالم ,علاوة على دورها الاقتصادي المهم و كذلك السياسي في تواصل تاريخي مع ما كانت تلعبه عروض مصارعة الاسود في روما القديمة من تسلية و رغبة في الهاء الشعوب عن مشاكلها المعيشية الحقيقية و تحويل انظارها عن الطبقة السياسية الحاكمة .




يمثل فريق كرة القدم المفضل لصاحبه اليوم ,الوسيلة العملية و المادية للاحساس بالانتماء للوطن او الجهة و يمكن من تجاوز و لو ظرفيا الاختلافات السياسية او الايديولوجية او الطبقية ...التي تميز جميع مجتمعات العالم .

كما اصبحت عديد الدول و الحكومات تتسابق و تتنافس من اجل الفوز بتنظيم اكبر المسابقات العالمية نظرا لما تدره من فوائد اقتصادية و مالية و سياحية و ثقافية معتبرة .

و الحالة تلك فان كان من الضروري ادانة كل اشكال التعصب او الانتماء الجاهلي للفرق الرياضية مقابل اعلاء قيم الروح الرياضية و المبادئ الاولمبية ,فانه يصبح من الخطورة بمكان و التي يمكن ان تمس حتى من السلم و الاستقرار الاهلي, التهاون او التواطئ في تكريس العدل و المساواة بين جميع الفرق الرياضية بغض النظر عن حجمها او نفوذها المالي او المعنوي او الاعتباري .

ليس من دور الهيكل المشرف على كرة القدم المحترفة الا و هو الجامعة التونسية لكرة القدم ان يقول:" هاتوا برهانكم ان كنتم من الصادقين "بل ان يحرص على شفافية و نزاهة اللعبة و ان يقلل الى ادنى حد ممكن من المشككين فيها و ان لا ينخرط في لعبة المصالح او يرضخ للوبيات و الضغوطات مهما كان مصدرها و يكفي في هذا الاطار ان تسال اي متابع لكرة القدم حتى يجيبك عن مدى ثقته في المنظومة الكروية الحالية في تونس و مدى تسليمه و اقتناعه بما تفرزه من نتائج و مكافئات لمن هو فعلا بها جدير .

اني ادق ناقوس الخطر! ,لا تلعبوا بالنار ! فكرة القدم لم تعد مجرد وسيلة للرياضة او الترفيه بل اصبحت ظاهرة اجتماعية تستوجب اساسا تحري العدل و المساواة بين جميع اطرافها ,حتى لا تصبح لا قدر الله اداة للتفرقة و الفتنة و التقسيم و تغذية النعرات الجهوية و القبلية المقيتة ,كما ادعوكم ان لا تحتقروا ذكاء و فطنة التونسي و قدرته على التمييز بين حسن النية و بين سوئها .

اضافة لضرورة تحمل سلطة الاشراف السياسية كذلك لمسؤوليتها متى اقتضت المصلحة الوطنية العليا دونما ان يكون لتدخلها اي تعارض او تناقض مع مبدا استقلالية الهياكل المشرفة و المسؤولة الاولى على كرة القدم المحترفة المنصوص عليه من طرف الاتحاد الدولي للعبة الفيفا .

مع احترامي و تقديري في الاخير لجميع الفرق التونسية من دون استثناء و عدم تشكيكي في جدارة او استحقاق اي منها .

و رجاءا لا ترددوا مجددا : " ماهو الا ماتش كورة !!!"


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 162070

PATRIOTE1976  (Tunisia)  |Dimanche 20 Mai 2018 à 21:09           
يا سي طارق رمضانك مبروك ليك و للعائلة لكل
و لا شكر على واجب

Mandhouj  (France)  |Dimanche 20 Mai 2018 à 18:36           
شكرا للكاتب .. و أتمنی أن يعي المسوءولين أننا نريد بطولۃ رياضيۃ و ليس بطولۃ أموال و فساد و رشاوي و شراء ذمم .. مبروك رمضان . و صح شريبتك .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female