الغنوشي يواجه سلسلة من التهم..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/gasrinile160418xxcx77777777777777.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

تُهم قديمة واخرى جديدة بات يواجهها زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، يتعلق جلها بانتهاك الاعراف وتجاوز المساحات التقليدية التي كانت ومازالت تتحرك فيها مختلف القوى الاسلامية، وان كان عُرف على الرجل جراته الغير مألوفة سياسيا، فانه وبذهابه الى الصين معقل الشيوعية والتقائه بأعيان الحزب الاكبر في العالم، يكون قد انتهك الاتيكيت السياسي وامعن في استفزاز عائلات فكرية لم تجتمع حتى بالسفير الصيني في تونس رغم القواسم التي تجمعها بالورشة الشيوعية الاكبر في العالم، تلك خطوة مستفزة للخصوم ومتقدمة جدا على مستوى العلاقات الدولية، وحتى نقف على الرجة التي احدثها الغنوشي، يكفي ان نؤكد ان زيارة زعيم النهضة الى بيكين وبناء حالة صداقة مع حكامها، تضاهي ذهاب حمة الهمامي الى كابول او طهران وبناء حالة صداقة مع ملّة افغانستان وملالي ايران.





لم تكن الصين إلا مقدمة توحي بان الغنوشي بات يتحرك خارج الضبط الايديولوجي، وانه قرر ان يزاحم خصومه في معاقلهم، والمستفز انه لم يتحرك في عمق خصومه بخجل ولا هو تعثر ولا حتى تنحنح ليستعد اهل الدار، لقد بالغ في الاستفزاز الى درجة غير معقولة، فلا هو دخل بوساطات واستعمل اصحاب السندات الايديولوجية ولا تسلل من الابواب الخلفية في تجانس مع سياسة التدرج وجس النبض، لقد اقتحم لا يلوي، تلك هي سياسة تحطيم او دشدشة الحواجز التي اعتمدها زعيم النهضة وحقق بفضلها نتائج غير متوقعة، كما حصد بواسطتها باقة من التهم المتنوعة.


بعد ان استفز اصدقاء الصين، جاء الدور على اصدقاء الاتحاد الاوروبي،وفجاة ودون مقدمات نزل الغنوشي ضيفا على موغاريني! وفُتّحت له ابواب المفوضية التي كانت بالأمس القريب عزوة خصومه وصمام امانهم والمدد الذي طالما استغاثوه ليحجّم لهم الغول النهضاوي وينصرهم بغير سبيل الصناديق. دخل الرجل مقر المفوضية الذي كان لبعضهم بمثابة مطمورهم وخزانهم ومستودع ذخيرتهم وقاعدتهم اللوجستية الاكثر امانا والاقرب الى قلوبهم وعقولهم، وسمعنا عقب اللقاء تصريحات تشبه تلك التي اطلقوها عشية زيارة الغنوشي الى الجزائر والتقائه الرئيس بوتفليقة. قبل ان يلج وفد النهضة مقر الاتحاد ويلتقي السيدة فريديريكا، كانت مونبليزير على موعد مع باتريس برغميني سفير الاتحاد الأوروبي، الذي قدم الى مقر الحركة في زيارة ليست للمجاملة ولا تندرج ضمن العلاقات الروتينية، يشهد على ذلك التوقيت ولقاء بوركسال ومحطات اخرى ستاتي قريبا وستحدث مفاجئة مدوية..

يمضي الغنوشي في اقتحاماته وتمضي التهم تلاحقه، بينما تكثف وسائل الاعلام من ضغوطها، رغم ذلك يصر الرجل على المضي في استفزازاته ويقرر اجتياح معاقل اخرى كانت حكرا على شريكه في التوافق والعائلات المقربة. ترقّب النداء محسن مرزوق من الامام، فجاء الغنوشي من الخلف، حينها اكتشفت العائلة الحداثوية ان المرأة التونسية ليست ماركة مسجلة باسمها، تماما كما الحداثة والتقدمية والتنوير والى ذلك من المضامين التي تم الاستحواذ عليها باستعمال سلاح المال والنخب والاعلام.


