ماي برفراف .... روعة بلا حدود

<img src=http://www.babnet.net/images/5/rafraf75.jpg width=100 align=left border=0>


يُعدّ شهر ماي عادة من أفضل شهور السنة في رفراف ، فالطقس يكون فيه معتدلا مع ارتفاع بسيط لدرجة الحرارة ، كما أن الزائر لرفراف يستمتع أيما استمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والساحرة ، فمنذ أن يلجها و لا يرى إلا الاخضرار حواليه يمينا و شمالا ، و إن توغل قليلا فالبحر أمامه و الجبل وراءه ، أين المفر ؟؟!! الزرقة بلا حدود و الصخرة وسط الماء صامدة في شموخ لا متناه .... الاخضرار ممتد إلى ما لا نهاية ... جمال ساحر أخاذ لا يصمد أمامه الرائي مهما يحاول تجاهله ... الجبل شامخ مخضر على الدوام يراقب البحر بلا ملل و لا ضجر و لا كلل ... تصعد إلى قمته فتتعب و يتصبب عرقك و لكنك في النهاية ستنسى كل شيء ... رائحة الإكليل و الزعتر و أشجار الصنوبر كونت مزيجا رائعا لا تقدر عليه أمهر مصانع العطورات ، كوكتالا من الروائح الزكية تداعب خياشيمك فلا هي تزول و لا أنت تشبع منها ... الهواء نقي حيّ ينعشك و يبعث فيك الحياة من جديد ... فتود لو تظل هناك مدى العمر لتشعر أنك تمارس الحياة فعلا ... امتداد أمامك ... لا حدود و لا حواجز ... الروابي هنا و هناك تراها من أعلى الجبل كأنها مرصفة بإتقان لا مثيل له ... كأنها حبات تفاح خضراء ناصعة الاخضرار مرصفة في صناديق و لا ترى إلا نصفها الأعلى ... البساتين بلا عد و لا حصر مختلفة الأشكال و المساحة تفصل بينها ستائر القصب المشدود إلى بعضه البعض بعناية فائقة و إتقان لا مثيل له و مهارة ما بعدها مهارة ... بساتين مدرّجة تكشف عن مدى عناية الإنسان بالأراضي الفلاحية و عشقه لها و مدى تغلبه على المحيط الطبيعي الذي يعيش فيه فحوّل بكل اجتهاد و إصرار و تحد و خبرة أراضي منحدرة إلى بساتين منبسطة تنتج ما شاء الله من الخضر و الغلال ... أمامك أشجار اللوز و أشجار الإجاص و أشجار التفاح و أشجار العوينة المختلفة الأنواع و أشجار التين و أشجار التوت و كروم العنب ، بل هذه الأرض المعطاء تنتج أشجارا لا يغرسها الإنسان مثل شجرة البوجبيبة ( ثمارها مثل الفراولو ) و الزعرور و شجرة توت العليق و مثل نبتة الكبّار ... و أمامك أيضا أراض مزروعة بالبطاطا و اللوبياء و الحمص و الذرة ...
و أنت في أعلى قمة الجبل تود لو تطير بلا توقف و بكل حرية لا حواجز أمامك تعيقك عن الانطلاق في مغامرتك الشيقة ... و أما إذا سرت بين المسارب الضيقة التي تتخذ شكل الانحدار تارة و شكل الصعود طورا فسيذهب في خلدك و كأنك في أدغال إفريقيا ... تلك المسارب ملتوية و مظللة ... على يمينك كما على شمالك ترتفع أشجار البلوط و الذرو والعليق و غيرها متشابكة في ما بينها في عناق متواصل و في اتحاد مستمر تحمي البساتين من الغرباء ... تسير في تلك المسارب و لا تعرف إلى أين ستوصلك إذا كنت تزورها لأول مرة ... تشعر و كأنها تحملك إلى المجهول ... و إذا غادرت المناطق المرتفعة فستجد نفسك في سهول محاذية للبحر غرست فيه كروم العنب من مسكي رفراف إلى بيض الحمام إلى الفراني إلى الرنديفينا و أشجار التين المختلفة من المرساوي إلى الغرابي إلى السوري ، و بطبيعة الحال تبدأ أوراق هذه الكروم و الأشجار في النمو قبل شهر ماي إلى أن تنضج ثمارها في فصل الصيف ....
أعداء هذه البساتين و هذا الاخضرار و هذا الجمال الفتان ثلاثة : أولها تقسيم الأراضي و تجزئتها بسبب الميراث و هذا ما يؤدي إلى إهمال كثير من الأراضي بسبب صغر مساحتها و بسبب أن كثيرا من الورثة غير مهتمين بالعمل الفلاحي و بسبب قلة العمال المختصين في المجال الفلاحي ، و ثانيهما الخنزير البري الذي لا ينجو منه أي منتوج فلاحي من اللوز إلى العنب إلى التين إلى البطاطا ... إذ يعبث بالبساتين و محتوياتها ، و بذلك مل كثير من أصحاب الأراضي الفلاحية من العمل بها لأنهم يتعبون كامل السنة و في آخر المطاف لا يجنون شيئا ، و ثالثها الإسمنت و الآجر أي الزحف العمراني الذي ابتلع و التهم كثيرا من الأراضي الفلاحية ذات التربة المتميزة ... هذه التربة في ما سبق تكاد تنج ذهبا .







