جون أفريك : الحرب السياسية في تونس... شبكة نفوذ كمال اللطيف و تأثير الرياضة و الجهويات و السياحة الحزبية في المشهد.
باب نات -
طارق عمراني نشر موقع مجلة جون أفريك الفرنسية مقالا بتاريخ 19 ديسمبر في 2017 حمل عنوان Tunisie : guerres d’influence en politique, le poids des lobbies 
ويتحدث المقال عن الحرب السياسية في تونس حيث تتنوع الوسائل ف " لأجل كسب الدعم و تثبيت ركائزها تقوم الأحزاب التونسية يإستعمال رافعات مالية،رياضية ،جهوية..."

ويتحدث المقال عن الحرب السياسية في تونس حيث تتنوع الوسائل ف " لأجل كسب الدعم و تثبيت ركائزها تقوم الأحزاب التونسية يإستعمال رافعات مالية،رياضية ،جهوية..."
وتحدث المقال عن أهم شبكات النفوذ التي تعتمد عليها الشخصيات و الأحزاب السياسية ففي " سنة 2014 تميزت الحملة الإنتخابية الرئاسية للباجي قايد السبسي بصورتين قويتين ؛ زيارة لضريح بورقيبة في مدينة المنستير وأخر لسيدي بلحسن أشهر الأولياء الصالحين، طريقة فريدة توحي بإنتمائه لدائرتي نفوذ، من جهة فهو دستوري بورقيبي ومن جهة أخر فهو ذلك المتشبع بالموروث الحضاري والديني التونسي.
منذ 2011 وال هذه اللحظة في إطار الإستعداد للإستحقاق الإنتخابي البلدي في 2018 والتشريعية في 2019،تعتمد الشخصيات السياسية و الأحزاب عل الشبكات التي أقامتها أو تسع لإيجادها ولكن هذه الشبكات حسب رأي حسن الزرقوني صاحب شركة سيغما كونساي في تونس " تحتاج إل روابط و عقد" فمن يمثل هذه العقد ؟ ومن يمثّل هذه الروابط؟ هل هي جهوية،أم مالية أم رياضية؟"....
الجهويات
مثل ما هو الحال في عهد بورقيبة ،فإن الأحزاب و الساسة يرتكزون عل المناطق التي ينحدرون منها وينظرون إليها عل أنها بيئة ملائمة لبسط النفوذ والتأثير،الشبكات الجهوية من أقو الشبكات،مثل شبكة الساحل التي يبرز فيها رجل الأعمال كمال اللطيّف،المدافع عن سيادة الساحل والذي لم يرق له تعيين علي لعريض أصيل بوغرارة التابعة لتطاوين في الجنوب رئيسا للحكومة سنة 2012
من جهة أخر تظهر شبكة الجنوب الشرقي الأخر المعروفة بمعارضة البوريقيبية وقيامها عل إتحّاد مجموعة من المغتربين المهاجرين خارج أرض الوطن وأشهرهم النائب حسين الجزيري وهي من أنشط الخلايا المالية لحركة النهضة،وفي الإقتصاد تظهر دائرة صفاقس التي خسرت رجل الإقتصاد والوزير منصور معلّا الذي كان الناطق بإسمها كما فقدت إشعاعها بهجرة نخبها نحو العاصمة تونس وتسع إل إعادة التموقع من خلال المحافظين الدينيين من أمثال الحبيب اللوز ورجل الأعمال المعروف و المثير للجدل شفيق الجراية وعرف الأخير ،(الموقوف بتهم التآمر عل امن الدولة ) منذ 2014 بتأييد حركة نداء تونس حيث نظّم لها إجتماعاتها الشعبية في مدينة صفاقس خلال فترة الإنتخابات ،أما مدينة قابس فقد كانت وازنة في مناسبتين ،فجر الإستقلال مع جلول الفارسي رئيس المجلس التأسيسي وفي سنوات التسعينات مع الشاذلي النفاتي وزير بن علي، ومنذ ذلك الحين تراجع إشعاعها بعد أن إعتبرها النظام حاضنة للإسلاميين.
سكّان قرقنة و المعروفون بوفائهم للعمل الجماعي يبرزون سياسيا من خلال مشاركتهم المكثفة في العمل النقابي في إطار الإتحاد التونسي للشغل ،وبالنسبة للعاصمة التونسية التي لم يكن لها أي تأثير منذ زوال القطب الديني الزيتوني فقد عادت إل الساحة السياسية عبر بعض الأحزاب عل غرار التكتل و الذي يضم قيادات مثل مصطف بن جعفر،خليل الزاوية،خيّام التركي ومراد بن محمود وكلّهم من أنساب عاصمية خالصة أو ما يعرف عاميا بالبلدية (أولاد البلاد).
تأثير الرياضة "الكرة أفيون الشعوب"
