ماء زمزم موضع تندّر.. ألهذا الحدّ وصلت نخبتنا؟

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/khalfaouihsan.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــازن

من ماتينال شمس اف أم، و الشيء من مصدره لا يستغرب، خاضت أبواق الضياع والتيه في المعقول واللامعقول و تحدّثت عن قدسية ماء زمزم وكأنّه موضوع الساعة و مربط الفرس للعرب والمسلمين فتحديد موقف من هذا الماء المبارك سيحل مشاكل تونس الاقتصادية و الاجتماعية و الازمات التي التمر بها دول العرب والمسلمين. ولكنّ لغط الايدولوجيا و تخميرة "التمقعير" على كل ما هو قدسي في ذهن الناس لا يمكن أن يختفي في مثل موائد السوء فكان التهكم وكان التندّر و الابتسامة الغدّارة التي انتقلت الى الضحك حتى طالت القهقهة. لو تقدرون على التندّر على أبيكم نوال الأسطوري أو على التثليث او الهيكل المزعوم أو على بقر يجول في الشوارع وتركع له الهنود او صنم يثبّت على طاولة والناس حوله يدورون. لا يستغرب التحامل ولا يردّ عليه ولكنني أردت الافادة لكل من يعتقد في بركة هذا الماء التي منحها الله عز وجلّ لخير امّة اخرجت للناس فلم ينضب و لم ينقص و جرّب للارتواء وللدواء فكان ترياقا بحق ربّ السماء.





توجد بئر زمزم في الحرم المكيّ و تلك اول القدسيات في نظر أكثر من مليار مسلم ينتشرون في كافة أنحاء العالم. و يعود تاريخ ذاك البئر الى زمن النبي اسماعيل عليه السلام جد العرب وتلك قدسية ثانية. وقد فجرّه الله سبحانه وتعالى لإسماعيل وهو وليد ولأمّه هاجر، وذلك عندما تركهما سيدنا إبراهيم عليه السلام في منطقة الكعبة لوحدهما. قال تعالى في محكم التنزيل " ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ".
كانت هذه البئر و لازالت مشربا للحجاج والمعتمرين على مدى آلاف السنين ولقد روي عن عبد الله ابن عباس - رضي الله عنهما عن الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم، قال : "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام الطعم، وشفاء السقم، وشر ّماء على وجهه الأرض بوادي برهوت". وفي صحيح مسلم قال صلّى الله عليه وسلم: " إنها مباركة، انّها طعام طعم " و ورد في سنن ابن ماجه عن جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "ماء زمزم لما شرب له". وفي لسان العرب ذكر ابن منظور عن ابن بري اثني عشر اسمًا لزمزم، فقال: "زَمْزَمُ، مَكْتُومَةُ، مَضْنُونَةُ، شُباعَةُ، سُقْيا الرَّواءُ، رَكْضَةُ جبريل، هَزْمَةُ جبريل، شِفاء سُقْمٍ، طَعامُ طُعْمٍ، حَفيرة عبد المطلب".

لم يتطرّق الحمقى المأدلجون الى الجانب العلمي والمعملي الذي ينبني على التحاليل و التجارب والذي عدّد العديد من الخصائص التي تميّز ماء زمزم عن غيره من المياه. لقد اثبتت تحاليل قديمة قام بها غير مسلمين أنّ مياه زمزم تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم، والمغنيسيوم، والصوديوم، كما أنها لا تزال محتفظة بعناصرها الغنيّة بالأملاح والمعادن و تحتوي مياه زمزم أيضا على نسبة قليلة من الزرنيخ، والرصاص، والكادميوم، والسيلينوم، وهي مواّد سامّة توجد في الماء العادية. و من الحقائق المعملية التي تجهلها حثالتنا المؤدلجة أن ّ بئر ماء زمزم لم يجفّ ولم ينضب أبداً، وهو يمدّ بالماء منذ آلاف السنين، حيث أنّ الحجّ أو المعتمر لبيت الله الحرام يلاحظ أنّه هذا الماء كثير ووفير و بنفس الطعم ويكفي لكلّ الحجّاج. و من الحقائق التي لا يدركها هواة بيع الكلام أنّه لا يحدث لبئر زمزم أي نمو نباتي أو بيولوجيّ داخله، فلا ينمو فيه أيّ نوع من الطحالب وبذلك يحافظ على مياهه صالحة للشراب طول الوقت كما لا تتم معالجة مياه زمزم كيميائياً كبقية المياه المستخدمة في الدول الأخرى ولذلك لم يسمع العالم عن أيّ حادثة تسمم أو وباء أو مجرّد إصابة شخص بعلّة أو مرض نتيجة شرب هذه الماء.

و أختم بأنّ الكراهية أو الحقد لطرف نخبوي أو سياسي لا يسمحان بأن تداس أو تزدري بموجبه اعتقادات أو قدسيات منشرة داخل المجتمع وتعبّر عن وجدانه ولو كانت خاطئة بل يلجأ المخاطب، ان أراد اصلاحا، الى الاقناع بوسائل علمية و اثباتات جوهرية فيكون الاصلاح المنشود.
ربّي يهدي من خلق.