شهر ماي في رفراف مميز و رائع جدا ، و كيف لا يكون كذلك و هو مقترن بحدثين هامين يشيعان الفرحة و الغبطة و السعادة بين الكبار و الصغار ، هما حدثان متزامنان يشغلان كل الناس و لا تجد إلا الحديث عنهما و التساؤل المستمر عن انطلاقهما ، يتمثل الحدث الأول في بداية موسم صيد سمك الشاولي أو الزميمرة أو الزرقة ، هذا السمك يهاجر من الضفة الشمالية للمتوسط بحثا عن المياه الدافئة و يستوطن لمدة محدودة بجهة غار الملح و رفراف و رأس الجبل و كاب الزبيب و الماتلين ، قدوم هذا السمك المهاجر يضفي على الجهة في شهر ماي حركية متميزة فترى كل الأهالي متلهفين لشراء هذا النوع من السمك و لا يمكن لأي كان أن يفوته تناول الشاولي حتى أن العمال بالخارج حينما يعودون يجدون أن عائلاتهم احتفظوا لهم في الثلاجات بكمية من هذا السمك ... أما الحدث الثاني فيتمثل في انطلاق موسم التوت ، هذه الشجرة التي تسجل حضورها بكثافة حتى أن من النادر أن يخلو بستان من توتة ، بل في ما سبق كانت تغرس وسط البيوت التقليدية و في الساحات العامة. و كل الناس كبارا و صغارا يخرجون ساعة الأصيل إلى البساتين لجني ثمرة التوت ( تنطق هذه اللفظة باللهجة السائدة في رفراف بطريقة خاصة جدا إذ يكون حرف التاء ممزوجا بالشين ) و في أيديهم الأواني المخصصة لوضع تلك الثمار مثل القوارير ذات الفوهة المتسعة و مثل المقابض ( هذه أوان تصنع من القصب و أغصان شجرة الذرو خصيصا لجني التوت ) ... حقا إن شهر ماي برفراف عادة هو شهر الروعة و شهر الجمال و السحر الأخاذ الذي لا يقاوم .....
ـ ياسين الوسلاتي ـ

* نشر هذا المقال بجريدة الصريح




Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 15821

Jeune rafrafi  (Tunisia)  |Mardi 26 Avril 2011 à 08:18           
Je dirai aussi comme le vieux:.... soyez réaliste et ayez un esprit critique: et regardez les choses en face pour voir les constructions anarchiques qui polluent comme des champignons dans les zones "vertes"? l'état misérables des routes etc ... merci vieux rafrafi

Tatouna  (Tunisia)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 16:22           
Ya hasra ala raf raf eli kenet rmalha couleur d'or, ses vergers, et sa plage maintenant avec les grosses pierres et la saleté rien n'est pareil il faut aller trés loin pour pouvoir retrouver raf raf d'antant , c'était comme l'île de robinson crusoé

1 VIEUX RAFRAFI  (Tunisia)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 14:04           
.... soyez rÉaliste et ayez un esprit critique: et regardez les choses en face pour voir les constructions anarchiques qui polluent comme des champignons dans les zones "vertes"? l'État misÉrables des routes etc ...

No mercy  (Qatar)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 13:44           
@tunisien
non tu as mal compris,ce n'est pas une interdiction aux touristes ou etrangers mais l'interdiction de l'amenagement de ces zones pour une activite' touristiques,c'est a dire des projets touristiques,des hotels et tout...
sauvegarder cette nature et ces paysage comme ils sont juste pour la beaute' des yeux..et le plaisir d'une baignade..

Tunisien  (Tunisia)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 13:10           
Salem,
c'est bizarre que certains tunisiens à l'étranger demandent d'interdire des places en tunisie aux touristes. c'est pas du racisme ?!! déja vous etes chez eux!!

Tounsi  (United Kingdom)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 11:42           
I really totally agree with one of the commentator from canada,our north beaches need to be preserved and kept for tunisians only because we do not want these tourists to ruin our beautiful nature.

Contre  (Canada)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 10:29           
Non aux touristes etrangers dans le nord il faut le garder vierge et preserver notre nature. les cotes de bizerte, beja et jandouba sont seulement pour les tunisiens et le tourisme intérieur familiale

IMED  (Tunisia)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 10:21           
Salut
bon rafraf mezyena mé 7ata 3'ar lmel7 (sidi 3li lmakki) yeeeesir mezyena. wel hawaria zeda.

Un tunisien  (Netherlands)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 10:08           
J'espere que le ministre de tourisme fait un tour dans ces coins ( raf-raf ou khelibia ) et voir des investisseurs ( hotels etc...)pour ameliorer la situation dans ces regions, pas a mahdhia,enfidha et autre seulement.
merci

Hechmi  (Tunisia)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 09:59           
ربي يستر لا يفيقوبيها اكيلي أيحبوا الخير لتونس


Zemzem  (France)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 09:42           
Cé ma ville natale , heuresement que cé pa touristique ,la nature a rester vierge pour moi cé la meilleure endroit qui existe en tunisie rien que cette montagne dans la mer tu ne la trouve nulle par et moi je suis monté jusquo sommet c'étai magnifique , salam a tou lé tunisiens et partriculieremen elerfarfa

Kélibien  (Tunisia)  |Jeudi 17 Juin 2010 à 09:07           
!!!!! كان الرفراف هكة مالا كان شفتو قليبية


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female