حال عودته من أوروبا وجد الغنوشي معارك السلفي قد نشبت، حينها شمر وباشر، ففي الالتحام بالمجتمع ليست هناك مناطق مخجلة، تتزاحم عليها الجماهير وتستنكف منها النخب، لقد انتهت قصة"هذا لكم وهذا لنا"، واصبحت كلمة السر"نخلطوا ونقسموا من جديد"، ولم يعد الوطن يعرّف بالمساجد والسجون وختمات للقرآن الكريم وبعض الكشافة وشيء من النشاطات الطلابية فقط لا غير، لقد بات الوطن فسيفساء، فيها المساجد والملاعب والاعراس والمصانع والبرلمان والوزارة والقصور والفن والاعلام والمال والعلاقات والحب والحياة...والسلفي.


يتساءل احدهم عن حركة تروح وتغدو بين المنبر والزنزانة، رغم ذلك اكتسحت وتصدرت، فكيف بها حين اكتشفت ان تونس طيبة، وان الله احل الطيبات..كل الطيبات؟


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 159792

Matouchi  (Tunisia)  |Mardi 17 Avril 2018 à 16:09           
ماتوشي....؟؟ ما زالوا...ما ماتوشي
فما تغنوشو.....مازال الوقت.....ما تغنوشو...

Foued  (France)  |Mardi 17 Avril 2018 à 15:00           
GANNOUCHI essaye de vendre à l occident l image d un homme modéré et démocrate , ce que beaucoup ignorent est que cette occident s en fiche complètement si la démocratie s installe ou pas chez , la TUNISIE est un petit pays et sa place sur la scène internationale est très petite , ce qui in citera les forces internationales à s intéresser à notre c est une instabilité qui pourrait faire de notre pays un nid ou un exportateur de potentiels
terroristes , là le langage changera et les tunisiens verront les avions de chasse survoler notre espace aérien , les photos que nous montre GANNOUCHI avec les grands de ce monde n en fait pas de lui un grand de ce monde , la place d un leader politique de quelque pays que ce soit est dépendante de la place de son pays dans le monde et celle de notre pays est limite inexistante , ce n est pas parce que un jeune footballeur avait l occasion de se
prendre en photo avec MESSI qu il est devenu son égal .

Bensa94  (France)  |Mardi 17 Avril 2018 à 13:13           
Tout ce changement , est pour quel intérêt , du pays ou à titre personnel pour arriver au pouvoir?
Malheureusement l'objectif du mouvement ennahda c'est le pouvoir rien que le pouvoir...

Abcamir01  (Tunisia)  |Mardi 17 Avril 2018 à 09:33           
عندما قرر الغنوشي أن يكون سياسيا اجتهد الرجل حتى أنه ابدع و أصبح أستاذا كبيرا معترف به دوليا و فتحت له كل الأبواب

الغنوشي السياسي البارع يعرف جيدا انه تواجهه تحديات داخلية و خارجية للفوز بكل التحديات و الاستحقاقات القادمة و بدأ بجمع الحلفاء على جميع الواجهات

و نحن في تونس نعادي كل مبدع و مجتهد و ثقافة الهدم متأصلة فينا من قديم الزمان فهل ينجو الغنوشي من أعدائه

الإجابة ستكون نتيجة انتخابات 2019 إن شاء الله

و لكل مجتهد نصيب فهل تفوز ثقافة البناء أم ثقافة الهدم ؟؟؟؟؟

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 17 Avril 2018 à 08:34           
تحية صباحية إلى الجميع والبداية مع -غزوات الغنوشي - شرقا وغربا جنوبا وشمالا والتي تختلف كليا عن الغزوات الغابرة في الزمن للاسكندر بل هي أقرب لمحترف لعبة الشطرنج وتؤكد أن الغنوشي يطمح ربما في أخذ مكان السبسي بقصر قرطاج دون الوقوع في الخطأ القاتل الذي وقع فيه محمد مرسي الذي استقر بالقصر قبل حصوله على تأشيرة المجتمع الدولي الذي يحكم العالم فعليا *

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Mardi 17 Avril 2018 à 08:33 | Par           
وتبقى اكبر وأخطر تهمة تلك التي وجهها له محسن الموازي وهي تغيير لباسه«الكرافات»التي أصبح يرتديها


babnet
*.*.*
All Radio in One