وزير النقل يعيب ''التونيسار'' والعيب الأكبر فيه وفي الكفاءات القادرة على تسيير 4 دول

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/ghdiratunisair.jpg width=100 align=left border=0>


شمس الدين النقاز (*)

خرج اليوم الإثنين وزير النقل أنيس غديرة بتصريح جديد أكد خلاله أن شركة الخطوط الجوية "تونيسار" تعيش وضعيّة صعبة جدا نتيجة نقص حركة الطيران بعد الثورة والخيارات الاجتماعية التي جعلت وضعية المؤسسة أصعب، ولا نعلم هل أتى هذا الوزير بجديد أم أراد التمهيد لنيّة الدولة خوصصة "التونيسار" في المستقبل القريب.





من المؤسف الإقرار بأن "تونيسار" هي شركة أفشلها مديروها العامون المتتالون ومن ورائهم وزراء النقل المتعاقبون، فالتأخير عير المقبول وسوء الخدمات المقدّمة كان كفيلا بأن تتبوّأ الشركة أدنى المراتب العربية والعالمية في تصنيف شركات الطيران.

"تونيسار" دمّرها موظّفوها والمسؤولون المسيّرون لها، والصعوبات المادية التي تعيشها الشركة اليوم جاءت نتيجة غياب إرادة حقيقية للإصلاح وعدم وجود مشروع متكامل من أي إدارة كانت لاجتثاث الفساد من جذوره في شركة حقّقت أرقام معاملات جدا محترم خلال الأشهر الأخيرة.

على وزير النقل أن يعيب نفسه قبل أن يقرّ بصعوبة الوضعيّة التي تعيشها الشركة، فمنذ تولّيه لمنصبه أوائل شهر جانفي 2016، زادت أوضاع قطاع النقل العمومي بكل أصنافه في تونس مأساوية، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العيب الأكبر في وزارته قبل أن تكون في إدارة "تونيسار" أو "شيمينو" أو غيرهما، ففي عهده وقع المحظور، وسقط العشرات بين قتيل وجريح، فمن لم يلق مصرعه داخل حافلة تسير بسرعة جنونية، دهسته عجلات قطار غير صالح للسير على سكك ورثتها تونس عن الاستعمار الفرنسي.

الحوادث الأليمة التي راح ضحيتها عشرات المواطنين الأبرياء بين قتيل وجريح، حدثت إبان توليه لوزارة لا تقل أهمية عن وزارات السيادة الوطنية، لم تكن مبرّرا كافيا لإقالته من منصبه ناهيك عن تقديمه لاستقالته.

إرهاب الطرقات الذي تعرفه تونس خلال السنوات الأخيرة ليس أقل خطورة عن الإرهاب المتأتي من الجبال والحدود، لكن جدّية حكومة الكفاءات في محاربة هذا النوع الخطير من الإرهاب لم تكن في المستوى حتى لا نقول لا وجود لها أصلا.

وزارة النقل التي عرفت أكثر من وزير خلال 6 سنوات، لم تعرف أي تحسّن ملحوظ جراء ضعف الامكانيات المرصودة وتغلغل الفساد وقوة نفوذ النقابات التي باتت تسيطر على كل كبيرة وصغيرة في قطاعات النقل البري والجوي والبحري، إلا أن أنيس غديرة الوزير الحالي يبقى أحد أسوأ الوزراء الذين تولّوا مقاليد الوزارة قبل وبعد 14 جانفي.

كاتب صحفي تونسي


Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 142371

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Lundi 8 Mai 2017 à 13:02           
كل المؤسسات العمومية تشكو من الفساد وسوء التسيير!!!


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female