عيد مبارك يا سيادة الرئيس ..

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/eid_mubarak_by_meanart-d2ycm53.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي
مع اقتراب عيد الاضحى المبارك شرعت بعض النخب العربية المعروفة بمشاكلها المزمنة مع هوية الأمة ، شرعت في الطعن على شعيرة العيد وعبرت عن انزعاجها من طريقة الذبح التي اوصى بها الاسلام ، منهم من اكتفى بالإنكار على المسلمين ومنهم من تخلص من الاحتجاجات السلبية وقدم توصيات اكد من خلالها جواز الاستذكار والتامل في هذا اليوم دون الانخراط في عملية الذبح ، ومنهم من ادعى ان ما يحدث في عيد الاضحى او مناسك الحج ليس الا وثنية وجب التخلص منها فورا .


لا يمكن القول بغلبة اصوات الطاعنين على مناسك الامة والجاحدين شعيرة عيدها الكبير بل يمكن الجزم انها اقلية نشاز ما كان لها ان تبرز لولا احتكارها لمنصات الاشهار واحتكامها على المال الوفير الذي من شانه التغطية على فظاعات المجموعات الانسلاخية واقترابها من النخبة الحاكمة الى حد التماهي ، لكن الغريب انه ومرة اخرى "تبرز" النخب التونسية المنفصمة اكثر من غيرها حين يتعلق الامر بهتك المقدس والولوغ في الثوابت ، فبعد "نجاحها" في اقناع رئيس الجمهورية بان إبطال مفعول القرآن الكريم في آيات الارث يمكن ان ينمي ارصدة الحزب الانتخابية ويعيد الثقة للمتراجعين والمترنحين ، ها هي تسعى الى مشاعبة شعيرة عيد الاضحى والبحث عن منافذ لطمسها ، صحيح ان عتاة الاستئصال مازالوا يتأهبون ولم يدخلوا المعركة بثقلهم لكن غلمانهم ولجوها بشكل مبكر ، وطالبوا بتوقيع عريضة وطنية تحول دون المساس بالثروة الحيوانية والاساءة اليها ، واخرى تجرم الذبح بالطرق المتعارف عليها واستشهد بعضهم بدول اوروبية منعت الذبح قبل الصعق ، مؤكدين انه وان تعذر منع الذبح الهمجي فلا اقل من فرض الصعق قبل الذبح .




الملفت انه وبالعودة الى صفحات بعض النشطاء الذين سبقوا اربابهم في الغمز واللمز ، وجدناهم يباركون ذبح الشعب السوري دون بسملة ، بل قتل الاطفال بطريقة الخنق عبر الكيمياوي ، وجدناهم يتالمون من ذبح الخرفان ويهللون لذبح الانسان ، تلك شرذمة لا يهمها الخروف على اي شاكلة ذبح واكل ، بل يهمها ان تختفي شعيرة عيد الاضحى الى الابد وتتخلص تونس من دينها عبر افراغه من خصائصه ، والاكيد ان هؤلاء لن يتوقفوا عند الارث والعيد والحج الذي اعتبروه وثنية جديدة وطالبوا باستصدار فتوى تحرم تقديم اموال تونس للوهابيين وبالتالي منع الحجيج من اداء مناسكهم ما يعني تعطيل الركن الخامس من الاسلام ! بل سيمضون بعيدا في حربهم على الهوية.

مع تصاعد الهجمة ، يقفز السؤال الى الاذهان حول امكانية تدخل رئيس الجمهورية وبعث لجنة للنظر في مسالة عيد الاضحى ومناسك الحج ، وان كان من المستبعد ان ينساق السبسي خلف هذه المطالب بما أن عائداتها الانتخابية هزيلة بل قد تعود عليه وعلى حزبه بالوبال ، رغم ذلك وبعد جراته على الآيات الثابتة الواضحة التي لا يتطرق اليها التأويل ، يمكن للباجي وانطلاقا من شرفة قرطاج وما تعنيه من سطوة ، الانخراط بشكل او بآخر في الحملة ضد عيد الاضحى ومناسك الحج ، خاصة مع سيطرته المطلقة على منجم الفتوى الشنيعة عثمان بطيخ .

في الاخير وعلى سنة بعض المذاهب التي يستحب فيها المجاهرة بالتهنئة واخفاء النصيحة أو تمريرها همسا ، نقول وبالله التوفيق " عيد مبارك يا سيادة الرئيس" تلك التهنئة ، اما النصيحة الخافتة ، "يا سيادة الرئيس دعك من بطيخ ودعك من بن تيشة ودعك من قراش ودعك من حاشيتك الرعناء واسال الثقات عن حسن الخاتمة وما ادراك ما حسن الخاتمة ، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله" قالوا: كيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته" .


Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 146940

Mandhouj  (France)  |Samedi 26 Août 2017 à 15:00           
هذا لمجرد التذكير .. حتى تبقى الحرب على الفساد ، الخارج عن كواليس الدولة و الداخلي منها ، هو الهم الأول الذي يوحد كل أبناء الوطن ..

جوان 2017

“وذكرت مصادر شاركت في اجتماع القصر ان الرئيس قائد السبسي اكد ان الايقافات ستشمل كل من تورّط في الفساد وأن مصير كل فاسد سيكون السجن حتى وان كان يتقلد اعلى منصب على هرم السلطة .”

