فوز مانويل ماكرون يضع السبسي في مأزق!!

بقلم: شكري بن عيسى (*)
كل الدلائل عبر كل استبيانات الراي تشير الى دخول المرشح الشاب ايمانوال ماكرون للايليزي بعد اسبوعين، هذا الشاب الذي جدد الامل لدى الفرنسيين الخائبين من الاحزاب والطبقة السياسية الفرنسية المتشظية، ومع ذلك الرئيس السبسي الذي يدعي الاستشراف وبعد النظر رفض مقابلته في نوفمبر 2016
.
كل الدلائل عبر كل استبيانات الراي تشير الى دخول المرشح الشاب ايمانوال ماكرون للايليزي بعد اسبوعين، هذا الشاب الذي جدد الامل لدى الفرنسيين الخائبين من الاحزاب والطبقة السياسية الفرنسية المتشظية، ومع ذلك الرئيس السبسي الذي يدعي الاستشراف وبعد النظر رفض مقابلته في نوفمبر 2016


والمسألة بالفعل ستكون تداعياتها سلبية في مستقبل العلاقات التونسية الفرنسية، اذ الرؤساء لا يمكن بحال أن ينسوا من ساعدهم على النجاح، كما لا يمكن ان ينسوا من أدار لهم وجهه أو أحبط عزائمهم أو من تنبأ لهم بالفشل والاخفاق، حيث مهما كان عمق العلاقات ومتانتها ففي صورة فوز الشاب ماكرون الذي يبدو في طريق مفتوح امام مارين لوبان فسيكون تعامله مع السبسي بفتور وبرود منتظر للرد على تجاهله السابق له.
ديبلوماسيا وسياسيا الامر يعتبر اخفاقا كبيرا، فالقراءة والمتابعة الدبلوماسية والسياسية الدقيقة تتطلب اعطاء اعتبارا خاصا للقادمين لدفة الرئاسة بقدر الاعتبارا الممنوح للرؤساء المباشرين، وحتى من باب فهم برامجهم ومشاريعهم قبل وصولهم للسلطة، ولكن دبلوماسيتنا الجامدة المنغلقة في قواعد قديمة متكلسة لا تراقب الشأن الدولي بما يكفي، وحتى داخليا فقد تم اجتياحها من الدبلوماسة الموازية والعشوائية.
أما سياسيا فطبعا السبسي الغارق في مستنقع النداء، واستقبالاته المتكررة والمتعددة لقياداته من أجل رتق الشقوق، يمنعه في عديد الحالات من رؤية الواقع ورصد التحولات الدولية بدقة، وزيادة فمستشاره السياسي بن تيشة المتورط في السجالات والتجاذب الداخلي لا يمكنه فهم هذه المستجدات المصيرية، بالرغم أن مانويل ماكرون برز في استطلاعات الراي كمرشح بارز جدا للرئاسة منذ 2016، ومنذ سنة تقريبا اي منذ افريل 2016 استطلاعات الراي كانت تعطيه اكثر من 20%.
مرة أخرى تبرز محدودية رؤية الرئاسة وتظهر اسيرة القواعد الدبلوماسية الجامدة وتخبط النداء، وتضيع مصالح الدولة العليا بحركة فاقدة تماما للتوفيق، في وجه مرشح أساسي جاء لتونس لفهم الواقع السياسي عارضا اهتمامه بمشروع الانقاذ الاقتصادي في تونس، خاصة أنه شخصية ذات قامة عالية شغلت منصب وزير للاقتصاد والصناعة والرقميات، واليوم لن تصلح التشقق اي حركة، وستظل نقطة سوداء غامقة في صفحة البلدين وعلاقاتهما.
السبسي ما فتىء يذكرنا بتعلمه الحكمة والرؤية الثاقبة وبعد النظر من بورقيبة، ولكنه في كل مرة لا يثبت شيئا من هذه الخصال البورقيبية، ويظهر أن الامر لا يعدو ان يكون مجرد استثمار ومتاجرة في الارث البورقيبي لا غير!!
(*) قانوني وناشط حقوقي
Avec Abdessattar Ben Moussa, prix Nobel de la Paix et ancien président de la Ligue tunisienne de défense des droits de l'Homme. pic.twitter.com/fe6kPL9ROR
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) 6 novembre 2016

Comments
8 de 8 commentaires pour l'article 141767