نتيجة النزعة الجهوية تمرّ شبكات النفوذ أيضا عبر النوادي الرياضية المحلية الكبر ،التي تجعل من تونس أو سوسة أو صفاقس خصوما ،وبالنسبة لبعض المسيّرين فإن الجماهير و المتبرّعين يمثّلون إحتياطيا مؤكدا وخزّانا إنتخابيا وعل الأقل قاعدة شعبية في الحياة السياسية اليومية ،وهكذا تم إنتخاب صلاح الدين الزحاف رئيس النادي الرياضي الصفاقسي كنائب في المجلس التأسيسي ومثله المنصف السلامي رجل الأعمال الذي يحظ بتقدير جماهير نفس النادي حيث وقع إنتخابه كنائب للجهة في مجلس النواب وكذلك وقع إنتخاب رضا شرف الدين رئيس نادي النجم الساحلي، وفي نفس السياق وبالرغم من سمعته السياسية السيئة فقد فاز سليم الرياحي وحزبه الإتحاد الوطني الحر ب16 مقعدا في البرلمان عبر تعبئة جماهير النادي الإفريقي الغريم التقليدي لنادي الترجي الرياضي التونسي الذي يشارك نجل الرئيس حافظ قايد السبسي و المدير التنفيذي لحركة نداء تونس في تسييره.
تحالف المال والسياسة :التحالف الرابح
مع تغيّر النظام في 2011 وحالة الشك و الضبابية التي خيّمت عل المستقبل السياسي للبلاد،التجأ رجال الأعمال لدعم الأحزاب السياسية ماديا ،حيث إنضمّ رجل الأعمال محمد فريخة إل حركة النهضة وانتخب نائبا في البرلمان كماهو الحال مع سيدة الأعمال زهرة إدريس عن حزب نداء تونس
كما دعّم رجل الأعمال المعروف الناصر شقرون صاحب شركة غلوبال نات حزب المؤتمر لأجل الجمهورية و زعيمه منصف المرزوقي أما رجل الأعمال فريد عبّاس الذي كثيرا ما يظهر مع حمة الهمامي فقد كان من ممولي الجبهة الشعبية ،وقد سعت أحزاب يمينية عل غرار حركة نداء تونس وأفاق تونس إل إستمالة أباطرة المال و الأعمال ببرامج ومقترحات ليبرالية.
وبالتالي فقد ساهمت الظروف السياسة عل بلورة تحالف الساسة و رجال الأعمال في علاقة ربحية في إطار حزب سياسي قوي لذلك فقد كانت أسماء بارزة في عالم الأعمال مثل اللومي و حشيشة مفاتيح تأسيس حركة نداء تونس.
السياحة الحزبية
ويتجل تأثير رجال الأعمال من خلال تمرير الباجي قايد السبسي لمشروع قانون المصالحة الإقتصادية بإنهاء التتبعات القضائية ضد مدراء و موظفين سامين سابقين تورّطوا في الفساد، وهي طريقة لكسب الدستوريين ورجالات النظام السابق و شبكة علاقاتهم الواسعة الناتجة عن إختراقهم لكل الدوائر الإجتماعية و الإقتصادية،نعم لم يعد لهم تأثير الكبير لكنهم يعرفون تضاريس الخارطة الإقتصادية و السياسية ومنتشرون في كل الإتجاهات.
إنضم عياض الودرني المدير السابق لمكتب بن علي إل نداء تونس بينما اختار الصادق شعبان و رياض سعدة وبعض الوجوه التجمعية الإنضمام إل مشروع تونس.
هذه التحالفات ليست دائمة فهي مرتبطة بالنجاحات و الإنتكاسات الإنتخابية التي تؤدي إل ظهور احزاب جديدة،الشبكات تتغير فالحزب الديمقراطي التقدمي الذي تحولت تسميته إل الحزب الجمهوري قد إستفاد من دوره في تحالف 18 اكتوبر 2005 بين الإسلاميين والعلمانيين فأصبح قبلة لجميع السياسيين من كل التوجهات و تحوّل بعد الثورة إل حاضنة سياسية إنفرط عقدها بعد نكسة إنتخابات اكتوبر2011 التشريعية وهو ما خلق ظاهرة السياحة الحزبية التي إستفاد منها حزب نداء تونس عل وجه الخصوص.
لوبيّات الدوائر المغلقة
ويمثّلها رئيس الحكومة يوسف الشاهد،مستشار رئيس الجمهورية للشؤون السياسية سليم العزابي،وعدد من الوزراء عل غرار إياد الدهماني و مهدي بن غربية (الحزب الديمقراطي التقدمي سابقا) وبعض رجال الأعمال من أصدقاء يوسف الشاهد مثل قريش بن سالم و دعم من جمعية نور ،في حين يرتكز حزب أفاق عل شبكة علاقات الجمعية التونسية لخريجي المدارس العليا الفرنسية.

أي من التشكيلات السابقة لا تلعب بشكل مكشوف و مفتوح عل شبكات الضغط الكلاسيكية مثل الجهوية و الرياضة و البورقيبية ،حيث أن اللوبيات في تونس تطورت إل مرحلة الميكروكوزم التي تقوم عل الدوائر المغلقة فمن الأسهل لهم إنشاء دوائر نفوذ بدل بناء الشبكات المعقّدة ،حيث يفضّلون التواصل و التفاعل مع وجوه جديدة ومجموعات المصالح و حت علاقات الصداقة القوية حيث يؤكّد محمد بنور القيادي السابق في حزب التكتل أن تونس "تسيرّها اللوبيات وهي من ستتحكّم في الإنتخابات القادمة".











Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 153032