لا تنس التوافق الذي نزع عنك ''السفساري'' يا برهان

أبو مـــــازن
يقف برهان بسيس اليوم ليعيد مشهدا مرّ أمام أعين التونسيين على قناة الجزيرة. في نفس الفترة بالضبط و منذ سبع سنين، وقف برهان يدافع على النظام المتهالك و الذي فقد سيطرته على الشارع فوصف الثوار كما شاء و أراد و صال وجال و لكن المخلوع عالجه بالفرار فلم يجد برهان بدّا من الاختفاء القصري و مغادرة المشهد الاعلامي. عاد برهان نفسه بعد أشهر من الثورة ليعتذر كالشجعان ويحيّ الثورة المجيدة ثم يردف أنّه تارك لا محالة السياسة و الاعلام ولن يعود تحت أي ظرف. لم نصدّق وقتها ذلك الكلام لأننا كنّا نرى فيه حبّا مبالغا للظهور و لتصدّر المشهدين السياسي والاعلامي مع لباقة ولياقة في الحديث هجوما ودفاعا، أضف الى ذلك بوادر توبة نصوح قد تنفع لبناء ديمقراطية ناشئة.
يقف برهان بسيس اليوم ليعيد مشهدا مرّ أمام أعين التونسيين على قناة الجزيرة. في نفس الفترة بالضبط و منذ سبع سنين، وقف برهان يدافع على النظام المتهالك و الذي فقد سيطرته على الشارع فوصف الثوار كما شاء و أراد و صال وجال و لكن المخلوع عالجه بالفرار فلم يجد برهان بدّا من الاختفاء القصري و مغادرة المشهد الاعلامي. عاد برهان نفسه بعد أشهر من الثورة ليعتذر كالشجعان ويحيّ الثورة المجيدة ثم يردف أنّه تارك لا محالة السياسة و الاعلام ولن يعود تحت أي ظرف. لم نصدّق وقتها ذلك الكلام لأننا كنّا نرى فيه حبّا مبالغا للظهور و لتصدّر المشهدين السياسي والاعلامي مع لباقة ولياقة في الحديث هجوما ودفاعا، أضف الى ذلك بوادر توبة نصوح قد تنفع لبناء ديمقراطية ناشئة.
عاد برهان الى الظهور ابّان التوافق بين النهضة والنداء فباركه على الملأ وفي الاعلام وفي كل المحافل والاجتماعات ثم زاد دفاعا عن التوافق لمّا غادر النداء خصومه مرزوق والعكرمي و غيرهم فانتصر للاجتماعات الثنائية و للمغازلة الحزبية بين قطبي البرلمان. لم يظهر برهان خلال تلك الفترة انتقادا للتوافق بل على العكس كان مدافعا شرسا رغم بعض التلميحات النقدية الذكية لبعض صقور النهضة في المنابر الاعلامية. برهان نفسه انتصر للشهيد محمد الزواري حيث خالف مواقف النداء الباهتة وهو الذي يعلم علم اليقين ماضي الشهيد الاسلامي وقربه من النهضة و أنصارها.
لكنّه حاد هذه المرة عن تلك الاستراتيجية فلوّح بالتملص من التوافق و أمعن في توصيف خذلان النهضة فساند بذلك موقف غريمه مرزوق دون قراءة متمعنة و ذكية لحيثيات الانتخابات في ألمانيا و دون توقف عند الاسباب الحقيقية لعزوف الناخبين أضف الى ذلك للأخطاء القاتلة التي ارتكبها النداء لمّا أراد خوض غمار الانتخابات الجزئية وهو الحزب المفترض أولا في البرلمان. لماذا سارع برهان باتهام النهضة و وجّه اليها الشكوك فلم يتهم غيرها من الاحزاب والحال أن أصوات مرزوق وهي التي تحتسب من خزان النداء كانت كافية لفوز عريض على ياسين العياري. لماذا لم يراجع برهان تدني عدد أنصار النداء من ثلاثة آلاف الى مائتين ونيف و لماذا انحسر عدد مراكز الاقتراع الى أربعة بعد أن بلغ العشرة في الانتخابات الفارطة.
أسئلة عديدة تطرح و لكن المتابعين للوضع و مشجعي التوافق من الجانبين يعلمون جيدا ان ترشيح الفرجاني الى كتابة الدولة كان خطأ فادحا و مضيعة للوقت وللجهد والمال اذ تجاوز الانفاق نصف المليار لتنظيم الانتخابات الجزئية، فماذا يرتجي التونسيون في الداخل والخارج من مقعد ألمانيا وكيف تراه سيغيّر مسار البرلمان التوافقي؟ أمّا المسألة الثانية الهامة التي تبيّن نفوق برهان عن التوافق فقد تعزى إلى انطلاقة حقيقية للحملة الانتخابية المحلية التي حدد موعدها ولا يمكن للنداء أن يدخلها مع رفيقه التوافقي النهضة. هكذا يكون برهان قد استعاد دوره لتهييج المشاعر السياسية للنمط و لشحذ همم القديم لمساندة فريقه الندائي حتى يتخطى بنجاح الانتخابات البلدية المقررة في السادس من ماي.
Comments
5 de 5 commentaires pour l'article 152800