مرزوق: الغنوشي حوله شبهة، نهار الكل يجري من بلاصة لبلاصة..كل عرس يحضرلو ..يتصور مع النساء.. وانصار النهضة مرضى يمشوا يداويو

نصرالدين السويلمي
"الغنوشي يجري من مكان الى مكان لحضور المؤتمرات الدولية، على خاطر ثم حولو شبهة ، يحضر المؤتمرات الدولية باش ينحي على روحو الشبهة ويوري الي الاسلام السياسي راهو باهي ومعتدل..العالم الكلو ماشي في اتجاه تجريم الحركات التي تدمج بين الدين والسياسة، لذلك هو نهار الكل يجري من بلاصة لبلاصة باش يقول راني لباس وراني معتدل وهاوكا لبست كرافات وهو نهار الكل عامل جهدو، وسمعت انو يحضر في العراس، كل عرس يحضرلو، وكل اجتماع يحضرلو وكل حفلة في سفارة يحضرلها، وكل وين يلقى حضور نسائي يتصور بحذاه باش يوري الي هو معندوش بروبلام..وذا كان ثم جماعة من النهضة يشفو في الكلام هذا استئصالي يمشاو يداويّو ، مرضى ما يعرفوش، شنعملهم انا؟"
كانت تلك خلاصة الحديث الذي تتطرق من خلاله محسن مرزوق الى جهود الغنوشي في ارساء دبلوماسية شعبية، تشكل روافد للدبلوماسية الرسمية، والملفت ان تصريح مرزوق على امواج ديوان اف ام كانت متشنجة الى حد بعيد، وبدت ملامح الغضب على وجه الامين العام لمشروع تونس حال تطرق المذيع للغنوشي، ومن فرط تشنجه وبعد ان هاجم الغنوشي وحاول النيل منه عبر ضخ سلسلة من التهم التهكمية، عرج على انصار النهضة ليصفهم بالمرضى.
وكان مرزوق صعّد بشكل مركز هجماته على النهضة وزعيمها مباشرة اثر لقاءات مكوكية مع شخصيات محسوبة على محمد بن زايدن كان ابرزها الفريق خلفية حفتر والعقيد محمد دحلان الى جانب العديد من اللقاءات مع الخلية التي تستهدف تونس من داخل سفارة الامارات العربية المتحدة، حينها اكدت المعطيات ان ابو ظبي غاضبة من خطاب مرزوق الذي تنقصه الحدة تجاه النهضة، ولوحت باستبداله واعتماد غيره ان لم يتدارك الامر وينخرط في خطاب يشبه ذلك الذي تواجه به ترسانة اولاد زايد الشرعية وانصارها في مصر، وقد ادرك مرزوق ان محمد بن زايد لا يؤمن بأنصاف الحلول ولا بالتعايش ولا بإقصاء خصومه بأشكال هادئة، فقط يؤمن بالاستئصال والاستئصال ثم المزيد من الاستئصال، وما دام يغدق بغزارة لاباس من اراقة الدماء بغزارة، وهو ما استجاب له مرزوق وشرع في انتهاجه بأشكال تصاعدية، قد تصل بتونس الى مرحلة كارثية ان لم يتفطن المجتمع ويحمي نفسه من سرطان الاستئصال الذي مزق المجتمعات وزرع عداوات قد تعمر لعقود.
الطريقة المفتعلة والمركبة التي استعملها مرزوق، تؤكد ان الغرفة الإقليمية التي اسسها محمد بن زايد ووضع على راسها محمد دحلان، مازالت تبحث عن مداخل لتونس تمكنها من تفجير الوضع وخنق الثورة الام كشرط للقضاء على الحلم وكحل للإجهاز على الدافع المعنوي الوحيد المتبقي لشعوب عربية أحبطتها اموال النفط وجرعها محمد بن زايد الياس ويسعى لإقناعها بفضيلة العبودية، كما يجتهد في تبضيعها وتسليعها لتصبح جاهزة لكل الصفقات المذلة، وعلى استعداد لمقايضة المال المنفّط بشرف الامة وتاريخها ومستقبلها.
وإن كانت غرفة بن زايد دحلان خسرت جميع معاركها في تونس إلا انها كسبت تجربة كبيرة من خلال حملاتها المتكررة، ونجحت في الاقتراب كثيرا من تركيبة المجتمع التونسي ومن ثم تمكنت من تجنيد العناصر الانتهازية الجاهزة لمبادلة المال مقابل العار والاخرى المؤدلجة التي وهبت نفسها للنفط مقابل عائدات استئصالية تشفي صدور قوم مؤدلجين، تلك الحملات المتكررة سهّلت على الغرفة الماكرة عمليات التجنيد ووفر لها مرونة كبيرة في الحركة داخل البلاد، ومكنها من توفير سيولة في الخيانة والعمالة.
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 155102