السيد رئيس الجمهورية أريد أن أصدق .. لكن ! لحد الآن كل تصريحات كوادر النداء أو المحسوبين عليه (بسيس ، العكرمي ) ، … تدفع لنقل أن هناك إزدواجية في هذه العماليات ضد بعض رجال الأعمال … يجب أن نفهم أن الحرب على الفساد هي نفسها أحد مسارات و مستحقات الثورة : القطع مع آليات الماضي في العمق ، يعني : تفكيك الشبكات ، تنظيف ، و بناء جديد لمنظومات العلاقات الموجودة ، فيما يخص العمل العمومي ، كما العمل الحر ، (الادارة ، السوق ، …)… و كل هذه التصريحات الرسمية
و غير الرسمية ، تدفع لطرح عدة اسئلة … و كل تسأل هو شرعي ، و لا يعني عدم مساندة الحكومة في الحرب على الفساد .

– أين موقع الشاهد كرئيس حكومة وحدة وطنية من كل هذا (من هذه الازدواجية )؟
– يجب أن نفهم أن الحرب على الفساد لها لون واحد رغم تشعبها (complexité) و خطورتها . كم مرة قلنا أن الحرب على الفساد هي أصعب من الحرب على الارهاب ؛ خاصة أن الفساد ليس مجرد ناس يلعبوا بضعف الدولة ، و إنما أصبح (منذ وقت طويل ) منظومات موازية داخل الدولة (التسيير السياسي و الاداري و التصرف في المصالح العمومية ) و منظومات جد منظمة في عالم العلاقات الاقتصادية و المالية ؛ له آليات فعل جد معقدة صعبة التفكيك، و خاصة له حماية سياسية أمنية قضائية قوية
(visible et invisible à l’oeil nue )… لونها الواحد : أنها معركة لها إستراتيجية ذات أهداف مرحلية و بدايات بناء جديد لمنظومة العلاقات عبر آليات جديدة و قيم جديدة …

إذا حكومة الوحدة الوطنية (و لا أقول الشاهد فقط ) تمضي في هذا التوجه (تفكيك ، تنظيف ، محاسبة ، و في آن واحد بناء الجديد )، سيكون لها المساندة من طرف كل الأحزاب التي تؤمن بأن تونس للجميع في إطار هذا العهد الجديد مع التاريخ الذي فتحته ثورتنا المباركة . لا يكون هناك تشكيك من أحد أو احتراز من أحد ، ما توفرت الشفافية و المراقبة الديمقراطية و الاجتماعية ؛ و ما الشفافية و المراقبة الديمقراطية و الاجتماعية سوى جزء من البناء الجديد . الشاهد كرئيس حكومة ،
حكومة الوحدة الوطنية ، رئاسة الجمهورية ، الأحزاب التي في الحكم ، يجب أن يفهموا أنه لا وجود لأي ورقة بيضاء في الدولة الديمقراطية ، و اعتبر أننا في تونس في دولة ديمقراطية ، فعدم الاحتراز أو عدم التشكيك و المساندة المطلقة ، ليس ورقة بيضاء .

في هذا الموضوع هذا آخر كلامي ، إنتهى الكلام . و أتمنى التوفيق لشعبنا العظيم في التأسيس لدولة القانون و المساواة .

et comme disait le proverbe: s’il faut tout un village pour éduquer un enfant, il faut tout un peuple pour construire un pays.

Rommen  (Tunisia)  |Samedi 26 Août 2017 à 09:00           
خاتمة رائعة مع اقتراح بعض الإصلاحات
"في الاخير وعلى سنة بعض المذاهب التي يستحب فيها المجاهرة بالتهنئة واخفاء النصيحة أو تمريرها همسا ، نقول وبالله التوفيق " عيد مبارك أيها الرئيس" تلك التهنئة ، اما النصيحة الخافتة ، "أيها الرئيس دعك من بطيخ ودعك من بن تيشة ودعك من قراش ودعك من حاشيتك الرعناء و دعك من مورو و الغنوشي واسال الثقات عن حسن الخاتمة وما ادراك ما حسن الخاتمة ، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله"
قالوا: كيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته" .
السبسي لا يستحق أكثر من كلمة رئيس التي هي رغم أنفنا و لا يمكن لمتبع لملة محمد صلى الله عليه و سلم أن يسيد من يدعو للخروج عن شرع الله
كما أن بطيخ لا يستحق ( رفعا لكل التباس) كلمة مفتي لانها مرتبطة بالإسلام الذي اتى به محمد صلى الله عليه و سلم في الوقت الحالي فيستحسن عدم استعمالها له أو أن يوضح "منجم الفتاوي للدين الذي اتى به السبسي و مورو و غيرهما" مثلا

Sarih  (Tunisia)  |Samedi 26 Août 2017 à 08:49           
@Jjjcc belgique
si toi tu comprend pas l'arabe littéraire, alors, c'est pas la faute l'article nous on a tout compris mon compatriote

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 25 Août 2017 à 22:09           
"يا سيادة الرئيس دعك من بطيخ ودعك من بن تيشة ودعك من قراش ودعك من حاشيتك الرعناء واسال الثقات عن حسن الخاتمة وما ادراك ما حسن الخاتمة ، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله" قالوا: كيف يستعمله؟ قال: "يوفقه لعمل صالح قبل موته" .

Jjjcc  (Belgium)  |Vendredi 25 Août 2017 à 21:54 | Par           
Du n' importe quoi, c'est quoi le message ??!??


babnet
*.*.*
All Radio in One