Comments


18 de 18 commentaires pour l'article 156016

Cartaginois2011  (Tunisia)  |Lundi 19 Février 2018 à 08:49 | Par           
يصلح دوكار في ربط،موش صحافي تفتح له أمواج راديو عمومي

Rathouane  (Germany)  |Samedi 17 Février 2018 à 23:03           
ماء زمزم خرافة من خرافات الحج

Doctor  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 21:24           
Https://www.youtube.com/watch?v=ZgGaEVAN_os

Momo1  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 18:11           
يهزؤون من زمزم وشاري زمزم وشارب زمزم عن جهل؟وهل غابت المواضيع ليتطرقواإلى ماء زمزم؟ربي يهدي ماخلق؟إبحثوا فى الأنترنات سوف تكتشفون أن زمزم فريد من نوعه؟فهولم ينظب من ذ زمن بعيدوموقعه علي بعدامتارمن الكعبة الشريفة؟ماهذاالتحامل؟اقول ربي يهداهم

Citoyenlibre  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 17:56           
الحثالة تجيب :: الجهل مصيبة والأعظم :: عندما لا يحاول الجاهل التخلص من جهله ويعتقد انه على صواب ،،،وجهله للعنكوش



LEDOYEN  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 17:30           
Ces Znouss sont pré-payés pour semer la discorde et la zizanie dans notre Pays. Parler d'eux c'est leur donner une importance qu'ils ne mérite pas. Point barre.

Omar_lovebabnet  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 16:28           
سؤال: هل ماء زمزم مقدس و داخل في العقيدة الإسلامية؟
حسيت التقديس يشبه الماء المقدس عند المسيح

Kamelnet  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 16:09 | Par           
بماانكم لا تؤمنون بمعجزة ماء زمزم....هاو باش ندعوا عليكم بيه.... الله يا من تقل للشيء كن فيكون اجعل الماء في جنابهم واركايبهم حتي يموتوا به

CONTRA  ()  |Mercredi 14 Février 2018 à 15:05 | Par           
اللهم جفف الدماء في عروق هذه الحثالة من نكبتنا يسخرون من كل شي فيه رائحة الإسلام وشعائر ديننا

Chebbonatome  ()  |Mercredi 14 Février 2018 à 13:37 | Par           
كل الفئات التونسيّة مشاعرها و عقائدها مصونة الا نحن الاقليّة المسلمة هذا اضطهاد ديني

MedTunisie  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 13:28 | Par           
كثير من النخب المحسوبة النكبة همهم الوحيد استفزاز و تحقير الاسلام و شرع الله ......اللهم اسقنا من ماء زمزم واجعلها شفاءً لأسقامنا، وغذاءً لأبداننا، موصولة بحوض نبينا

MedTunisie  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 13:27 | Par           
كثير من النخب المحسوبة النكبة همهم الوحيد استفزاز و تحقير الاسلام و

Aziz75  (France)  |Mercredi 14 Février 2018 à 13:08 | Par           
لو أحبهم الله و رغم ما لهم من إمكانيات مادية لا شرفهم بزيارة بيته العتيق.عوض القيام بالتحاليل المخبرية ليتأكدوا من ذالك،بل ثرثرة أنسان ليس له مستوى فكري منير.هم كلأنعام،بل أظل.نخبة مفلسة لا يرجو منها خير.طعمه ليس كمثل أي ماء آخر،لا تحس بالعطش حتى في شهر إوت رغم الحرارة.اللهم اسعدنا بالعودة الى تلك البقاع.

Tarasbulba  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 12:09           
أبو مازن وجب أن تقول ألهذا الحد وصلت نكبتنا وليس نخبتنا

Mavb2013  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 11:33           
Parler de ces crétins, c'est leur donner du crédit

Nouri  (Switzerland)  |Mercredi 14 Février 2018 à 11:26           
لعنة الله عليهم،
فقدوا الوعي والابتكار ببرامج تنفع المواطن وتيسر له حياته وتزده علما ورشدا، بل زادوا في بث الفتن وتطاولهم عن العقيدة وابتزاز المسلمين، من منهم يفقه في الشريع وعلوم الدين ومن منهم متخرج من مدرسة اسلامية كي يفسر للمواطن دينه ؟
لماذا كل هذه الكراهية والتلاعب بمشاعر المسلمين، ؟
هل هذه الخطة التي أعلن عليها الجنرال الامريكي ميشال فليين بمحاربة الدين الاسلامي ونعرف بوثائق مصورة تكريم الجيش الامريكي في إحد قواعده بمن يسمى بوغلاب وهو موجود في هذه الحصة ؟
لا يكفي التجسس على الوطن بل ذهبت الؤمور إلى خراب الوطن وكل ذلك بأيدي بني جلدتنا لعنهم الله.

Hechmi  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 11:20           
شكرا أبو مازن على هذا المقال الرائع

Sly  (Tunisia)  |Mercredi 14 Février 2018 à 11:17           
ولد البلومي يتصرف كالبهلول في الزفة


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female