الاستفتاء التركي بعيون تونسية

<img src=http://www.babnet.net/images/8/erdogan720.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

حفلت صفحات التواصل الاجتماعي ليلة الاحد في تونس بمتابعة مجهرية دقيقة خاصة من المهتمين بالشان السياسي. و كان انصار النهضة على وجه الخصوص يساندون التصويت لفائدة اردوغان الذي يسمح له الاستفتاء بتوسيع صلاحياته و التحول نحو النظام الرئاسي ، اما معارضو النهضة فقد شنوا حملة على الرئيس التركي و اتهموه بمحاولة استعادة سلطنة الدولة العثمانية و النزوع نحو نظام دكتاتوري ، و كانت نتيجة الاستفتاء فوزا ضعيفا لاردوغان بنسبة 51 بالمائة مما جعل انصار النهضة يحتفلون باحتشام لانهم توقعوا نتيجة افضل و فارقا اوسع، كما ركز معارضو اردوغان في تونس على نسبة المعارضة العالية التي تثبت رفض الاتراك للتعديلات الدستورية .





اعتقد انه لو توقع اردوغان هذه النتيجة الضعيفة لما ذهب اصلا الى الاستفتاء، و قد تابعنا بعض انصار النهضة يبررون ذلك بانتهاء عصر نتائج ال 99 بالمائة ، لكنهم تناسوا ان اردوغان خسر 9 نقاط كاملة عن نسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي كسبها بنسبة 60 بالمائة .

بالنسبة لمعارضي اردوغان ، اظن انهم وقعوا في تناقضات مفضوحة فبعضهم يدعم الانقلابات العسكرية و الانظمة الاستبدادية التي تذبح شعوبها و تصدر قراراتها باوامر رئاسية لفرضها على المجتمع ، ثم تلوم اردوغان الذي توجه الى استفتاء شعبي . طبعا تبدو الاستفتاءات في الانظمة الدكتاتورية في خدمة الاستبداد ، لكن الاستفتاء في انظمة ديمقراطية و شعوب حرة هي ممارسة ديمقراطية تكرس سيادة الشعب في اتخاذ القرارات المصيرية و الهامة .

و من المفارقات ان بعض رؤساء الاحزاب التونسية يملكون صلاحيات فرعونية في احزابهم و يشتكي من ذلك حتى انصارهم الذي يلجؤون احيانا الى الانشقاق كنوع من الرفض لدكتاتوريتهم ثم نجدهم يقدمون دروسا في الديمقراطية لمخالفيهم .

اما العجيب ان من يساند تعديل الدستور في تونس لدعم سلطة الرئيس يرفضه في تركيا لنفس السبب وهو ما يؤكد ان الامر لا يعدو ان يكون مجرد احقاد ايديولوجية و ليست مواقف مبدئية .
اما انصار النهضة فان محاولتهم التشبه بحزب العدالة و التنمية التركي و زعيمه رجب طيب اردوغان لا يؤيده الواقع ، لان انجازات ادوغان و حزبه في تركيا كبيرة و كان صادقا في محاربة الفساد منذ توليه السلطة سنة 2001 كما استطاع ان يخلص بلاده من ديونها الخارجية و ينجز مشاريع ضخمة ، لكن في تونس و بعد انتخابات 2011 لم تجلب النهضة المستثمرين الاجانب بل تقاطر علينا الدعاة و المستثمرين في الدين ، و توارت اهداف الثورة عن الانظار .
ان ما حدث في تركيا يساهم في هيمنة رجب طيب اردوغان على الحياة السياسية وهو ما جعل المعارضة التركية ترفص نتيجة الاستفتاء الذي قد يمهد في نظرها لدكتاتورية جديدة ، لان توزيع السلطة من خصائص الانظمة الديمقراطية لكن يبدو ان المحاولة الانقلابية التي تعرض لها اردوغان الصيف الماضي جعله يمضي في خيار الاستفتاء المثير للجدل . .
كاتب و محلل سياسي.


Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 141474

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 18 Avril 2017 à 06:20           
تحية صباحية إلى الجميع ونبدأ بالإستفتاء التركي والعيون التونسية التي تحدث عنها الكاتب والتي لا تختلف عن عيون كل العرب التي تهاجم تركيا ورئيسها ويكمن السر في أننا نهاجم بوعي وبدون وعي البلدان التي تنتج الحضارة والتقدم ونصر على إبقاء وضعنا الكارثي على ما هو عليه منذ قرون عديدة فنحن نعيش على هامش الحضارة كالقبائل البدائية التي تعيش في الأدغال وتطالب بالحفاظ على خصوصيتها بل أصبحنا نشكل خطرا على هذه الحضارة ولا نتورع على تفجيرها ودهس مواطنيها فدولنا
العربية تحولت لغابة من الأنياب المفترسة على تخوم البلدان المتقدمة لا تتوانى على الهجوم من أية ثغرة إذا الخلاف ليس تركيا وآردوغان بل بين عقليتين عقلية تنشد التخطيط لعقود قادمة وعقلية تتمسك بأوهام الماضي من جهل وتخلف وتسلط واستبداد تحت مسميات متنوعة وبراقة *

BenMoussa  ()  |Lundi 17 Avril 2017 à 14:45           
حاول الكاتب الظهور بمظهر المحايد لكنه لم يفلح
فمن جهة يتكلم على النهضة وانصار النهضة وفي المقابل يمتنع عن ذكر اسم اي حزب آخر وهكذا يخرج القارئ بفكرة سيئة عن النهضة ولا شيء عن خصومها الذين لم يذكر منهم احدا باسمه
انها الاساليب الدنيئة لتضليل القارئ والتاثير عليه

Ahmed01  ()  |Lundi 17 Avril 2017 à 14:43           
مقال متوازن...نجاحات أردوغان لا تُجحد...وسياساته التوسعية أيضا...أما الاستفتاء فكان دون المنتظربكثير...وهو الذي ما فتئ يطالب الرئيس السوري بتقليص صلاحياته ـ في بداية الأزمة ـ ها هو ينصّب نفسه سلطانا مطلقا على الأمة التركيّة...ولعلّ السادة في النهضة ينتبهون لهذا التناقض العجيب

SOS12  ()  |Lundi 17 Avril 2017 à 14:05           
مرايا
إرحمو البعض من النهضاويين المتعصبين لأردوقان
إنهم أبناء الوطن
وتجاوزو عن خصومهم إنهم مسلمون وإن كانو ظالمون
لكن المقال لم يكن على القيياس


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female