السيستام قلّم أظافر النهضة شعبيا ولم يعد يخشى جماهيريتها:ماذا بعد؟

طارق عمراني
نعم هو الحزب الأقوی تنظيميا والأكثر هيكلة وصاحب الخزان الانتخابي القار بنواة جماهيرية صلبة تجعله الرقم الصعب في كل الاستحقاقات الانتخابية
نعم هو الحزب الأقوی تنظيميا والأكثر هيكلة وصاحب الخزان الانتخابي القار بنواة جماهيرية صلبة تجعله الرقم الصعب في كل الاستحقاقات الانتخابية
حركة النهضة اقرب منها من الفكرة إلی الحزب وهذا ما يفسر صمودها لعقود رغم كل الهزات والمحن حتی ان كل من اتخذ قرار الخروج منها قياديا فمصيره الفشل السياسي والدوران في الحلقات المفرغة التي تحترف تشويه الحركة وسبها بطريقة سيزيفية تنتهي باليأس والاحالة علی شرف المهنة السياسي المبكر
لكن كل هذا لا ينفي التراجع الشعبي لحركة النهضة التي فقدت جزء من زخمها الجماهيري فالارقام تتحدث عن تراجع بحجم نصف مليون ناخب بين انتخابات المجلس التأسيسي 2011 وتشريعيات 2014 وهو عدد قابل للزيادة بعد ان خسرت النهضة تعاطف القواعد الثورية القريبة منها فكريا .
في المقابل نجحت حركة النهضة سياسيا بصمودها أمام الاعاصير السياسية الداخلية والاقليمية بإنسحابها من السلطة طوعا في سنة 2013 وإجهاضها لمشروع استنساخ مفضوح للسيناريو المصري بعد صيف ساخن عصف بالاخوان في قاهرة المعز بإنقلاب عسكري دموي اعاد مصر إلی مربع الديكتاتورية .
التوافق وبيض الغنوشي في سلة الباجي
من المؤكد ان التوافق بين الشيخين كان بقرار دولي تبلورت ملامحه في لقاء البريستول الشهير بباريس في اوت 2013 وكان له مابعده انطلاقا بالحوار الوطني إلی اقتسام السلطة بين حركة نداء تونس وحركة النهضة
وإذا عدنا بتقنية الفلاش باك فسنتأكد ان اسقاط مشروع تحصين الثورة بتدخل شخصي من راشد الغنوشي واسقاط مشروع قانون السن المحدد ب70 سنة للترشح للإنتخابات الرئاسية (علی مقاس الباجي قايد السبسي) كانا في اطار تسوية سياسية تنازل خلالها شيخ حركة النهضة في اطار الصراع من الاجل البقاء و هواجس الاجتثاث والاستئصال التي كانت تخيم علی تونس عبر رمال اقليمية متحركة ابتلعت كل الحركات الاسلامية...
السيستام تمكن ولا شك من ترويض الاسلاميين واقتلاع مخالبهم و جرّدهم من جزء كبير من قواعدهم الشعبية ،لكن النظام القديم مازال لم يتأكد بعد من ترنح حركة النهضة في معاقلها الجغرافية في الجنوب الشرقي وبدرجة اقل في الجنوب الغربي وصفاقس اضافة إلی جيوبها الموزعة علی كامل البلاد...
النهضة لم تعد تلك القوة الجماهيرية الضاربة نعم ،لكنها ستظل اخر الحصون ضد عودة الديكتاتورية ووجودها سيضمن لتونس الحد الادنی من الحريات والديمقراطية والتعددية الحزبية وهنا مربط الفرس ...
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 157073