بــابور زمّرْ ، خشّ البَحَرْ ،،،

<img src=http://www.babnet.net/images/7/lampadusale6.jpg width=100 align=left border=0>


منجي باكير
مدوّن و كاتب صحفي



نعم قد تتشابه الأحقاب في الأوطان ، تتشابه إذا ما كانت السّياسات هي نفسها أو حتّى أتعس ، سياسات لا تواكب و لا تتحيّن و لا تعتبر و لا تقيم خصوصا وزنا للوطن و للمواطن ،،، و تتشابه أكثر إذا ما – تشابه – السّياسيون و ساروا على نفس خطى أسلافهم خطوة بخطوة برغم إخفاقهم في فتح بوّبات الأمل للبلاد و العباد أو إذا كان و مازال هؤلاء السّاسة هم أنفسهم منذ عقود خلت ْ جاثمين على صدر الوطن متشبّثين بكراسي حكمه برغم خيباتهم المزمنة و المتكرّرة .




(( بابور زمّرْ )) هو عنوان قصيد غنّاه ذات عام المرحوم الهادي ڤلّة ، غنّاه بشجن لخّص وقتها تعاسة الوطن و أهله ، وطن – شحن – أبناءه إلى بلاد برّة هربا من الظلم و الفقر و أملا في بعض حريّة و بعض حياة قد يجدها في بلاد برّة أو قد يخيب مسعاه مرّة أخرى :

بابور سافر علْ العين غاب
تحت الضّباب
محشي معبّي بخير الشباب
وسڤوه للأجنبي بلا حساب
مثل الدواب
الفرڨ بينه و بين البڤر
~~~

نفس الصّورة لهجرة شباب الوطن و زهوره تكرّرت مع الثّورة و هي اليوم تتكرّر بوتيرة أكبر ، لكن بكيفيّة مغايرة ، بابور و شباب الهادي قلّة كانوا بجوازات و بتأشيرات ،،، لكنّ – بابورات – هذه الأيّام هم على منوال ( الحَرْقة التي تخلّف غالبا كثيرا من الحُرقة ) و مآسي بالجملة ، بابورات بدون أدنى شروط السّلامة تُحشى حشوا لتُلقى في البحر ليلا أو نهارا في طقس صحو أو مغيّم ، بابورات تحمل في بطنها عشرات و مئات الشباب و الأطفال و العائلات قامرت بحياتها رمت بأنفسها في أحضان المجهول الذي قد يوصلها إلى يابسة الضفّة المقابلة أو قد يقطع ذاك الحلم غرق شنيع أو رصاص منهمر يقضي على الأحلام و البشر ْ... حرّاقة في بابور لا – يزمّر – لكنّه يخوض غمار البحر خلسة حاملا بين جنبيه شبابا و شابّات ، عائلات و أطفال تعبوا و ملّوا و طال إنتظارهم لصبح ينبلج بعد طول عتمة ، فقر مدقع ، بطالة خانقة ، أوضاع إجتماعيّة و صحيّة مزرية ،،،

لكنّ انتظاراتهم طالت و طالت دون أن أن يلوح لهم أدنى أمل في الأفق البعيد و لا القريب حتّى ، فهانت عليهم أنفسهم و ألقوا بأرواحهم في عرض البحر يطاردون حلما في بلاد برّة ، ينشدون وضعا أفضل قد يوفّره لهم الغريب بعد أن حرمهم منه القريب ، يطلبون حقّهم في وطنهم ( في أوطان الآخرين ) ....


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 148862

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 8 Octobre 2017 à 11:17           
كان بابور هجرة اي بواخر تزمر عند مغادرتها الميناء محملة بالمسافرين ولم تكن هناك تأشيرة
واليوم زوارق هجرة تغادر من الشطوط متخفية متسترة بالظلام
وقصيدة بابور الهجرة للمولدي زليلة غناها الهادي قلة واشتهرت ببابور زمر

بابور زمّر خش البحر
عطى بالظهر
لارض الوطن عز الوكر

بابور زمّر خش الغريڨ
سالك طريق
قدا أرض غربة تشيح الريڨ
عاطي بظهره لوجه الصديڨ
و ڤلب الرفيڨ
وجوه الاهالي طافية صفر هم وكدر

بابور زمّر بالصوت عالي
عل الوطن جالي
يحمل شباب عالشعب غالي
ڤداه اليدين ترعش تشالي
دمع الأهالي
يلذع و يجرح شبح النظر
حرڨ الشفر

بابور زمّر خاشش لبحره
ڤدا أرض برة
لسماء صافية عاطي ظهره
يحمل شباب من أرض خضراء
لحياة مرة
كما يحمل الواد وڤت المطر
عتوڨ الشجر

بابور زمّر هج مالوطن
في مثيل سن
تڤص الموج ڤص الجبن
عل البحر أزرڨ خلـّف كفن
خلـّى السفن
عالشط ترعش خايفة الخطر
هاج البحر ماج البحر

بابور سافر عل العين غاب
تحت الضباب
محشي معبي بخير الشباب
وسڤوه للاجنبي بلا حساب
مثل الدواب
الفرڨ بينه و بين البڤر
جواز السفر

MedTunisie  ()  |Dimanche 8 Octobre 2017 à 10:47 | Par           
انها كارثة بجميع المقاييس من الطبقة السياسية و الرئيس و الحكومة وعود كاذبة و خطاباب مقرفة و عودة التجمع و المظاهر النفمبرية و اسلوب الطرابلسية المقيط و كل اصبح يحسب ما يكسبه و ابن الرئيس يستعد للخلافة و الطبالة تدق طبول السلطان


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female